اثر التطور التكنولوجي على السياحة العلاجية في تركيا

أثر التطور التكنولوجي على تطور السياحة العلاجية في تركيا

باتت السياحة العلاجية بقسميها العلاجي والاستشفائي في الآونة الأخيرة أحد أهم مجالات الصراع والتنافس بين العديد من الدول لما لها من مردود إيجابي واسع المدى على اقتصادات تلك الدول. 

وتعد تركيا من بين الدول التي تتبوأ موقعًا متميزُا في صدارة تلك المنافسة نظرًا لما تتمتع به من مصادر طبيعية استشفائية مثل البرك الطبيعية المحتوية على عنصر الكبريت اللازم لعلاج العديد من الأمراض العظمية والجلدية كما هو الحال في مناطق مودورنو، وباموك كالي، تاراكلي، ترمال بالوا، وبيني كبليجا.  

كما تحتوي تركيا على العديد من المراكز الطبية المتخصصة والمستشفيات الحديثة المجهزة بأفضل الأجهزة الطبية المتطورة، والتي يتولى إدارتها كوادر بشرية مدربة على أعلى المستويات بهدف تقديم خدمات طبية عالية الجودة بأفضل الأسعار، مما جعلها مقصدًا للمسافرين بهدف العلاج سواء كانوا قادمين من البلدان الأوروبية أو الشرق الأوسط والدول العربية.

وما سبق أهّل تركيا لتتمتع بشهرة عالمية ذائعة الصيت فيما يخص عمليات زراعة الشعر والتي حققت نجاحات مبهرة مقارنة بتكلفتها، وتسبب في منحها مكانة وشعبية كبيرة في ذلك المجال لدى الأوروبيين خصوصًا البريطانيين، إضافة لاحتلالها مؤخرًا صدارة الدول التي يتوجه إليها الأشخاص من جميع أنحاء العالم عندما يتعلق الأمر بطب العيون وما يختص بعمليات تصحيح الإبصار باستخدام عمليات الليزر وذلك بسبب تكلفتها المناسبة مقارنة بباقي الدول المجاورة 

وفي هذا الصدد، وفي إطار سعيها نحو زيادة أعداد السياح الوافدين إليها بهدف العلاج، تولي تركيا اهتمامًا خاصًا بالسياحة العلاجية من خلال تطبيق أنظمة صارمة لتطبيق جودة المعايير الطبية والتقنية على كافة الخدمات الطبية المقدمة داخل المستشفيات التركية والتي يتجاوز عددها الألف مستشفى حيث حصل العديد منها على شهادات اعتماد محلية ودولية مثل اعتماد المنظمة الدولية للمعايير (ISO) واللجنة الدولية المشتركة (JCI) إذ تجاوز عدد المنشآت الطبية التركية التي حصلت عليها الثلاثين منشأة وهو أكبر عدد من الاعتمادات حصلت عليه دولة من دول العالم

ذلك الاهتمام بالتطور التكنولوجي في القطاع الصحي من جانب الدولة هو ما أسهم في تفضيل السياح المهتمين بإجراء عمليات تجميل جراحية أو زراعة الشعر لتركيا دون غيرها كوجهة لتحقيق مبتغاهم، وذلك نتيجة ثقتهم في الخدمات الطبية المقدمة إليهم والتي تؤكدها نسب نجاح تلك العمليات التي يشرف عليها أطقم طبية على أعلى مستوى من الكفاءة العلمية والمهارية إضافة لأسعار تكلفتها التنافسية، حيث تتم عمليات زراعة الشعر في تركيا من خلال أفضل وأحدث التقنيات عبر العالم مثل تقنية "إف يو"، تقنية "أقلام تشوي" وتقنية "البيركوتان" والتي تؤتي ثمارها خلال فترة تتراوح بين ستة إلى تسعة أشهر

وإضافة للعمليات التجميلية وعمليات زراعة الشعر التي تشتهر بها، يزور تركيا حاليًا كل عام قرابة الـ 150,000 شخص بهدف تلقي العلاج من أمراض العظام والمخ والأعصاب والأورام والأسنان والعيون، حيث تتولى إدارة السياحة الطبية التابعة لوزارة الصحة التركية تلقي استفسارات المرضى وترجمتها والرد عليها على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع      

ولا يقتصر الاهتمام بالتطور التكنولوجي من جانب الدولة على القطاع الصحي فقط، ولكنه يمتد ليشمل مستوى التعليم والأبحاث الطبية والعلمية في تركيا من خلال تدريب الآلاف من طلاب الطب الأتراك والأجانب، كما أنه يتضمن الاهتمام بتطوير وتحديث وسائل الاتصال والتنقل والمواصلات والإقامة في تركيا وذلك بهدف جذب أنطار راغبي العلاج نحو تركيا والوصول بها لتصبح منافسًا عالميًا مع غيرها من الدول المتقدمة في هذا المجال

وقد أثمر ذلك التوجه من جانب الدولة بالاهتمام بالتطور التكنولوجي في مجال السياحة العلاجية أن بلغت واردات تركيا من قطاع السياحة العلاجية في العام 2018 مليارًا ونصف مليار دولار بحسب تصريحات وزير الصحة التركي الذي أكد على سعي تركيا لمضاعفة هذا الرقم خمس مرات بحلول عام 2023، فهل تنجح تركيا في بلوغ هدفها ? هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة  

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
أبريل ١٨, ٢٠٢٣, ٣:٥١ م - Aya Mohammed
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٤ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٢٣ م - Abdallah
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Rasha
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٠ م - Areej Alfateh Salah Aldien
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٢ م - ملك حمدي
About Author