استاطيقا أو aesthetics و هي كلمة ذات أصل اغريقي "aesthesi" و التي تعني علم الحواس, تشير الى نوع من انواع الفلسفة تم ابتكاره في القرن الثامن عشر, و هذه الفلسفة هي ما تعرف في اللغة العربية بالجماليات او فلسفة الجمال او علم الجمال.
تختص الاستاطيقا بالدراسة الفلسفية العميقة للذوق و الجمال في المجال الفني و الأدبي و في كل ما حولنا في الطبيعة و غيرها, في التفكر فيما هي ردود فعلنا و ما يدور في خلدنا من أفكار و مشاعر عند ممارسة نشاطات مثل الاستماع للموسيقي او النظر للوحة فنية او قراءة عمل أدبي او رؤية مشهد طبيعي, و بالتالي الأحكام التي نصدرها حول هذا الشيء و الكلمات المختارة لوصفه, هل تلمسنا جمال؟ قبح؟ او شيء أخر تماما و لماذا؟.
تأتي هذه الفلسفة ايضا للتشجيع على سعة الأفق في منظور الجمال و ان تصنيف الأشياء بين الجميل و القبيح فقط لا تعطي صورة او حكم مميز و انما التنوع فى المفردات بحيث تعمل على اعطاء عنصر الوصف طابعا خاصا به هو النهج الصحيح و المختار اغلب الأحيان و ان الجمال بحد ذاته ليس قانونا ثابتا و انما يعتمد على كل شخص و منظوره الخاص لما هو جميل في رأيه.
قد كانت الاستاطيقا في بداية نشأتها مقيدة فقط فى اطار دراسة الأعمال الفنية لا غير مما جعلها مقاربة "لفلسفة الفن" و التي تعتبر فرع من فروعها و تختص بدراسة الفن و تقييم الأعمال الفنية المختلفة, حيث كما كان يزعم أكبر فلاسفة الاستاطيقا الحديثة جورج هيغل ان وظيفتها الأساسية تكمن فى دراسة الأشكال المختلفة للفن و ما تحتويه من طابع روحاني.
و لكنها في العصر الحديث تجاوزت قالبها القديم المحدود و أصبح يمكن التطرق لأيات الجمال و الاحساس به في كل مجالات الحياة الأدبية منها و العلمية, فالعلم و التكنولوجيا و الطب له حصته من الاعجاب و الانبهار و لايغيب عنا جمالها كما هو الحال مع الثقافة و الفن و التاريخ و الأدب, فالعالم بكل ما فيه من ابداع الخالق سبحانه و تعالى لا يخلو من أيات الجمال التي تستحق التأمل و التفكر و هذا ما جاءت فلسفة الجمال لتخبرنا عنه.
المصادر
You must be logged in to post a comment.