اضطراب القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي (Social Anxiety Disorder) هو من أكثر اضطرابات القلق انتشاراً، رغم أن من يعاني منه يشعر بأنه وحيد في مواجهته له.
يصيب الاضطراب الناس من كافة الأعمار ، رغم أنه في الكثير من الحالات يبدأ الاضطراب بالتبلور في سن المراهقة؛ بسبب ما يترافق مع التغيرات الجسدية و النفسية للشخص عدم استقرار و عدم الإحساس بالأمان و تزعزع عالمه الذي عرفه قبلاً.
يمكن وصف القلق الاجتماعي بالخوف المرضي من النقد أو التعرض للرفض من قبل الآخرين.
إن التعرض للنقد هو تجربة سلبية للكل، ولو بدرجات مختلفة، لكن الأمر يصبح مُرهقاً لمن يعاني من الرهاب الاجتماعي، حيث أن الأمر يأخذ منحى شخصياً جداً بالنسبة له، ذلك أنه يرى نفسه بمنزلة أدنى من الكل و أن الآخرين مستعدون دائماً لإطلاق الأحكام عليه و السخرية منه، مما يجعله لا يجد لأي من الملاحظات الموجهة له تبريراً غير كونه شخصياً إنساناً فاشلاً على كل الأصعدة. أي كما في الكثير من الاضطرابات النفسية يكون لديك متنمراً داخلياً، وهو عقلك.
العلاج
إن الكثير من المصابين بالرهاب الاجتماعي يحاولون تجاهل طلب المساعدة من مختص، لأسباب كثيرة لعل أهمها أن طلباً كهذا يشكل موقفاً اجتماعاً يسبب القلق بحد ذاته، أو أنهم يعتقدون بأنهم يستطيعون تحمّل الأعراض و المضي بحياتهم بهذا الشكل الذي تعودوه، أو أنهم ببساطة يجهلون ما يواجههم بسبب نقص المعلومات.
لذلك، من المهم إدراك أهمية اللجوء إلى خبير.
أما العلاج فيكون على شكلين: إما عبر المعالجة النفسية (كجلسات العلاج النفسي و الاستشارات، أو حلقات الدعم )، أو بالأدوية.
في أغلب الأحيان يصاحب اضطراب القلق الاجتماعي الاكتئاب، فعلاج الاضطراب عن طريق الأدوية يكون متضمناً مضادات اكتئاب.
لكن بعض الدراسات تبين أن العلاج بواسطة الدواء وحدها لا تعطي النتائج، فيجب أن يترافق معه العلاج النفسي و التمرّن على مواجهة المواقف التي تسبب القلق.
فالأدوية وحدها تفقد فاعليتها على المدى الطويل.
كما أنه لتحديد طرق العلاج على الطبيب أن يحدد كون القلق مصدره كل أنواع اللقاءات الاجتماعية أم أشكالاً محددة منها.
و من المهم الفهم أن العلاج يختلف من شخص لآخر. فما يناسب أحداً لا يعني أن يكون كذلك بالنسبة إليك، بالتالي نعيد التذكير بأن الرجوع في العلاج إلى المختص مهم.
You must be logged in to post a comment.