الآباء العاقون

 نسمع كثيرا عن الابن العاق والابن الذي رمى والدته والابن الذي فعل ما يغضب والده ونعرف معنى العقوق وعقوبته ، لكن ما لا نعلمه هو عقوق الاباء .

فالعقوق لكلي الطرفين ولا يقتصر لطرف واحد وهو امر بغيض ، اما سؤالنا كيف يكون عقوق الاباء ؟ الجواب هو ان تربية الابناء تربية حسنة هي من واجبات الوالدين وليست فضل منهما فبعض الاهل يهمل التربية ويرى بانها ليست امر واجب وليست مسؤوليته فتراهم مشغولان عنه ولا يعرفون ما به وما ان يكبر الطفل حتى يصبح عاقا لهم ، وهنا يبدأ الكلام عنه بانه عاق ويشتكون منه وينسون تماما انهم السبب الرئيسي لما هو عليه الان .

ان هذا الاهمال قد يكون بسبب انشغال الاهل او قد يكون باعتقادهم انه لا ضرورة للجلوس مع ابنائهم ومحادثتهم ، ويكون دور الاباء هنا هو توفير متطلبات الابناء من المأكل والملبس ، وبهذه الحالة تكون العلاقة خالية من الاهتمام والعطف .

بجانب اخر هناك نوع من الاباء لا ينفقون على ابنائهم بالشكل الصحيح وقد يقوم بعضهم الى التمييز بين الابناء وتفضيل بعضهم على الاخر وعدم العدل بينهم ، ان مثل هذا التصرف يؤدي الى خلق العداوة والحسد بين الابناء ، لذا يجب الحرص على العدل بينهم .

ان هذا التمييز والتفرقة يؤدي الى حرمان الابناء من اللعب ، وان اللعب والترفيه لهو حق لكل طفل وهو عمل مهم بالنسبة له لذا يجب على الاهل ان يوفروه له ويختاروا الانسب له دون الاضرار بتربيته وصحته. ومن التصرفات الخاطئة التي يفعلها الاباء هي سب الابناء وشتمهم ، وان مثل هذه الامور تؤثر على شخصيات الاطفال بشكل كبير فتجعل منهم شخصيات ضعيفة مهزوزة ولا يستطيعون التحدث مع من هو اكبر منهم والسبب في ذلك انهم فقدوا الثقة بانفسهم فتراهم لا يستطيعون النقاش وينطوون على ذواتهم.

وهناك امر في غاية الاهمية يجب الالتفات له ، ان التربية الحسنة و مسؤولية الاهل لا يعني استبدادهم بارائهم واجبار ابنائهم على قراراتهم بحجة انهم مسؤولون عنهم ، ان مثل هذا التصرف هو دمار للابن اكثر مما هو حماية له ، فمن حق الابن اتخاذ القرار الذي يناسبه واذا كان القرار غير صائب هنا يأتي دور الاباء لاقتراح شيء يناسب الابن دون اجباره ومحاولة اقناعه.

ان الاستبداد بالرأي يجعل الاباء يستخدمون اسلوب التهديد ثم يتطور هذا الى الضرب والتعنيف وهو امر خطير ، فاذا عومل الابن بهذا الاسلوب فان هذا يجعله حقودا ومعاندا لكل من يخالفه حتى وان كان هو مخطئ ، لذا على الاباء ان يتجنبوا هذا الاسلوب في التربية ويتجهوا لاساليب اخرى اكثر فاعلية في التربية واكثر احتراما لشخصية الابن.

وعلى الاباء ان يتذكروا دائما انهم ليسوا دائما على صواب وليس كل من يخالفهم انه مخطئ وليست التربية الجيدة في تأمين المأكل والملبس وانما باحتواء الابناء ، وعليهم ان يتذكروا ان ما يزرعونه الان سيحصدونه غدا فلا تهمل زرعك ثم تشتكي عند حصاده.

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author