الأفكار مجرد أفكار!

إنّ الأفكار ليست مهمة؛ لكن كيفية ارتباط الإنسان بأفكاره مهم جدًا!      

إذ إنّ ينتج الدماغ ما بين 3000 و 5000 فكرة كل يوم، فما هي الأفكار التي تراود الإنسان ليقضي الوقت في التفكير فيها، وما هي الموضوعات المتكررة؟

 إنّ الحياة غير مؤكدة والأقدار فيها تتباين وتتفاوت في معطياتها، مما يجعل من المستحيل من جانب البشر التنبؤ بما سيأتي به المستقبل، حيث إنّ بعض الناس يكسبون عيشًا جيدًا، بينما يكافح آخرون لتغطية نفقاتهم.

 حقيقة أخرى هي أنّنا لا نستطيع تغييرالماضي! فما حدث قد حدث، وما سيحدث قد يحدث، لكن الطريقة التي نختار بها التعامل مع ماكان، وما هو الآن، وما قد يحدث في المستقبل أمر بالغ الأهمية لعيش حياة جيدة.

 

اجترار وقلق

 الاجترار والقلق هي أفكار متكررة أو يمكن القول بأنّها متكررة بطبيعتها، ويمكن فهمها على أنها عامل خطر للإصابة بالمرض العقلي وأحد أعراضه، عادة ما تكون الموضوعات التي تدفعنا إلى اجترار وقلق شديدين؛ هي الأفكار سلبية، ومواجهة نحو الماضي، ومركزة على المشاعرالسلبية، فقد يتسم الاجترار عادة بالاهتمام الذي يركز على الذات، مما يعني أنّ الإنسان يُركز داخليًا على تفكيره السلبي، بدلاً من التركيز على العالم الخارجي.

 غالبًا ما ينشأ الاجترار من خلال التساؤل بـ"لماذا الأفكار".!؟ يتمثل أحد أهداف هذه الأفكار في محاولة العثور على إجابات ومعاني دقيقة في الأشياء التي حدثت في الماضي، وفي الحاضر من خلال الأعراض، الأفكار والمشاعر الحالية.

 

العلاج ما وراء المعرفي

 طور البروفيسور أدريان ويلز من جامعة مانشستر-إنجلترا، نموذجًا ونظرية تشرح الصعوبات النفسية نتيجة لفشل التنظيم الذاتي، حيث تحافظ الاستراتيجيات المعرفية غير القابلة للتكيف والاستراتيجيات السلوكية على الصعوبات والمعاناة أو التي تعزز ذلك، إذ تكمن مشكلة عمليات التفكير غير المناسبة مثل الاجترار والقلق في أنها تحافظ على التوتر وعدم الراحة أو تعززهما وتتداخل مع العمليات الأخرىالضرورية للمعالجة العاطفية.

 لذلك من المهم التفكير في الموضوعات التي يختاره الإنسان لتركيز قدرتك العقلية عليها، والدافع يكون وراء اختياراته النفسية.

  

الانتباه المنفصل

 إن أحد البدائل لتركيز انتباه الإنسان على معالجة الأفكار غير المناسبة؛ هو أن يأخذ منظورًا ميتًا لأفكاره ومشاعره، هذا ما يُسمّى بحالة من"الانتباه المنفصل"، الذي يعني تبني منظور سلبي وقائم على الملاحظة لأفكاره، بدلاً من الاستمرار في تفصيل الفكرة؛ إذ إنه ينطوي على تطوير وعي بأن الأفكار مجرد أفكار، وأنه يمكنه ببساطة اختيار ترك الأفكار تمر دون المضي قدمًا في عملية التفكير.

  على سبيل المثال؛ إذا كان الإنسان لا يريد أن يقلق بشأن دفع الفواتير في الوقت الحالي، يمكنه فقط ترك سبب القلق دون الانخراط في ذلك، فبإمكانه ترك الفكرة موجودة فقط، وهو ليس بحاجة إلى الاهتمام بالفكرة، لأنها مجرد فكرة "نكرة"؛ حيث إنّ قلقه المتزايد لن يساعده في دفعالفواتير في أي حال! باختصار شديد، الحيلة هي عدم فعل أي شيء على الإطلاق مع الأفكار المحفزة، مع أنّ هذه الحالة قد يفعله الإنسان فعليًّا مع معظم الأفكار الأخرى التي ينتجها عقله خلال ٢٤ساعة.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
أبريل ١٨, ٢٠٢٣, ٣:٥١ م - Aya Mohammed
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٤ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٢٣ م - Abdallah
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Rasha
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٠ م - Areej Alfateh Salah Aldien
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٢ م - ملك حمدي
About Author