الأمـــــل .. أبو المجد .. سعيد

 

الأمـــــل .. أبو المجد .. سعيد

الأمل يحقق المجد والسعادة ، وهذا حوارمـــع الأمل

-      مرحبا .. يا أبتاه .. أستحلفك بالله .. من أنت ؟! ومالي أراك سعيدا هكذا ..

-      أنا .. أبو المجد .. ولولا أنا ما كان المجد .. وما كانت الرفعة .. وما كان التقدم .. وما كان الرقي .. وما كان العمل ........... وما كانت السعادة !!

-      إذن أنت الأمــــــــــــــــــــــــل ..

-      نعم أنا هــــــــــــــــــــــــــــوه ..

-      أراك قادم من مكان بعيد ..

-      فمن أين أنت قادم ؟

-      أنا قادم من مكان سام .. من مكان علي .. من قمة التوكل على الله .

    فمن يتوكل على الله فهو حسبه ، إن الله بالغ أمره .. ومن يتوكل على الله كفــــاه  ويرزقه من حيث لا يحتسب .

-      وما الذي زرع فيك الأمل؟ .. ما الذي ملأك بالأمل ؟ ما الذي جعلك أنت الأمل ؟  

كيف أصبحت كذلك .. ؟

-      قلت لك إنه التوكل على الله .. ثم حسن الظن به .. ثم الرضا بما قســـــــــــــم ..

ويعني هذا – أيضا -  عدم الخوف  .. أو الحزن .. أو الإحباط .. أو اليأس ؛ لأن لي ربا يهديني ويكفيني ويجازيني إن صبرت على محنتي أو مصيبتي وأن أحتسب ذلك عند ربي ؛ لهذا غمرني وملأ قلبي بالأمل .. فأصبحت أنا .. الأمل ..

ولأن الخوف والحزن والإحباط واليأس والقلق والتوتر والتشاؤم هي خصال تدل على عدم الرضا عما قسم الله لك ؛ ولأنها خصال لا ينبغي للمؤمن أن يتصف بها ، وهي مشاعر سلبية قاتلة .. تقضي على المرء وتلقي به إلى التهلكة .. وما ينبغي للمؤمن أن يكون هكذا ..

فالمؤمن الحق كما أخبر النبي المصطفى الكريم - عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة وأتم التسليم – أنه قال " عجبا لأمر المؤمن إن أمره له كله خير  ، وليــــــس ذلك إلا للمؤمن – إن أصابته سراء  - شكر  - فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء – صبـــر – فكان خيرا له ، وليس ذلك إلا للمؤمن .. "

فكل هذه الخصال السبع - والتي قصدت ذكرها بهذا الترتيب - ( الخوف والحزن والإحباط واليأس والقلق والتوتر والتشاؤم ) لهي خصال تنافي الإيمان لا سيما التشاؤم والتطير فقد قال النبي المصطفى الكريم - عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة وأتم التسليم – لا تشاؤم ولا طيرة .. وقال : الطيرة شرك.. الطيرة شرك ..الطيرة شرك .. وكررها ثلاثا ... نعم التشاؤم شرك وكفر .. أما الأمل والتفاؤل والثقـــة بالله وحسن الظن به ، في حقيقته نوع من الصبر  الصبر على قدر الله ؛لذا فهو شطر الإيمان ..

  الأمل هو الحياة وهو الصخرة التي تتحطم عليها الآلام والشدائد والمحن .. والأمل هو الطموح والطمع في فضل الله الكريم وعطائه الواسع ..

  وهنا يجدر بنا أن نسوق لك أيها القارئ – الأكرم -  نموذجا عظيما في التفاؤل والأمل والثقة بالله وحسن الظن به ؛ إنه النبي - الأكرم صلى الله عليه وسلم - في غــــــــزوة الخندق حين أشار الصحابي الجليل على النبي بحفر خندق حول المدينة – وفي أثنـــاء الحفر وجد النبي صخرة كبيرة تعوق الصحابة – الأكارم -  العاملين في حفر الخنـــدق فتقدم النبي الكريم وضربها ضربة قدح منها شرر الضوء فقال النبي الكريم : الله أكبر .. قصور الشام ورب الكعبة ثم ..  ضربها ضربة أخرى .. وقال : الله أكبر  .. قصــــــور فارس ورب الكعبة .. ما الدافع الذي دفع النبي أن يقول هذا .. ؟ ليس التمني .. إنه الأمل ..... مع الأخذ بالأسباب وهو العمل .. والجهاد  .

  إن هذا لهو حق اليقين وعين اليقين .. والثقة .. والأمل .. والتفاؤل من النبي الكريم في نصر الله على فارس والروم .. " فسبــــح باســـم ربك العظيــــم " ..

                      ملأ الله قلوبكم باليقين والأمل والثقة ..       

                             والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author