الإخوة الأعداء الجزء الأول

الإخوة الأعداء ( العداء الأخوى) ،  لم يقف عند هابيل وقابيل ، بل امتد من تلك اللحظة التى قتل فيها هابيل إلى وقتنا هذا وإلى أن يقف الزمن ، العداء الأخوى فى كل منزل معج بالأبناء ، فتجد الغيرة أحد أعمدة البيت إلى أن يهدم  ، لو كان لك طفلين توقع أن احدهما سيقع فى نفسه الغيرة من أخيه ويحيط قلبه بالكراهية والعداء له ، على سبيل المثال لا الحصر ؛ الطفل الذى يعض على أنامله بعدما رأى عضوا جديد يحاط بالرعاية والإهتمام من قبل والديه ، والطفلة الباكية الدائمة الصراخ بسبب وغير سبب بعدما أصبح لها أختا فرحت بها ، قامت باللعب معها يومان ، واليوم الثالث ألقت باللوم على والديها صارخة  : "من قال لكم أنى أريد أختا " ، إذا العداء بين الأخوة منذ نعومة الأظافر ، فما بالك حينما تكبر أظافرهم وتبقى أكثر قوة وصلابة ، تكبر الأظافر وتكبر معها الرقابة ، لا أقصد رقابة الوالدين على أبنائهم بل أقصد رقابة الأبناء لبعضهم البعض ، هذا فاشل فى التعليم ، هذا ناجح صاحب الدرجات العالية ، هذه خطبت قبل هذه ، هذه تزوجت من رجل الأعمال بينما الثانية تزوجت من موظف فى شركة المياة للصرف الصحى ، زوج تلك يقبض بالدولار بينما زوجها لايقبض أساسا ، تزوج من موظفة ، وهو تزوج من ربة منزل ، وقس على ذلك المفارقات والمقارانات بين الأرزاق التى قسمت على الأخوة ، تلك الأرزاق المقسمة التى جلبت العداء بينهم ، فالثغرة الشيطانية تدخل لك من ذلك الباب  .

     اعتقد أنك غير مندهش ، فأنت أكيد تمر عليك تلك الثغرات الشيطانية ، ولن أناشدك بالله وبالعلم وبالرضا والتسامح وأن كل واحد يبكى على ليلاه أفضل من التلصص على أخبار الناس ، ولن أناشدك بالأخوة التي بينكم وصلة الرحم وبالأم والأب اللذان انشغلا عن تربيتكم بجمع المال وتوفيره، واللقمة التى بنت الاجسام وفتلت العضلات ، أنا سأهمس فى أذنك قائلة : تدار الدوائر وتقف عند كل واحد منا وإما خير وإما شر ، ولن تجد أصدق من قول الله تعالى " ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله " ، فاحذر وأمر بالمعروف وانهى عن المنكر أفضل لك من أن تعيش عمرك كله تحسب على ذلك عيشته وتقيسها علي حياتك .

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author