زوجتي أخطر من كورونا...!
................
بهذه العِبارة الصادِمة، فاجأني صديقي، فمازحته قائلاً: ربما هي ترى ذلك أيضاً "أي أنكَ أخطر من كورونا" لكن قُل لي بربك: كيف ولماذا؟!
أجاب: كورونا، لا دخلَ لنا فيها، وزوجتي لها دخلٌ فينا وفيها...!
كورونا، لا تُفرِّقُ بين صغير وكبير، ولا غني ولا فقير، وزوجتي تُفرِّق بيننا في المضاجع...!
كورونا، نتيجتها، إما الشفاء بإذن الشافي المُعافي، وزوجتي لا شِفاءَ منها، رغم أنه قد يكونُ بها ولها...!
كورونا، فيروس حديث العهد، وعلَّمنا الكثير، وزوجتي بلغتْ من الكِبرِ عتياً ولم تتعلَّم شيئاً، وقد أموتُ قبلَ أن يحدثَ ذلك...!
كورونا، لها إجراءاتٌ احتِـرازية ووقائية، وزوجتي لا احِترازَ منها، ولا وِقايةَ لها، ولا معها...!
الإصابة بكورونا وارِدة، والنجاة منها مُمكِنة، لكن الإصابة بزوجتي مُزمِنة، والوقاية منها مُستحيلة...!
كورونا، جعلت العالم -بمَنْ وما فيه- يخضعُ للأطباء والعُلماء، ويسمع لهم ويطيع، وزوجتي لا تسمع ولا تطيع...!
كورونا عِبرةٌ مِن الله، لمَنْ كان له قلب، أو ألقى السمعَ وهو شهيد، وزوجتي وسواسٌ خنّاس...!
كورونا، فَرَضَتْ على كثيرين، إعادةَ حساباتهم، ليتراحَموا، ويتعاونوا على البِــرِّ والتقوى، وزوجتي لم ولن تعيدَ حساباتها، حتى تقومَ قِيامتُها...!
كورونا، غيَّـرتْ نُظُماً ومفاهيم، وعادات وتقاليد، وأصبح لها وضعٌ خاص، في كل مناحي الحياة، وزوجتي مُصِرَّة على ما هي فيه، ولم تتغيَّر، وقد لا تتغيَّر...!
كورونا، فرضتْ على الناس، التباعُد الاجتماعي، لوقتٍ مُعيَّن، وبشكٍل مُحدَّد، وزوجتي بعيدةٌ كل البُعد، وفي جزيرةٍ شِبه معزولة، عن العالَم، بمَنْ وما فيه...!
كورونا، زادت العائلاتِ قُرْباً، في الحظر، ونِقاشاً وبحثاً في الأمر، وزوجتي في حظرٍ دائم، وصَمَمٍ قائم، وإن نطقت، فباتهام غيرها، بأنهم لا يسمعون ولا يعقِلون...!
كورونا، أعادت كثيرين، إلى صوابِهم، لكنها أفقدتْ زوجتي صوابَها، بل ترى أنها لم ولن تُخطئ، مهما ارتكبتْ مِن أخطاء وخطايا...!
أخيراً... يمكن عكس كل ذلك، واتهام الزوجة لزوجها، بهذه الاتهامات وأكثر، لكن العلاقة بينهما، كانت ومازالت وستظل، في إطار السكن والمودة والرحمة، حتى يَرِثَ اللهُ الأرضَ ومَنْ عليها.
................
مُــحَــمَّــد عبــد الـمُــعِــز
You must be logged in to post a comment.