رالحقيقة التي يجب استيعابها هي ان الامراض النفسية تحتاج الى وعي تام من أهالي المرضى ومن المرضى انفسهم و المجتمع , لآن علاج المرض النفسي يحتاج الى فهم انه ليس الجنون وان لا يتم التعامل مع الشخص باعتباره شخصا خطرا أو فاقدا لعقله, حيث هناك نسبة كبيره من المجتمع تصف المريض النفسي باعتباره (ضعيف الاراده , متشائم, كسول, لا فائده منه, يعاقبه الله لبعده عن طريقه) و تؤدي هذه العوامل الى زيادة الضغط النفسي على المريض و من هنا تبدأ سيطرت الافكار السلبية عليه و شعوره بالذنب و العار و منهم من لا يستطيع التعامل مع كل ذلك ليقرر الانتحار .
ان النفس تمرض كما يمرض البدن وهذه الامراض يتم معالجتها كما يتم معالجة البدن ايضا , وان للبدن مناعة قد تختلف من شخص لأخر و ما اخطر ان ينهار الجهاز المناعي للانسان فتهاجمه البكتيريا و الفيروسات التي تحيط به ,و نفس النتيجة التي يتعرض لها الانسان في جهازه المناعي يتعرض لها في مناعته النفسيه فبدل من تعرضه للفيروسات يتعرض لما هو أقوى و هي الاوهام و الوساوس لتبدأ قواه العقلية مع رحلة من الضعف , حيث يتعرض الى حالة نفسية نتيجة صدمه أو كسر تكون فيه نفسه عاجزه .
يعتقد مختصون ان يكون المرض النفسي الأول في قائمة الامراض التي تواجه البشرية بحلول عام 2030, وان العالم العربي ليس ببعيد عما يدور حوله نظرا لتوفر البيئة المناسبة على انتشاره بسبب العنف و الحروب و تراجع مؤشرات الاقتصاد وارتفاع معدلات الفقر و البطالة , وان حالات الانتحار في العالم العربي بدأت تنتشر وفق منظمة الصحة العالمية , وان 1 من 5 اشخاص في مناطق الحرب يعانون من الاكتئاب و أو القلق أو اضطرابات ما بعد الصدمة .
You must be logged in to post a comment.