التعليم عن بعد ... بعد عن التعليم

قبل ظهور جائحة كورونا وحاولت العديد من الدول العربية تطبيق التعليم الالكترونى بجانب التعليم النظامى وظهرت فى فتره سابقة تجربة التابلت التعليمى فى مصر والكويت وغيرها من الدول العربيه وقد فشلت هذه التجربة بشكل كبير لعدة اسباب منها اسباب تقنيه تتعلق بضعف الامكانيات الماديه مثلاً كماحدث فى مصر وانهارت المنصة التعليميه وفشلت الوزارة حينها فى اجراء امتحان واحد الكترونى ناجح ومن الاسباب ايضا عدم استعداد الطلاب واولياء الامور لمثل هذا النوع من التعليم والطامة الكبرى ان اغلب الطلاب استخدمو التابلت بطريقة سيئة جدا وصلت لان استخدمه بعضهم لعرض مقاطع فاضحه او لفتح مواقع للغش اثناء الامتحان .

ثم جاءت جائحة كورونا لتجبر الجميع على الاعتماد على التعليم الالكترونى بعيوبه ومميزاته وهنا ظهرت المشكله الاكبر التى يجب ان نعترف بها جميعا اننا اصبحنا لا نهتم  بالتعليم فى حد ذاته بقدر ما نهتم بشهادة التخرج او الانتقال للعام الدراسى التالى ففى هذه الفتره اطمئن الطالب انه سينجح دون مجهود فلم يبذل اى جهد لتحسين مستواه العلمى ( الا من رحم ربي ) واطمئن اولياء الامور على ان ابنائهم ناجحون فلم يلقو بالاً لمراقبتهم او معرفة مستواهم .

والحقيقة انى مشفق جدا على الطلاب في هذه الفترة لأنى متأكد انهم لن يشعرو بصعوبة هذه الفتره ولن يعرفو ثمن هذا التسيب الا عندما يخرج جيل امي بشهاده جامعية جيل لا يعرف من الدنيا الا العاب البلايستيشن والوجبات السريعة .

لذلك اتوجه لكل طالب وطالبه ولكل وولى امر ولكل معلم ارجوكم لا تجعلو التعليم الضعيف الذي لا يعطى اى اضافه علمية لكم فى ان يحولكم الى اجساد بدون عقول الفرصة فى ايديكم فى ان تعلمو انفسكم وتعلمو اصدقائكم وان تكونو مؤثرين فى من حولكم ومؤثرين فى مجتمعكم عليكم بالقرأة ليس فقط قرأة المناهج الدراسية وانما قرأة كل ورقة تقع تحت ايديكم وهنا اتذكر قول احد المثقفين ( لم اندم ابدا على قرائة اى كتاب حتى لو كان كتاباً تافهاً فقد علمنى معنى التفاهه)

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author