من بين أهم الأحداث العظيمة التي دلت على قرب خروج خاتم الأنبياء و المرسلين الى الدنيا هي الحادثة المسماة بحادثة أصحاب الفيل و التي بلغت أهميتها أن تضمن القرآن الكريم سورة باسمها و هي حدث فاصل في تاريخ سيرة النبوية و في هذه المقالة سنتطرق لتفاصيل هذه الحادثة دون إسهاب سيكون الهدف من هذه المقالة الإجابة على الأسئلة التالية :
ماهي حادثة أصحاب الفيل ؟
ماسبب وقوعها ؟
و لماذا سميت بهذا الاسم ؟
تبدأ أحداث هذه القصة عندما قرر أبرهة نائب النجاشي على اليمن بناء كنيسة مسماة بالقليس لكي يجئ اليها العرب للحج فيها بدل الكعبة التي كانوا يتوجهون إليها في موسم الحج ، عندما سمع رجل من بني كنانة بهذا الأمر دخلها بالليل و أحدث فيها ، حينها قرر النجاشي سوق جيش عرمرم عدده ٦٠.٠٠٠ جندي و كان ضمن الجيش ٩ او ١٣ فيلا و اختار لنفسه أكبر فيل اسمه محمودا ، قاصدا بذلك الكعبة لهدمها و اثناء توجهه إلى مكة واجه العديد من القبائل العربية التي وقفت لردعه لينتهي الأمر بهزيمتها ، بعد أن بلغ الى منطقة تدعى بالمغمس الواقعة على مشارف من مكة بعث برجاله فساقوا ماشية أهل مكة كان ضمنها ٢٠٠ بعير لعبد المطلب رئيس قريش حينها ، و حدثت بينه و بين ابرهة مفاوضة لكي يرد له بعيره و خلال المفاوضة التي جرت بينهما استنكر عليه ابرهة عدم سؤاله حول البيت الذي أتى لهدمه و طلبه للابل ليرد عليه عبد المطلب بقولته المشهورة "أنا رب هذه الابل اما البيت فله رب سيمنعه"
لتنتهي المفاوضة برد ابرهة الابل لعبد المطلب فخرج عبد المطلب ليعلم قريشا بالخبر و بأن يذهبوا الى الشعاب في سفوح الجبال فرارا من معرة الجيش التي قد تفتك بهم ، ليجهز بعد ذلك ابرهة جيشه لكي يدخل الى مكة ، فلما بلغ كان في وادي المحسر وادي بين مزدلفة ومنى هنا حدثت احدى المعجزات الربانية حيث كلما كان يتوجه بفيله قاصدا الكعبة كان يبرك رافضا التوجه نحوها وإذا وجهه شرقا او جنوبا وشمالا نهض مهرولا، ليرسل بعدها الله عز وجل طيرا أبابيل كل طير يحمل معه ثلاثة حجارة واحدة في منقاره و اثنتان في رجليه كانت بحجم الحمص ، و لم تلبث تلك الحجارة ان تصيب أحدا منهم حتى يخر هالكا ليفرو بعدها هاربين ، اما ابرهة فقد انزل الله عليه داء جعل أنامله تتساقط ليصل الى صنعاء و هو كالفرخ لينصدع صدره عن قبله ليهلك بعدها و يعود أهل مكة الى بيوتهم آمنين.
من خلال هذه القصة و أحداثها الواقعة يمكن الاستنتاج انها كانت تمهيدا لظهور الرسالة حيث أظهرت حماية الله عز و جل للكعبة و معها مكة المكرمة من جيش ابرهة حماية للرسالة المحمدية و ضمان ظهورها حيث كانت هذه الوقعة قبل مولد النبي صلى الله عليه و سلم بخمسين يوما او خمسة و خمسين عند الأكثر .
You must be logged in to post a comment.