سلسلة العظماء
د. مصطفى محمود
انسان تجد في رحلة حياته تساؤلات روحك وقلبك .. تجد الطموح وتحقيقه .. الجرأة في التعبير عن الذات وعن ما تحمله بكل وضوح .. المتدين .. العالم ... الكاتب .. الفنان .. والوطني.
قد لا تؤيده بكل آرائه لكن مسيرته تجعل أي انسان عاقل وعادل ينحني احتراماً !
هو مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ ولد في عام 27/12/1921 وتوفاه الله في 31/10/2009 ، درس الطب عام 1953 وتخصص في الأمراض الصدرية .
حينما تبحث في طفولته تجده طفل يحب التأمل والإنعزال ، ذكي ويميل للتمرد أيضاً
كانت بدايات البحث لديه وأول الأهداف الغريبة هي كيفية القضاء على الصراصير !
حيث قام باللجوء لدجال وتجربة إن مر الصرصور على ورقة الدجال هل يموت أم لا !!
ثم قام بعمل مخبر كيميائي صغير هو وصديقه لنفس الغاية !
وكان لديه أسئلة عن الله ووجوده كتلك التي تراود أي انسان يُعمل عقله وكما المعتاد في مجتمعاتنا فقد واجه الضرب والعنف حينما طرح تساؤلاته على مدرس اللغة العربية .
وإنني ما زلت أرى في الطفولة دلالات واضحة وكثيرة تجعلنا نتنبأ بمصير أي انسان فكلما نظرت لمسيرة أي انسان تجد في طفولته الكثير من الربط والعلاقة بين أفعال طفولته وانجازاته وفكره المستقبلي.
كان كذلك محباً للفن حيث كان يعزف على الناي والعود ببراعة ، وكذلك كان له أعمال أدبية عديدة من قصص قصيرة وروايات وما الى ذلك وقد تم تكريمه ثقافياً مرات عديدة .
وأما عن أبرز ما اشتهر به عند التحاقه بكلية الطب لقب أُطلق عليه وهو المشرحجي !
نظراً لوقوفه طوال اليوم أمام أجساد الموتى طارحاً التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما .
كان كذلك الدكتور مصطفى محمود محارباً للكيان الصهيوني بكلماته ومقالاته التي تُوعي وتُناهض وجود الكيان وأساليبه وإجرامه وصناعته للفتن مثل تسليحه وزرع الفتن بين المسلمين والمسيحين في السودان .
وتم منعه فترة من الكتابة في عهد جمال عبد الناصر وذلك لعدم موافقته لأفكاره وعدم محاباته.
ومن الأمور اللافتة في حياته أيضاً رفضه أن يكون وزيراً حيث كان رده أنه فشل في إدارة أسرته وأنها أصغر مؤسسة فكيف له أن يدير وزارة !
وهذا يجعلني أتطرق لحياته الإجتماعية حيث تزوج مرتان في المرة الأولى رُزق بطفلين هما أمل وأدهم وانتهى زواجه بالطلاق بعد 12 سنة تقريباً ، وتزوج المرة الثانية واستمر زواجه أربع سنوات وانتهى بالطلاق أيضاً.
أما عن انجازاته فقد كانت كثيرة بالفعل وبشتى المجالات فقد ألف 89 كتاب منها العلمية والدينية والإجتماعية والسياسية، وأيضاً قدم أشهر برامجه ( العلم والإيمان ) الذي استمر 400 حلقة ، وكذلك قام ببناء مسجد و مستشفى وتم تسميتهم باسمه .
توفي في عام 2009 بعد رحلة علاج استمرت لشهور وعلى اثر مرض الزهايمر وعن عمر يناهز 87 عام ومما يثير الحزن أنه تم تجاهل وفاته من قبل المسؤولين والمشاهير وذلك بسبب مواقفه تجاه الكيان الصهيوني ورده على ادعاءاتها بطريقة علمية وذكية وهذا ما كان يحرج المسؤولين أمام الكيان .
وأخيراً أود القول أن أكثر ما دفعني للكتابة عن هذه الشخصية العظيمة هو عدم تقيد الدكتور مصطفى بإطار الفن او الدين أو الطب فستجده مطلقاً العنان لذاته كي تمارس وتبحث بكل ما تحب وتطمح !
رحمه الله وأسكنه الجنة .
انتهى
دمتم بخير
حنان هودلي
You must be logged in to post a comment.