"الزهايمر" مرض وداع الذاكرة

    كلنا يعرف أن الدماغ البشري هو الأساس في تنظيم وظائف البدن والعقل، وهو المسؤول عن جميع العمليات التي تتم داخل جسم الإنسان، ولكن في بعض الأحيان قد يحدث خلل واضطراب في خلايا المخ؛ وذلك قد يتسبب في بعض الامراض منها "الزهايمر" فدماغنا كالقاموس الذي نُشكل منه الكلمات لنستخرج جمل مفيدة ومفهومة، ومرض الزهايمر اشبه بتمزق صفحات هذا القاموس.

    الزهايمر مرض غامض انتشر في كثير من دول العالم يستهين به الناس ويجدونه شيئًا عاديًا؛ حتي يحدث لهم أو لأقرب الناس إليهم ويدركوا حقيقته وغموضه، ولكن إلى متي نستهين بهذا المرض ولا ندرك حقيقته ونخفيه عن الناس وكأنه سر؟ وكيف يتعايش المرضى مع هذا المرض وحقيقته؟ 

    الزهايمر مرض شائع وليس نادرًا كما يعتقد البعض يصيب الدماغ ويُذهب العقل وعبارة عن ضمور في خلايا المخ السليمة، وتختلف أعراض المرض من مريض لآخر ولكل منهم علاج مختلف، ويعتقد الناس أن هذا المرض يصيب كبار السن فقط ولكن قد يحدث ويتفشي في سن متقدمة ايضًا، فهو مرض خطير يهاجم خلايا المخ ويسبب فقدان الذاكرة كما أنه قد يُسبب الاكتئاب.

    مرضى الزهايمر يظهرون تغيرات في السلوك، ويصبحوا غير قادرين على رعاية أنفسهم، وحتي أنهم لا يميزون بين الأشخاص، ولا يدركون من حولهم شيئ، ويفقدون القدرة علي الاستمتاع بأشياء كانوا يحبون القيام بها.

    قد ينسى الكثير من الناس اشياء بسيطة مثل مكان الورق او مفاتيح السيارة وهذا طبيعي، ولكن قد يكون هذا النسيان عرض من أعراض الزهايمر إذا تكررت حالته بشكل مستمر. فقدان الذاكرة المزمن هو أول دليل على الإصابة بهذا المرض علي الرغم من أن الاعراض يمكن أن تتغير من شخص لآخر كما ذكرنا في المثال السابق.

    علي الرغم من وجود أطباء مختصين في هذا المجال إلا أننا نلاحظ أن هناك تقصير في عدة جوانب تجاه هذا المرض وهذه القضية الإنسانية؛ حيث أنه من الصعب أن ترى أهالي يسردون حزنهم، ويعبرون عن أحوال مرضاهم الصعبة والأعراض الغريبة التي تحدث لأقرب الناس إليهم بغض النظر عن الضرر الذي يسببه هذا المرض للمريض فكذلك تتضرر عائلته.

    يجب أن ندرك حقيقة هذا المرض ونهتم به ونوفر للمرضى الرعاية الصحية اللازمة للحد من زيادة تأثير هذا المرض لديهم؛ لأنه كلما كانت الرعاية أفضل، كلما خفت حدة الأعراض في كل مرحلة من مراحل المرض، وصار التعامل مع المريض سهل.