إن استمرار عملية الاحتباس الحراري (ارتفاع درجة حرارة الأرض) بالشكل الذي تسير عليه اليوم يمكن أن يكون عامل هجرة بالنسبة للأنواع الحيوانية والنباتية في المستقبل القريب، إذا لم تكن هذا التحول قد بدأ فعلا. فان ازدياد معدلات الحرارة في منطقة ما من العالم قد يشجع كائنات جديدة على الاستيطان فيها مما سيوسع القاعدة الطبيعية فيها، كما أنه من الممكن أن يجعل الحياة مستحيلة في مناطق أخرى على نفس الكائنات. فمثلا، فإن الحشرات التي كانت تعيش في مناطق جنوبية في بلدان ما، تتميز بالأجواء الرطبة والدافئة، قد تجد نفسها مضطرة للهجرة أو الظهور في مناطق مختلفة تماما من الناحية الطبيعية على ما اعتادت عليه خلال أجيال طويلة من وجودها قد تمتد لملايين السنين. الملاحظ أيضا خلال السنوات الأخيرة أن عددا من الأسماك التي كانت مصنفة على أنواع لا تعيش إلا في البحر الأبيض المتوسط، صارت قابلة للاصطياد في بحر الشمال هذا التغيير السلوكي الحيواني يصبح ممكن في حال الأنواع القابلة للتنقل، لكن كيف ستتعامل الأنواع الحيوانية التي لا تتنقل أو التي تعيش في الشروط الطبيعية الأكثر قساوة أو تطرفا مع هذه الاختلالات؟
فدرجات الحرارة في ارتفاع مستمر، والأهم من هذا هو أن العلم يُظهر أن كل ذلك بسبب البشر.على الرغم من كل ذلك، ما زال البعض يعتقد أن التغيير المناخي الذي سببه الإنسان لا يزال موضوع جدل في الأوساط العلمية. وعلى الرغم من أن الأكاديميين ما زالوا يبحثون في آليات هذه الظاهرة بطرق مختلفة، إلا أنه لا يوجد نقاش فعلي حول حقيقة هذا التغير المناخي.
ويمكننا أن نغير هذا الوضع، ويجب أن نغيره، ونقطة البدء هي الحوارات الصغيرة ورفع درجة الوعي لدى الافراد والحكومات والانخراط في النشاط المجتمعي. فحالة الطقس لها تأثير مباشر أيضا على صحة الانسان وسلوكه، يرتبط الطقس بصحة الإنسان بشكل وثيق، ويشكل تغيّر الفصول عاملا مؤثرا على الحالة المزاجية، فأفضل فصول العام صحة هو "الربيع"، وعلى النقيض يكون "الصيف". وتتعلّق حرارة الصيف وبرد الشتاء بالانفعالات النفسية الحادة، والخريف مرتبط في الأذهان بالذبول والهدوء والسكون، بينما نسمات الربيع تبعث العواطف الإنسانية الرقيقة، كما يظهر ذلك في تراث الأدب والشعر والفنون. وجاء العلم الحديث ليؤكد وجود علاقة بين حالة النفس من حيث الاتزان الانفعالي، والمزاج في اعتداله واضطرابه، وسلوك الإنسان، والتغييرات الجوية التي تؤدى لحدوث تأثيرات كهربائية ومغناطيسية كونية يتفاعل معها عقل الإنسان وجهازه العصبي، وتكون المحصلة النهائية تغييرات بيولوجية ونفسية في الجسم مع حرارة الصيف وبرد الشتاء. يذكر أن الولايات المتحدة الأمركية قد أنسحبت من إتفاق باريس للمناخ في عام 2017 بعد فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 و يبدو أن الولايات المتحدة أول من تدفع ثمن ذلك القرار . لذا فالاحتباس الحراري هو قرار قبل أن يكون نتيجة.
You must be logged in to post a comment.