هل فعلًا توجد طفيليات تتحكم بالدماغ البشري؟
على الرغم من غرابة هذا الأمر، إلا أن هنالك بالفعل مجموعة من الطفيليات التي بوسعها التحكم بأدمغة الناس وتتلاعب بحالتهم النفسية والعصبية، بل ويُمكن لبعض هذه الطفيليات أن تؤدي إلى موت البشر أحيانًا، تمامًا كما هو حاصل في بعض أفلام الخيال العلمي السينمائية، وقد يتفاجأ البعض عندما يعلمون بان انتشار هذه الطفيليات لا ينحصر في مناطق جغرافية معينة، وإنما يظهر في مناطق كثيرة ومتنوعة من العالم، كما أن طبيعة الكثير من هذه الطفيليات يبقى مجهولًا إلى حدٍ ما على الرغم من التطور العلمي الكبير الحاصل في الطب.
ما هي هذه الطفيليات؟
إليك أبرز أنواع الطفيليات التي لها القدرة على التلاعب والتحكم بالدماغ البشري:
- المقوسة الغوندية Toxoplasma gondii :تحتل المقوسة الغوندية المكانة الأبرز بين أنواع الطفيليات المسيطرة على الدماغ بسبب طبيعتها الغريبة والجدال الذي يحوم حولها، وهي في المناسبة لا تمتلك القدرة على التأثير على تصرفات البشر فحسب، وإنما على تصرفات القطط والفئران أيضًا، وفي الحقيقة فإن حياة هذا الطفيليات تبدأ أصلًا داخل براز القطط، ثم تنتقل بعد ذلك إلى دماغ الإنسان وتبقى هنالك لعقود من الزمن دون أن تقوم بأي شيء ملحوظ، لكنها ما تلبث في النهاية حت تبدأ بالتلاعب في البنية الكيميائية للدماغ، وهنالك بعض العلماء الذين ربطوا بين هذه الطفيليات وبين الزيادة الملحوظة في أعداد المصابين بالفصام أو الشيزوفرينيا، ومن المرعب معرفة أن العلماء باتوا يقدرون عدد المصابين بهذه الطفيليات إلى حوالي 60 مليون إنسان في الولايات المتحدة فقط، ومعظم هؤلاء المصابين لا يعلمون حتى بأمر إصابتهم بهذه الطفيليات! لكن عليك أن لا تقلق كثيرًا من هذه الطفيليات في حال كان جهازك المناعي قوي بما فيه الكفاية لمقاومة هذه الطفيليات، كما بوسعك تجنيب نفسك خطر الإصابة بهذه الطفيليات عبر تجنب تناول اللحوم غير المطبوخة والالتزام بالنظافة العامة عند التعامل مع الأطعمة والقطط تحديدًا.
- النيجلرية الدجاجية Naegleria fowleri : ينظر الخبراء إلى هذه الطفيليات بصفتها نوع من الأميبا المسببة للجنون! وهي تتواجد بكثرة في المياه الدافئة وتسعى دائمًا إلى مهاجمة الجهاز العصبي المركزي لدى البشر لتتغذى على أنسجة الدماغ، وعادةً ما يعاني المصابون بها من تغير في حاسة الشم في البداية، ثم ومع مرور الوقت يبدئون بالشعور بالارتباك ورؤية الهلوسات، وشيئًا فشيئًا يبدأ الدماغ بفقدان السيطرة والانحدار نحو الهلاك الكلي، وعلى الرغم من أن عدد المصابين بهذا الطفيليات يبقى محدودًا نوعًا ما، إلا أن فرص الموت بسببه تبقى عالية كثيرًا.
- المثقبية Trypanosoma: تنتقل هذه الطفيليات إلى البشر عبر أحد أنواع البعوض التي تتواجد بكثرة في القرى الأفريقية وبعض مناطق الأمازون، وغالبًا ما تسعى هذه الطفيليات إلى استهداف المناطق الدماغية المسؤولة عن تنظيم المزاج وعادات النوم، وهذا يؤدي إلى معاناة المصاب من الصداع ومشاكل النوم، فضلًا عن بعض التغيرات السلوكية، لكن في النهاية قد تتسبب هذه الطفيليات في الغيبوبة والموت.
هل تؤثر هذه الطفيليات على مصائر حياتنا؟
اشارت أحد الدراسات العلمية إلى وجود ميلان غريب للمصابين بطفيليات المقوسة الغوندية إلى اختيار دراسة تخصص إدراره الأعمال أو التجارة! ولقد توصلت الدراسة إلى هذه النتيجة الغريبة بعد اجراء فحوصات على 1300 طالب في الجامعات الأمريكية، بل لاحظ العلماء أيضًا زيادة في النشاطات التجارية والأعمال في الدول التي تنتشر طفيليات المقوسة الغوندية بين سكانها، ولقد أرجع الباحثون هذه النتيجة إلى القول بأن من المحتمل أن تكون لهذه الطفيليات قدرة على تثبيط الشعور بالخوف أو المجازفة داخل أدمغة البشر! مما يدفعهم إلى المجازفة أكثر في عالم الأعمال.
المراجع
You must be logged in to post a comment.