القيادة الخادمة

في ظل التطورات السريعة التي شهدها العالم في الفترة الأخيرة ومع إزدياد أعداد منظمات الأعمال وكبر حجمها وتنوع أعمالها ونشاطاتها أصبح من الضروري إستخدام أساليب إدارية حديثة لضبط وضمان نجاح جميع العمليات التي تتم داخل المنظمه وظهور الحاجة إلى تبني نظرية حديثة من نظريات القيادة وذلك لضمان بقاء المنظمه واستمراريتها وتطورها الدائم لتحقيق الأهداف بطريقة ملائمة لكل من الرؤساء والمرؤوسين مثل نظرية القيادة الخادمة والتي تُعتبر من أحدث نظريات القيادة بإعتمادها على التخلي عن بعض مفاهيم القيادة التقليدية المبنية على أساس (السُلطه) والتوجه نحو القيادة من خلال خدمة الآخرين ومن ثم كسب ثقتهم ومحبتهم وتحفيزهم بإستمرار وتعظيم قيمة الأفراد مما يدفعهم لتكثيف جهودهم وبذل طاقاتهم لتحقيق أهداف المنظمة والمهام الموكلة إليهم من تلقاء أنفسهم حُباً وولاءً لقائدهم وهذا الشعور اختياراً وليس اجباراً.

 تركز القيادة الخادمة على تعزيز دور الفريق, وإشتراك جميع المستويات (العليا والوسطى والدنيا) وجعلهم جزء فعال في المنظمه كلاً حسب خبراته ومعارفه وتوظيفها بشكل صحيح ونافع, ومحاولة تنمية القدرات والمهارات للمروؤسين وتوجيههم للمسار السليم والأكثر ملائمة لقدراتهم حيث من المؤكد أن الجهود الجماعية لها مفعولاً وقيمةً أكبر من الجهود الفردية وهذا بدورة يساهم في تطوير المنظمه بشكل عام والمروؤسين بشكل خاص, مما قد يؤدي للوصول إلى الإبداع والبراعة في تحقيق المصالح المشتركة للأفراد والمنظمه, وهناك مثل يقوله الإفريقيون في كينا "الرئيس هو خادم الكُل".

ويُركز مدخل القيادة الخادمة من خلال ما نضمنة من تلميحات قوية إنه ينبغي على القادة أن يهتموا بمصالح أتباعهم, وأن يتعاطفوا معهم, وأن يُقدموا لهم العناية والرعاية(الحبسية, 2012). والجدير بالذكر أن القيادة الخادمة تساهم بشكل كبير بخدمة المجتمع حيث تُعد خدمة الآخرين واحدة من أهم الركائز التي ترتكز عليها القيادة الخادمة سواء داخل المنظمة أو خارجها مما يعزز ثقافة خدمة