يتكون الغلاف الصخري، وهو الجزء الخارجي من الأرض، من القشرة وجزء من الوشاح(الستار) العلوي. وهو مقسم إلى صفائح صلبة، تعرف بالصفائح التكتونية. والتي تتحرك على طبقة أكثر انسيابية من الوشاح ، أو الغلاف الصخري. ان لزوجة الغلاف الصخري بالاسفل تسمح للصفائح التكتونية بالتحرك, ولكن حتى اليوم فان منشا هذه اللزوجة غير معروف. ينتج التصوير المقطعي السيزمي صورًا ثلاثية الأبعاد للجزء الداخلي من الأرض من خلال تحليل ملايين الموجات الزلزالية المسجلة في محطات الزلازل المنتشرة عبر سطح الكرة الأرضية, وقد حلل علماء الزلازل هذه الموجات بهدف تحديد متغيرواحد وهو سرعة انتشارها. ويختلف هذا المنغير حسب درجة الحرارة (كلما كان الوسط أكثر برودة، كلما زادت سرعة وصول الموجات).وقد قام علماء الزلازل من مخبر علم الزلازل في ليون بفرنسا بدراسة متغير اخر، وهو تخفيف الأمواج، إلى جانب التباين في سرعات انتشار الموجات. ويتيح هذا التحليل، الذي يقدم معلومات جديدة عن درجة حرارة الوسط الذي تمر به الأمواج، والتحقق من كمية الصخور المنصهرة في الوسط الذي تمر به الأمواج.
وقد مكن هذا النموذج الجديد وللمرة الأولى، من رسم خريطة لكمية الصخور المنصهرة تحت صفائح الأرض المتحركة (الصفائح التكتونية). ويكشف هذا العمل عن وجود كمية صغيرة من الصخور المنصهرة (أقل من 0.7% ) في الغلاف الصخري تحت المحيطات، وليس فقط وحسب ما كان متوقعاً، أي تحت حيود المحيطات وبعض البراكين مثل تاهيتي أو هاواي أو ريونيون، ولكن أيضاً تحت جميع الصفائح المحيطية. إن النسبة المئوية المنخفضة للصخور المنصهرة التي تمت ملاحظتها كافية لتقليل اللزوجة بمقدار درجة واحدة أو اثنتين من الدرجة تحت الصفائح التكتونية، وبالتالي فصلها عن الوشاح الأساسي. وعلاوة على ذلك، لاحظ علماء الزلازل من ليون أن كمية الصخور المنصهرة أعلى تحت الصفائح الأسرع حركة، مثل صفيحة المحيط الهادئ. وهذا يشير إلى أن ذوبان الصخور يشجع الصفائح على التحرك.
You must be logged in to post a comment.