المبني في اللغة العربية

المبني وأنواعه

والاسم    منه   معرب   ومبني                     لشبه    من    الحروف   مدني

 

يقسم ابن مالك الأسماء إلى مبني ومعرب، ويبدأ بذكر المعرب لأن الأصل في الأسماء الإعراب، وذلك لاختصاصها بمعاني الفاعلية والمفعولية والإضافة، ولما كان الخلاف في الأسماء قال " لشبه من الحروف" فاستخدم لام التعليل ليبرر لنا سبب البناء في الأسماء مخالفة للأصل وهو شبهه بالحرف، والتشابه مع الحروف مدني أي مقرب وغير مقرب أيضا مثل: (أيَ) التي تلزم الإضافة باعتبارها من خواص الأسماء فألغي التشابه مع الحروف.

 

وهنا ذكر النحاة واختلفوا في حكم الاسم المضاف لياء المتكلم، إذ اعتبره بعضهم (ابن جني) لا مبنيا ولا معربا حيث يكون مبنيا في حالتي الرفع والجر، ومبنيا في حالة النصب، ويعتبره  ابن مالك كما حال الجمهور معربا في جميع الحالات الإعرابية.

 

كالْشبه الوضعي في اسمي جئتنا                      والمعنوي   في  متى  وفي هنا


وكنيابة     عن    الفعل    بلا                      تأثر وكافتـقـار     أصـلا

 

يقسم ابن مالك التشابه مع الحرف إلى أربعة أنواع:

الأول: الشبه الوضعي وهو: ما أشبه الحرف كونه موضوعا على حرف أو حرفين وهو المشار إليه بقوله" في اسمي جئتنا" وهما " التاء و نا ". فالتاء مبنية لشبهها بالحرف لوضعها على حرف واحد، فهي في حالة الكسر شبيهة بـ" باء الجر"، وفي حالة الفتح شبيهة بـ"واو العطف"، وفي حالة الضم شبيهة بـ" مُ الله" في القسم.

و" نا" مبنية لشبهها بالحرف كونها موضوعة على حرفين نحو" قد" وإنما اعتبر كلمة " أب      و أخ" ليست مبنية باعتبار أن الشبه مع الحرف عارض، والدليل على ذلك أن أصلهما قبل الحذف " أبو و أخو" ذاك أنه حين تثني هذين الاسمين تقول" أبوان و أخوان ".

 

والثاني: الشبه المعنوي وهو: ما أشبه الحرف في المعنى في " متى " و " هنا ". أما " متى" فتشبه الحرف " إن" الشرطية وهمزة الاستفهام، وأما حرف " هنا " فأشبه حرف لم يستعمل وهو الإشارة التي من حقها أن يوضع لها حرفا كـ" كاف الخطاب" و " ها التنبيه".

 

والثالث: الشبه الاستعمالي والمراد به: الاسم يبنى إذا شابه بعض الحروف في الاستعمال، كأسماء الفعل مثل: "صه" فإنه أشبه "إنْ" بكونها عاملة غير معمولة وهو المشار إليها بقوله: "وكنيابة عن الفعل" فعبر عن هذا الشبه بنيابة عن الفعل، لأن الفعل عامل غير معمول فيه، وما ناب عنه كذلك، وأما قوله: " بلا تأثر" فيقصد هنا المصدر النائب عن الفعل، فإنه متأثر بالفعل الذي ناب عنه.

 

والرابع: الشبه الافتقاري أي: الاسم يفتقر لغيره افتقارا مؤصلا كالاسم الموصول، ويستثنى من ذلك النكرة الموصوفة بجملة بعدها نحو " مررت برجل يكتب" فإنه غير مؤصل باعتبار أنه لا يلزم ذكر الجملة بعدها.

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles