المعرب في اللغة العربية

وَمُعْرَبُ   الأَسْمَاءِ  مَا  قَدْ  سَلِمَا                   مِنْ  شَبَهِ  الْحَرْفِ كَأَرْضٍ وَسَمَا

 

يرى الباحث أن ابن مالك أخر ما حقه التقديم وهو الاسم المعرب والسبب في ذلك أن المبني محصور في مواضع ذكرها آنفا، وما عدا ذلك يندرج تحت الاسم المعرب. يقول ابن مالك أن الاسم المعرب هو: ما قد سلم من التشابه مع الحرف التي تم ذكره سابقاً، ويقسمه لقسمين: ظاهر الإعراب ومقدره. ويضرب لنا مثلاً: " أرض " التي تقبل ظهور الحركة عليها رفعا ونصبا وجرا، في حين يضرب لنا مثلاً آخر هو "سما" التي لا تقبل الحركات على آخرها في جميع الحالات الإعرابية، وتقدر عليها الحركات.

 

وَفِعْلُ     أَمْرٍ    وَمُضِيٍّ    بُنِيَا                         وَأَعْرَبُوا   مُضَارِعَاً   إنْ  عَرِيَا

مِنْ   نُوْنِ  تَوْكِيْدٍ  مُبَاشِرٍ  وَمِنْ                     نُوْنِ   إنَاثٍ   كَيَرُعْنَ  مَنْ  فُتِنْ

 

لما فرغ ابن مالك من الأسماء، شرع يقسم الأفعال من حيث البناء والإعراب، فبدأ بفعل الآمر الذي يبنى على السكون ما لم يتصل بآخره شيء مثل: (اضرب)، ويبنى على حذف حرف العلة إذا كان معتل الآخر كقولنا: (ارمِ)، ويبنى على حذف النون إذا اتصل به ضمير تثنية أو ضمير جمع أو ضمير المؤنث المخاطبة كقولنا: ( اضربا، اضربوا، اضربي).

 

أما الفعل الماضي مبني أيضا على الفتح ما لم يتصل في أخره شيء مثل: ضمير الرفع المتحرك كقولنا: (ضربتُ)، فيبنى على السكون حينها، وضمير الجمع كقولنا:( ضربوا) فيبنى على الضم.

 

 أما الفعل المضارع فالأصل فيه الإعراب ما لم يتصل بآخره نون نسوة كقولنا: (الأمهات يرضعْنَ أولادهن)، أو نون التوكيد كقولنا:( هل يقومَنَ)، ولما كانت نون النسوة تأتي مع الفعل مباشرة دون فاصل يفصلها عن الفعل، في حين أن نون التوكيد تأتي مباشرة مع الفعل وغير مباشرة، فيجوز فصلها عن الفعل كقولنا:( هل يقومانَ؟) وهذا ما نستقيه من قول ابن مالك: (من نون توكيد مباشرة)، ويفهم من كلام ابن مالك أيضا أن الفعل المضارع إذا اتصلت به نون توكيد غير مباشرة يكون معربا كقوله تعالى:( لتبلَوَنَ) آل عمران آية رقم 186.

ويعتبر بعض النحاة أمثال: الأخفش وغيره أن الفعل المضارع سواء كانت نون التوكيد مباشرة الاتصال به أو غير مباشرة فهو مبني، ويبررون ذلك بقولهم: لضعف شبهه بالاسم عند اتصاله بالنون فيبقى مبنيا.

 

وَكُلُّ    حَرْفٍ    مُسْتَحِقٌّ   لِلْبِنَا                     وَالأَصْلُ  فِي  الْمَبْنِيِّ  أَنْ يُسَكَّنَا

 

هذا يعني بالضرورة أن جميع الحروف مبنية لأنها لا تتصرف، ولا يعقبها من المعاني ما تحتاج معه إلى إعراب، ويرى الباحث أن عبارة ابن مالك غير مستوفاة لأنه لا يلزم من استحقاق الشي وجوده فيه، فإن الشيء قد يستحق الشيء ويمنع منه. والأصل في البناء من الحروف والاسماء والأفعال أن يبنى على السكون، ولا تتغير حركة البناء إلا لموجب مثل: التقاء الساكنين نحو    ( أمسِ)، واتصال الفعل ببعض الضمائر الموجبة بتغير حركتها كقولنا: ( ضربْتُ)، ولشبهها بالمعرب كقولنا: ( ضربَ). وسبب اختيار السكون هو خفتها ولأجل ذلك قال ابن مالك في بداية ألفيته: كـ " هلْ" و " قمْ" و " كمْ".

 

وَمِنْهُ  ذُو  فَتْحٍ  وَذُو كَسْرٍ وَضَمُّ                 كَأَيْنَ  أَمْسِ  حَيْثُ  وَالْسَّاكِنُ  كَمْ

 

من الأسماء ما يبنى على الفتح كقولنا:( أينَ)، أو على الكسر كقولنا:( أمسِ)، أو على الضم كقولنا: (حيثُ)، أو على السكون كقولنا: ( كمْ).

 

أما (أين) فاسم مبني لشبهها بالحرف ( همزة الاستفهام)، و( إنْ) الشرطية، وأما حركة بنائها الفتح فهو إما لخفتها أو إتباعا لحركة همزة الاستفهام، وتعذر بناؤها على السكون.

 

أما (أمسِ) فاسم بنيت لشبهها بالحرف وهو تضمن معنى ( ال )، وحركة بنائها الكسر لمنع التقاء الساكنين، وقال النحاة في قولنا:( ذهب أمسُنا) لتمكنها في استعمالها معرفة، وكانت كسرة على أصل التقاء الساكنين.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles