المعلقات

المعلقات لغة       

جاء في بعض المعاجم العربية، مثل المعجم الوسيط، ومعجم اللغة العربية المعاصر، ومعجم الرائد، ومعجم لسان العرب، ومعجم القاموس المحيط، المعلقات: جمع معلقة، يقال: علق الشيء تعليقاً: جعله معلقاً، وعُلقها وعُلق بها تعليقاً: أحبها، وهو مُعلق القلب بها، والعِلق (بكسر العين): النفيس من كل شيء.

المعلقات اصطلاحاً      

المعلقات هو مصطلح أدبي، يطلق على مجموعة من القصائد الشعرية المختارة، لأشهر شعراء العرب في العصر الجاهلي، وهي تمتاز بنفسها الشعري الطويل، وألفاظها الجزلة، ومعانيها الثرية، وفنونها المتنوعة، وناظميها العباقرة، وقد قام بجمعها واختيارها أبو القاسم حماد بن أبي ليلى، الشهير بـ(الراوية)، الذي كان أعلم الناس، بأيام العرب، وأنسابها، وأخبارها، ولغاتها، وأشعارها، وقد ذكرت بطون الكتب الأدبية، مدى حب العرب لقرض الشعر، وتفضيلهم إياه، على سائر الفنون الأخرى، حيث عمد العرب، إلى انتقاء سبع قصائد، من الشعر القديم، وهذا على الأرجح، فدونوها بماء الذهب، وعلقوها على أستار الكعبة، لذا يقال: مذهَّبة امرئ القيس، أو مذهَّبة زهير بن أبي سلمى، أي: أجود شعره، ذكر ذلك بعض العلماء، وكان الملك في ذلك العصر، إذا أحب قصيدة، أمر بتعليقها، لتكون في خزانته.  

أسماء المعلقات          

أطلق بعض الباحثون والرواة، تسميات أخرى على المعلقات، إلا أنها كانت أقل جرياناً وشيوعاً، على ألسنة الناس من لفظ المعلقات، ومن أبرز هذه التسميات:

  • السبع الطوال الجاهليات: وهو عنوان كتاب أبي بكر الأنباري، الذي شرح فيه هذه القصائد.
  • القصائد السبع: وهو عنوا كتاب أبي عبد الله الزوزني، الذي شرح فيه هذه القصائد.  
  • القصائد العشر: وهو عنوان كتاب أبي زكريا التبريزي، الذي شرح فيه هذه القصائد.    
  • السموط: وسميت هذه القصائد بذلك، تشبيهاً لها بالقلائد والعقود، التي تعلقها المرأة، على جيدها للزينة.
  • المذهبات: وسميت هذه القصائد بذلك، لكتابتها بالذهب، أو بماء الذهب.   
  • القصائد السبع المشهورات: عندما رأى حماد الراوية، زهد الناس في حفظ الشعر، قام بجمع هذه القصائد، وحث الناس على الاعتناء بها، قائلاً لهم: "هذه المشهورات"، فسميت لهذا (القصائد السبع المشهورات).
  • السبع الطوال: وهو وصف لهذه القصائد، بأظهر صفاتها، ألا وهو الطول.     

نقد المعلقات       

تعرض مصطلح المعلقات، إلى موجة شرسة، من الاعتراض والنقد، من بعض القدماء والمحدثين، من مؤرخي الأدب، واعتمد هذا النقد على أساسين: الأساس الأول: أن العرب لم يعرفوا الكتابة في العصر الجاهلي، حتى تسجل أشعارها، وتكتبها ثم تعلقها، الأساس الثاني: أن للكعبة قداسة واحترام، فلا يجوز لأحد، أن يعلق فيها شيئاً، من الأشعار أو غيرها، وهذا النقد مردود عليه بشقيه، فشبهة أن العرب كانوا أمة لا تعرف الكتابة، أمر غير صحيح، والدليل على ذلك، موقف مشركي مكة، في بداية الدعوة الإسلامية، حين اتفقوا على مقاطعة رسول الله ﷺ، وأقربائه من بني هاشم، وبني عبد المطلب، الذين كانوا يحمونه من أذى صناديد قريش، الشاهد هو أنهم كتبوا بذلك صحيفة، وعلقوها في جوف الكعبة، ولما لم تجدِ هذه المقاطعة نفعاً، أحسوا بفشلهم وهزيمتهم، فذهبوا إلى الكعبة، من أجل نقض الصحيفة، فوجدوها قد أكلتها الأرضة، ولم يبق من المكتوب شيئاً، إلا اسم الله تعالى، إذن كان في العرب قبل الإسلام، من يعرف الكتابة، أما بالنسبة إلى شبهة أن الكعبة لها قداستها، ولم يكن يباح لأحد، أن يعلق في جوفها شيئاً، فقد أثبتت المصنفات التاريخية، أن العرب كانوا لا يعلقون في الكعبة، إلا كل أمر ذي شأن عظيم، له أهميته وخطورته في نظرهم، ومعروف أن الشعر، هو ديوان العرب، وهو معقد افتخارهم وشرفهم، وسجل حياتهم، من هنا كان اعتزازهم بهذه القصائد، واعتدادهم بها، فقد كانت جديرة بتقديرهم، بأن تعلق في جوف الكعبة، شأنها في ذلك، شأن كل شيء، له قيمته ومكانته عندهم، ومن هنا جاء إطلاق اسم المعلقات، على هذه القصائد، حيث اختاروها، من أفضل أشعارهم في الجاهلية، وأبرز شعرائهم الفحول.     

أصحاب المعلقات    

تعتبر المعلقات أول ما دون، من مصادر الشعر الجاهلي، كما تعد أجود الشعر العربي، من حيث قوة الأسلوب، ودقة المعنى، وسعة الخيال، وبراعة التصوير، أما عن أصحاب هذه المعلقات السبع، فهم:    

  • امرؤ القيس: وعدد أبيات معلقته، اثنان وثمانون، ومطلعها:  

قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل   بسقط اللوى بين الدخول فحومل

  • طرفة بن العبد: وعدد أبيات معلقته، مائة بيت واثنان، ومطلعها:

لخولة أطلال ببرقة ثهمد   تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

  • زهير بن أبي سلمى: وعدد أبيات معلقته، تسعة وخمسون، ومطلعها:

أمن أم أوفى دمنة لم تكلم   بحومانة الدراج فالمتثلم

  • عنترة بن شداد العبسي: وعدد أبيات معلقته، تسعة وسبعون، ومطلعها:

هل غادر الشعراء من متردم   أم هل عرفت الدار بعد توهم؟

  • عمرو بن كلثوم: وعدد أبيات معلقته، أربعة وتسعون، ومطلعها:

ألا هبي بصحنك فاصبحينا   ولا تبقي خمور الأندرينا

  • لبيد بن ربيعة: وعدد أبيات معلقته، ثمانية وثمانون، ومطلعها:

عفت الديار محلها فمقامها   بمنى تأبد غولها فرجامها

  • الحارث بن حلزة: وعدد أبيات معلقته، أربعة وثمانون، ومطلعها:

آذنتنا ببينها أسماء   رب ثاو يمل منه الثواء

شراح المعلقات  

بلغت المعلقات من الذيوع والشهرة، ما جعل الأدباء يتناولونها، بالنقد والتحليل والشرح، ومن أبرز هذه الشروح:

  • شرح أبي بكر عاصم بن أيوب البطليوسي.
  • شرح أبي جعفر أحمد بن محمد النحاس.
  • شرح أبي زكريا يحيى بن علي التبريزي.
  • شرح أبي البقاء محمد بن موسى الدميري.
  • شرح أبي عبد الله الحسين بن أحمد الزوزني.
  • شرح أبي زيد محمد بن الخطاب القرشي.     

المراجع                                         

  • الموسوعة العربية العالمية، مجموعة من العلماء والباحثين، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، 1999.    
  • الموسوعة الإسلامية العامة، محمود حمدي زقزوق، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مصر، 2003.                                    

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author