المهندس والفيزيائي، هل هما واحد؟

 

لكل مهندسٍ وفيزيائي، كيميائي، جيولوجي أو أي علمٍ أساسيٍ آخر.

يقول العالم ثيودور فون كامان "يدرس العلماء العالم كما هو عليه،بينما يخلق المهندسون بابداعاتهم، عالمًا لم يخطر ببالنا قطّ."، في الحقيقة، هذا تعبيرٌ رائعٌ لنميّز بين الفيزيائي المهتم بالميكانيكا والطّاقة، وبين مهندسِ الميكانيك المهتم بالميكانيكا والطّاقة، والفيزيائي المهتم بالكهرباء والطاقة والمغناطيسية وبين المهندس الكهربائي المهتم بالكهرباء والطاقة والمغناطيسية.... الى آخره.

الفيزيائي يدرس الطبيعة كما هي، ولا يقبل بالزيادة أو النقصان أو وضع الخيال بها، وبهذا الأسلوب؛ فهو يطمح للصعود للأعالي بلا سلالم, أمّا المهندس وعندما أدرك صعوبة بل إستحالة تطبيقِ الفيزياء والعلوم جمعاء بهذا الاسلوب (أيْ أسلوب الفيزيائيين ومن ندعوهم حاليًا بالنظريين)؛ إقترح أن يجعل الحياة أبسط، فبدأ بتشغيل مخيلته بالطبيعة، فالمهندس يمكنه ان يرى المستطيل دائرة،أما الفيزيائي فتلك كبيره.

هذه التخيلات والتعديلات التي يضعها المهندس تدعى بلغة المهندسين بالافتراضات (the assumptions) ومن لا يَعِ أو يدرك تلك الافتراضات بالفيزياء او العلم الذي يطبقه فهو لا يَعِ معنى الهندسة.

اذاً ، أين المشكلة (إن وُجدت)؟

 أولاً: لا تدعُ نفسك "مهندس" اذا كنت لا تعِ الافتراضات التي قادتك لتكون قادر على تطبيق الفيزياء وباقي العلوم، فالافتراضات فلسفة المهندس ووعيه بالطبيعة.

ثانيًا: من لا يعِ تلك الافتراضات الذي وضعها في حلِّه وعلمه، فهو غير قادرٍ على تطوير علمه ولا نتائجه لأن الافتراضات هي مصادر الغلط، وإن كنت لا تعرف الإفتراضات التي وضعتك في مكان ما، فلن تكون قادرًا على تحسين نتائجك العلمية، لأنك لن تعرف طريقك لمصادر الغلط، وعلاج الغلط يكون ثانياً بعد العلم بِه؛بالتعامل مع مصادره.

إذاً، الفرضيات تأتي بوجع الرأس والأغلاط، فلماذا لا نستغني عنها؟ إستغني عنها وإستبشر بإختفاء الحضارة الحاليه، فمبرر المهندس لإستخدام الإفتراضات وخياله بالطبيعة لا جدال بنفعه.

السؤال المطروح، هل تطفل المهندس بفكره على الرياضيات كما فعل بالفيزياء وباقي العلوم الاساسيه ووضع بها خياله اي الافتراضات؟اذا نعم،اين فعل ذلك؟ 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author