بذور الرمزية

 

أحمد حسام خالد عبد

بذور الرمزية في الشعر العربي القديم

مقدمة

الحمد لله المنعوت بجميل الصفات وصلى الله على سيدنا محمد أشرف الكائنات، المبعوث للهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله، وعلى آله وصحبه الذين نصبوا أنفسهم للدفاع عن بيضة الدين، حتى رفع الله بهم مناره، وأعلى كلمتهم، وجعله دين المرضي، وطريقه المستقيم.

إن مفهوم الرمز هو بمثابة إشارة من الشاعر أو الأديب يخفي خلفها بعض الأمور،  التي لا يريد المؤلف أن تصل بشكل مباشر إنما ببحث ونحر.

وقد سار الباحث وفق المنهج السيميائي حيث أول ما بدأ به تناوله عن تعريف الرمز بشكل عام وانتقل إلى الأسباب التي ظهرت في الرمزية في الأدب العربي ومن ثم ذكر الرموز في هذا البحث على النحو الآتي:

-   رمز الأساطير

-   رمز الخمر

-   رمز النار

-   رمز الشمس

-   رمز النجم

-   رمز البرق

-   رمز الماء

-   رمز السيف

والرموز التي تتعلق بالحيوانات، ثم ينتقل للحديث عن المرأة في المعلقات السبع وفي الشعر الأموي وأخيراً يتحدث عن الحب.

الأساطير :

 

 

لقد حاول الشاعر العربي أن يحطم قالب اللفظة ويفض قشرتها ويأخذ لبابها، ويحولها إلى أداة إيحائية ومن تلك المحاولة تولد الرمز، والرمز ليس أداة تقرير ومقابلة، فالرمز ينقل الحقيقة المبهمة بإبهامها وليس من حقيقة عميقة إلا وهي مبهمة . لقد فتحت الرمزية أمام الأدب بشكل عام،والشعر بشكل خاص أبواباً جديدة للتعبير من خلال إيجاد آفاق واسعة وخلق صور لم تكن تخطر على بال فنان([1]).

ظهرت الرمزية في الأدب العربي نتيجة لأسباب منها؛ تيسير التعبير عن المعاني التي لا يتسنى التعبير عنها بطريقة مباشرة وإرضاء الحاسة الفنية التي لا تصطدم بالعرف الجمالي الأدبي واظهار البراعة والذكاء واتخاذ الرمز وسيلة لرفع الأذى والضرر([2]).

ترتبط نشأة الأسطورة ارتباطاً عضوياً ببداية وعي الإنسان للعالم من حوله، فكأن الدين هو المنبع الرئيس لهذه الأساطير والتي تؤدي وظيفة لا غنى عنها، وهي التعبير عن القصيدة.

العرب في الجاهلية عرفوا الأساطير؛ لأن العقلية العربية قادرة على توليد الأساطير، بالإضافة إلى ذلك كانت أمة ذات اتصال حضاري وفكري مع الأمم المجاورة للجزيرة العربية .

نشأ العربي قليل الأساطير،بل إن الأساطير التي عرفها كان معظمها حسياً دون توظيف الخيال الإبداعي فيها . وقد وجد الرمز في القصيدة الجاهلية ؛ إذ استخدم الشعراء رموزاً كثيرة في ثنايا قصائدهم، فالتشبيهات القصصية في القصيدة تعد من الرموز وذلك عندما يتحدث الشاعر ويطيل الكلام عن المشبه به من الحيوانات، فيتخذ الحيوانات رمزاً له ولغيره، فعندما يتحدث عن الثور والحمار والوحشيين وصراعهما على الماء والعدو في الصحراء، وتحسس أسهم الصيادين في أحشائهم، حيث يمثلوا رموزا للتنازع مع الوجود على العطش والحياة والموت.

وعندما نصل إلى العصر الإسلامي نواجه ألوان جديدة من الرموز، وإذا تعلق الأمر بالعصر الإسلامي فلا بد من ذكر الرموز السياسية التي اشتهرت بعد نشوء الأحزاب السياسية وتكاثرت في العصر الأموي من خلال هاشميات الكميت وشعر الشعوبيين الذين هدفوا من ورائه إلى الحط من قيمة العرب وكل ذلك يتجسد في قلب رمزي خوفاً من الأمويين المنتمين للعروبة .

وتجسدت الرمزية في مظهر شعري في العصر الأموي وهو شعر الغزل العذري الذي شاع في البيئة الإسلامية؛ لأن العشاق لم يستطيعوا أن يعبروا عن عواطفهم اتجاه محبوباتهم، فلجؤوا إلى الرمز خوفاً من أن يصيبهم مكروه أو يصيب معشوقاتهم؛ لأن البيئة المحافظة على العرض أقامت حداً فاصلاً بين العشاق ومحبوباتهم.

أما في العصر العباسي فقد تطور الرمز فأخذ بعداً اصطلاحياً جديداً وذلك بسبب اختلاط الثقافة العربية في الثقافة الأجنبية الأخرى، وهذا أدى إلى تحول في الحياة الاجتماعية والعقلية مما أدى إلى ظهور التشيع والتصوف، وكان من مظاهر الرمزية في هذا العصر ظهور فن البديع عند أبي تمام ومسلم بن الوليد، حيث اتجه أصحاب هذا المذهب الفلسفي إلى الإغراب في التصوير ووجود ظاهرة الغموض في الشعر، وكان غموضاً تغلب عليه النزعة العقلية؛ لأن العصر كان مشغوفاً بالعلم والفلسفة والمنطق. وقد أحدث شعراء المرحلة ثورة فنية تناولت المعاني والأساليب في القصيدة واستخدموا فيها ألوان البديع ومنها الطباق. وتأخذ الرمزية بعداً آخر في النسيب الرمزي في كافوريات المتنبي وروميات أبي فراس الحمداني وثورة الشعوبيين على بكاء الأطلال والديار.

الأساطير العربية:

1-        اسطورة الإبران:وهي أجمل ما روي عن عرب الجاهلية وهي أن سهيلاً اليماني هو الذي خطب الثريا في غيبة الإبران وكان عشاراً غنياً.

2-        اسطورة الشعوبيين: الشعوبيين كانتا أختين ثم انحدر سهيل فصار يمانياً وتبعته الشعرية اليمانية عابرة المجرة وهي ترى سهيلاً إذا طلع كأنها تستعير، أما الغميضاء فقد أقامت مكانها وبكت على عبور أختها وراء سهيل وذلك لفقدهما.

3-        استمطار العرب بالنار في الجاهلية حيث أنهم احتاجوا إلى الاستمطار فصعدوا الجبل وأشعلوا النيران وضجوا بالدعاء والتضرع فكانوا يرون أن ذلك من أسباب السقيا.

4-        أسطورة عاد: أشار الشعراء إلى عاد في أشعارهم وبينوا طريقة هلاكهم لأخذ العبرة والاتعاظ مما جرى لهم والتذكير بفكرة الفناء التي تلاحق الإنسان.

نماذج من الرمز:

1-        الطلل: أدرك الشاعر الجاهلي أثر الطلل باعتباره الفضاء الذي يستلهم منه تصوراته للوجود ورؤيته للحياة وعلاقته بالآخر وتجذره في المكان، فالطلل ليس المكان العادي بل الأثر الذي يتبع انهيار العمران واضمحلال الحياة وفناء المجتمع.

2-        الناقة: أضفى الشعراء الكثير من الصفات على الناقة، منها القوة والسرعة والفخامة، فالمكان الذي ينتقل فيه العربي يحتاج إلى ناقة قوية سريعة تستطيع النجاة بصاحبها من المخاطر الكبيرة التي تحيط به، وقد شبهوها بتشبيهات كثيرة فهي تشبه البقرة الوحشية وحمار الوحش.

3-        الخيل: الفرس رمز الشمس موجوده في السماء في تلك المجموعة التي تسمى الجوزاء أو الجبار ويرمز الخيل إلى الغيث والخير والحياة.

وظهر الرمز في الشعر الصوفي من خلال ثلاثة مواضيع المرأة والخمر والحب الإلهي.

الخمر :

الكلام عن الخمر واحدة من تقاليد الشعر القديم شأنه في ذلك شأن موضوعات أخرى تداولها الشعراء القدماء، فموضوع الخمر يمتاز على سائرها بأن أصبح فيما بعد رمزاً أساسياً من رموز الشعر الصوفي، حين تنظر في المعجم الذي تداوله الشعراء في تفسيرهم رمز الخمر تجد أنهم جميعاً قد تعلقوا بهذه الألفاظ منها عتيق وعاتق ومعتق ومدام وعقار. ولقد ارتبطت هذه الألفاظ بالخمر حيث صارت من أسمائها([3]).

إن الربط بين الخمر والموت له مظاهر متعدده ولعل أكثرها شيوعا ما يتضمنه الشعر من تعبيرات مثل كأس المنية أو كأس الموت أو كأس الحمام أو كأس الحنف، ويظهر الارتباط بين رمز الخمر ومأساة الموت في سياق شعر الخمر داخل القصائد فالشعراء كثيراً ما يتناولون موضوع الخمر، ففكرة الحياة ومقاومة الموت تصاحب البناء الشعري لرمز الخمر، وكان الشعراء يمزجون الخمر بالماء.

الخمر بوضفه رمزا ًشعرياً يمكن أن يقارن بالسيف، فالسيف  يمكن أن يتضمن فكرة القتل أو الموت، غير أنه في الوقت ذاته يتضمن فكرة الدفاع عن الحياة. وتناقض الحياة والموت المتضمن في رمز الخمر أدى إلى استغراق الشعراء في فكرة الاضداد بشكل مباشر، فالخمر هي مناط الموت والحياة واللذة والألم والداء والشفاء.

إذا أردنا أن نستدل على شارب الخمر في الشعر القديم فإن العذل واللوم وما يشتق منهما هما أخص صفاته، فالجماعة لا تكف عن لوم شارب الخمر وعذله، وهناك صيغ المبالغة في اللوم والعذل ويقابلها شعر الخمر بتعبيرات تفيد عدم الانصياع والتحدي من مثل سبقت العاذلات، لا يثنون إلى مقال الزاجر، صدوا العواذل، يسكتون العواذل.

يكثر الشاعر القديم من نعت الخمر بأنها صرف أو سلامة أو صافية، وكان الشعراء يسجلون رمز الخمر في بعض الكلمات: صرف، عقار، صافية. والصور التي تناقلها الشعراء والتي أصبحت من مفردات شعر الخمر هي تقوى الإحساس بفكرة الصفاء.

ماء السحاب أو المطر هو أكثر ما يمزج به الشعراء لخمرهم، ومما لاشك فيه أن ماء السحاب يحوي من فكرة الصفاء التي تصاحب الوجود الشعري للخمر، ومن الظواهر الأسلوبية في شعر الخمر ربط الشعرء بين الخمر وماء المطر والمرأة والعلاقة بين هذه العناصر علاقة تفاعل بحيث يمكن أن نقول أن معنى الخمر أو الماء يتسرب  إلى المرأة ويمتزج بها بحيث تصبح المرأة غير بعيدة عن فكرة الصفاء والطهر التي توحي بها الخمرة الصافية الممزوجة بماء السماء.

وإذا كانت المرأة قد أخذت من طهر الماء وصفاء الخمر بعد أن امتزجت بهما، فإن الخمر بدورها أخذت من المرأة، فالشعراء يميلون إلى إثارة الإحساس بأنوثة الخمر فهي عندهم مخبأة ومحصنة ومصونة، وكلها كلمات تحمل معنى الحماية التي ترتبط بفكرة الأنثى التي لا تنال أنوثة الخمر التي تظهر في بعض أسمائها مثل العروس أخت المسرة، وابنة العنب وأم الدهر وأم الخبائث وأم ليلى والشمطا والعجوز.

الخمر والماء والمرأة عناصر شعرية يكمل بعضها بعضاً، فالشاعر في كل الأحوال واقع تحت تأثير حالة شعرية موحدة تضم المرأة والخمر والماء في كل لا يتجزأ.

النار:

حظيت النار باهتمام العرب ومثلت حضوراً لا يستهان به في التراث العربي عامة والشعر العربي خاصة، فشكلت ظاهرة فنية متميزة حيث تنوعت بين الرمز الميثولوجي والرمز الاجتماعي والرمز السياسي والرمز الفني([4]).

الرمز الميثولوجي هي علم الأساطير وما يرتبط بها من معتقدات وشعائر، ففي العصر البدائي عند العرب كانوا يعبدون الأصنام والأوثان ومنهم من عبد النار، وربما في ظنهم أنها شعائر للتقرب إلى الله فالنار عند العرب من أكثر الرموز الاجتماعية ثراء وخصوبة

نار الاستسقاء دخلت ضمن إطار ميثولوجي ويطلقون عليها نار الاستمطار حيث كانوا يستمطرون بها في الجاهلية الأولى؛ فإنهم كانوا إذا تتابعت عليه الأزمات وزاد عليهم البلاء واشتد الجذب اجتمعوا وجمعوا ما قدروا عليه من البقر وصعدوا بها إلى الجبل ثم يشعلون فيها النيران ويضجون بالدعاء والتضرع، ويرى الباحث أن لديهم جهل لا يطاق وتخلف لا يستطيع العقل أن يستوعبه، فمن أين أتوا بهذه الخرافات؟ وما الفائدة من حرق البقر؟ أسئلة كثيرة تخطر على البال والخاطر وإذا كان لهذه الأسئلة إجابة فلن تعجب من يدافعون عن هؤلاء. وعلى سبيل المثال أيام سيدنا إبراهيم عليه السلام كانوا يعبدون الأصنام وإذا بسيدنا إبراهيم ينصحهم بأن يتركوا عبادة الأصنام التي لا فائدة منها؛ لكن للأسف لم يجدي نصح سيدنا إبراهيم عليه السلام لهم. وإذا به يستغل الفرصة في غيابهم ويحطم هذه الأصنام إلا كبيرهم، وعندما سئل من فعل هذا قال لهم كبيرهم فاسألوه إن كان ينطق، وإذا بهم ينضربوا على رؤوسهم فكيف يفعل صنم لا يتحرك بهذه الأفعال، فحينما اكتشفوا أن الفاعل هو سيدنا إبراهيم قالوا حرقوه لأنهم لا يريدون التخلى عن معتقداتهم الخاطئة التي تودي بهم إلى الهلاك.

النار عند العرب دليل لغوي ورمزي ، واستخدمت إما علامة يستدلون بها على معنى مباشر متفق عليه ، فتكون بمنزلة الإشارة كنار الحرب ، أو استخدمت رمزاً مثقلاً بالدلالات و المعاني وذلك ضمن الشعائر المرتبطة بها كنار المسافر .

ولن تختلف صورة النار التي بنى عليها الشعراء في العصر العباسي نصوصهم عن دلالتها المعروفة ، فقد عمدوا إلى محاكاة هذه الرموز والدلالات ووظفوها في أشعارهم بما يتناسب مع المعنى المراد ، فمن أشهر النيران التي ذكرت في أشعارهم (نار القرى) وهي أكثر نيران العرب شهرة وهي النار الماثبة في اللوحات الاجتماعية ، وقد مثلت نار القرى رمزاً من رموز هداية المستنبح في جوف الليل.

وعبر هذه المراحل جميعها كانت جمالية النار مؤسسة على واحدة من أفضل القيم الإنسانية في المجتمع العربي ألا وهي الجود، فالجود أو الكرم في الظروف البيئية والاقتصادية الصعبة هو العطاء حيث يكون في أمس الحاجة للطعام أو المال وإذا به لا ينسى أو يتناسى طبيعة العربي الذي يمتاز بالجود والكرم.

الرمز يربط ماضي الفن بحاضره ، فالرموز الموروثة تعزز مفهوم الألفاظ التي تفترضها سلسلة المثل والفضائل، فنار القرى تعبير حسي عن فصيلة الكرم ، وإن كان في الناس فالقرن الهجري الثالث لم يشعلوا مثل هذه النار، لكنهم بكل تأكيد لم يتوقفوا عن البذل والعطاء في العصر العباسي.

بنى نفر من الشعراء العباسيين نصوصهم معتمدين على التشكيل الرمزي للنار، ولكن بطريقة تختلف عما وجد سابقاً، إذ انتقلت تلك الرموز من إطار الجمود والسكون إلى الحركة؛ لإنهم أعادوا إنتاجها من جديد فولدوا العديد من المعاني لها، وبذلك تحررت لتغدوا جزءاً من البيئة الشعرية، حيث ساعدت في بناء النص وترابطه وإنتاج المعاني عن طربق الإشارة والتمثيل والترميز.

فقد برع شعراء العصر العباسي في رموز النار وتوظيفها لخدمة معاناتهم بما يتناسب مع عصرهم الجديد، ولم يكن الشاعر العباسي يتكأ على الموروث الرمزي كل هذا الإتكاء؛ لولا الإحساس بضرورة البناء وفق مبدأ المحاكاة والإعتماد على المعاني النمطية التي أصلها الشعر القديم؛ لإن التطور الذي شهدته الحياة في العصر العباسي قد خلق في نفوس الشعراء والمثقفين إحساساً حقيقياً بأهمية الأنماط الثقافية المستقرة، فما كان للعباسيين إلا البناء على تلك الأنماط.

تناول الشاعر العباسي رمز النار محاولاً إيجاد مقاربة ما بين الشعرية و الجمالية، ومعبراً عن فهمه لوظيفة اللغة وتشكيلاتها الفنية فاختار من المفردات ما يؤسس لديه تلك الشعرية. وقد وعى أهمية الرموز في التشكيل الشعري فجعلها جزءاً من نسيج نصوصه وهيكلها العام، متجاوزاً من خلالها حدود الزمان والمكان، فمزج بين خياله الخصب وبين عالمه المعاصر، ليصنع رموزاً جديدة حملت دلالات خاصة بواسطة البنية الرمزية.

الشمس :

ومن الرموز التي وظفها الشعراء من الطبيعة رمز الشمس كقول الخنساء:

يذكرني طلوع الشمس صخراً                   وأذكره لكل غروب شمس

فهي لا تلجأ إلى الوسائل المجازية المألوفة في التصوير فهي تبدع في الصور الجزئية التي يتراكم بعضها فوق بعض لتكون صورة كلية مؤثرة، وكأن الشمس آلة زمن لا تعمل في اتساع المكان وتوالي الزمان إلا من أجلها هي وبالذات لتذكرها بفقدها لصخر.

واستخدم أبو تمام رمز الشمس في مدحه لأبي سعيد بن يوسف الثغري الطائي فالشمس عند أبي تمام رمز المثل الأعلى للعطاء والبقاء واستمرار منظم وإضاءة تتجدد.

رمز النجم:

امتدح فيها أبو تمام المعتصم بالله فهو رمز التفوق في القدر والقدرة ويحمل شعلة أبدية فيه فيكون ماثلاً لنجم روحي يثير فوق الزمان([5]).

 

رمز البرق:

الذي لا يكون مخلفاً فهو يعد ويفي بوعده وهو وعد بالعطاء، أما الرعد فهو رمز للقوة والقسوة وقصف على الأعداء، أما الريح رمز للعاصفة والقوة الهوجاء الفارغة التي تكسر الأغصان.

فالماء رمز بارز في شعر أبي تمام ويبين الشاعر أن زهرات جود المعتصم لا يكدرها إخلاف الوعد ولا التأخير مستعيراً من الطبيعة الآثار الأدل على الكرم الممدوح وعطائه ومؤكداً أن عطاءه رياض وأن له زهر تثمر.

وقد عبر الشعراء عن المطر بلفظ الغيث وعبروا عنه بالحياة فالماء حياة، وقد كان الاتجاه إلى المطر بهذه الصفة يعني الأمنية التي تتعلق بالحياة، فقد يستمطر الشاعر السماء إما على قبور أحبائه وإما على قبور الذكريات المتمثلة في الأطلال.

رمز السيف:

رمز للقوة والحق، فالقوة هي الفعل التي تدافع عن الماهيات وتشبيهاتها، والعالم يحلم بالسلام ولكنه يحمل سيفاً.

رمز الأسد:

رمز في النجدة والبسالة فكما يقولون فلان أسد وقد قيل لحمزة بن عبدالمطلب أسد الله، فيكفي من نبل الأسد أنه اشتق من اسم حمزة بن عبد المطلب، وإذا أرادوا وصف الملك بالكبر وقلة الالتفات رمزوا له بالأصيد. أي الأسد، فالأسد دلالة على القوة والشجاعة، وأما ما يعيب الأسد رائحته فمه الكريهة فإذا قلنا فلان كالأسد في الشجاعة فقد مدحناه، وأما  إذا قلنا فلان رائحة فمه كالأسد فقد هجوانه([6]).

رمز الفرس:

رمز للسرعة والصبر على طول العدو، ووصف الشعراء الفرس وقد تم تشبيهها بالناس  ، ومن أسماء الفرس عامر بن الطفيل، والكلب والمزنوق والورد.

رمز النسر:

يرمز إلى القوة وطول العمر عند الجاهليين وهذا يعود إلى جانب أسطوري موروث عن أسلافهم والأمم المجاورة.

رمز الثعلب:

رمز للنذالة والخداع وقال مزرد بن ضرار:

        وإن كناز اللحم من بكراتكم              تهر عليها امكم وتكالـــــب

        وليث الذي ألقى فناؤك رحله            لتقريه بالت عليه الثعالب

رمز الكلب:

رمز للجبن ولو كان فيه جرأة ولؤم حيث أنه يفزع من كل شيء وينبحه. وقال ابن سيرين:

الكلب في النوم رجل فاحش، فإن كان أسود فهو عربي وإن كان أبقع فهو أعجمي. أما ما اشتق من اسم الكلب:

كلاب بن ربيعة، ومكالب بن ربيعة، ومكلبة بنو الربيعة، وكلب بن وبرة، وبنو الكلبة.

الكلب لمن يقتنيه([7]) أشفق من الوالد على ولده والأخ الشقيق على أخيه؛ لأنه يحرس البيت ويحمي حريمه شاهداً وغائباً ونائماً ويقضاً، قال رجل لبعض الحكماء أوصني: قال: أزهد في الدنيا ولا تنازع فيها أهلها، وأنصح لك كنصح الكلب لأهله فإنهم يجوعونه ويضربونه ويأبى إلا أن يحوطهم. مالك بن دينار قال عن الكلب: أنه خير من جليس السوء، كان لعامر بن عنترة كلاب صيد وماشية وكان يحسن صحبتها فلما مات عامر لزمت الكلاب قبره حتى ماتت عنده وتفرق عن الأهل والأقارب، مما يدل على قدر الكلب كثرة ما يجري على ألسنة الناس بالخير والشر والحمد والذم، حدثني صديق أن له صديق توفيت امرأته وقبل وفاته أنجبت صبياً وكان له كلب قد أحسن تربيته في يوم من الأيام وترك ابنه في البيت مع الكلب وخرج لبعض الحوائج، ولما عاد وجد الكلب ملوث بالدم فظن أنه قتل ابنه فقتل الكلب، فوجد ابنه نائماً في غرفته وبجانبه بقية من أفعى قد قتلها الكلب، فأكل الرجل بعضه ندامة على قتله الكلب الذي يرمز إلى الشجاعة.

رمز الذئب([8]):

نظم كثيرون من شعراء العربية القدامى أشعاراً كثيرة في الذئب وقد تبين من مجموع الأشعار أن الذئب لم يكن ذئباً حقيقياً وإنما كان رمزاً للشر أو رمزاً لطوائف من الصعاليك والمضطهدين، وهو حيث يكون يغدو صديقاً أو كالصديق يشارك الشاعر في حمل هموم الحياة التي يحياها الأنسان في معطيات بيئة فظة قاسية، والذئب و الذيب بالهمز وبدونه الحيوان الوحشي المعروف وأنثاه الذئبة والجمع منه أذؤب وذئاب و ذئبان وسمت العرب الذئاب بأسماء أخرى كثيرة منها، السرحان، هذه التسمية كثيرة الشيوع والاستعمال في أشعارهم مثل قول طفيل الغنوي:

        وخير كأمثال السراحي مصونة         ذخائر ما أبقى الخراب ومذهب

ومن اسمائه كذلك السيد يرمز في نعت خيل سيف الدولة:

        فهن مع السيدان في البرعسل وهن مع النينان في البحر عوم

ويطلق عليه ايضاً أوس وكانوا يتفاءلون بأقدارهم عليه حتى إذا وصلن إلى اسم ذؤالة وذئلان علمنا أنهما رمز للخفة وإذا قلبنا السميدع كان رمزا للسرعة وإذا وصلنا إلى تينان علمنا أنه رمز في الخوف، أما الطملال رمز على الخفة، الذئب يرمز إلى الشر حيث يبعث الفزع والرعب وتستدعي الترقب والحذر وقد قالوا في الكثير والكثير أمثال زياد بن الأصم والمرقش  الأكبر الذي وصف الذئب بالبائس، الذئب كان القاسم المشترك بين الأشعار حقيقة أو رمز وهو مخلوق يعاني من قسوة العيش في بيئة قاسية وظروف قاهرة. وحكاية الذئب في مبتدأ القصيدة ليست عبثاً بل هي ترميز فني ناجح.

رمز الظريبان:

رمز للرائحة الكريهة التي تعد سلاحاً وهو معروف بنتن الرائحة يقول الفرزدق:

        ولو كنت في نار الجحيم     لأصبحت ظرابى من حمان على تثيرها

المرأة في المعلقات السبع:

لا يملأ الفراغ ولا الشعور بالاستئناس إلا بما تمنحه المرأة الأم من الحب والعطف والحنان، هذا الوصف الشعري الغائب هو الذي استدعى البكاء، ولعل  ارتباط البكاء بالوقوف على الأطلال يجعل الشاعر العربي ضعيف الشخصية عند حد البكاء عند غياب الحبيبة أو العشيقة([9]).

لقد كانت المرأة علامة دالة على الأم في المعلقات تارة كأم الحويرث وأم الرباب عند امرؤ القيس، وأم أوفى عند زهير وأم عمرو عند عمرو بن كلثوم، وأم الهيثم عند عنترة، وفاطمة وعنيزة عند امرؤ القيس، وخولة عند طرفة، ونوار عند لبيد وعبلة عند عنترة، وأسماء وهند عند الحارث بن حلزة وهي أسماء متداولة تدل دلالة أقرب إلى الحقيقة منها إلى الرمز.

لقد انتقل شعراء المعلقات السبع مع وصف المرأة وصفاً دقيقاً فهي تمثل الشمس الذي يريد الشاعر أن يكسبها القداسة التي توفرت للشمس، وإذا كان الطلل رسالة تحمل في مضمونها سكرات الموت والفناء فإن المرأة تحمل دلالة الانتصار على الموت وهذا ما يفسر الشاعر الجاهلي بالمرأة كأم وأنثى وحبيبة.

المرأة كأنثى قد تعني للشاعر ما تعنيه أية أنثى من الأخريات، ولكن المرأة الأم تثير عاطفة البكاء لحرمانه من عطفها وحنانها، ولذلك فالأم بين دور الخصوبة والعطف والحنان وكمحبوبة ومشعوقة يملأ جمالها فراغ الشاعر.

 

 

المرأة في العصر الأموي:

من الظواهر الواضحة في شعرنا العربي بشكل عام وفي الشعر الأموي بشكل خاص الحديث عن المرأة وتوظيفها في العمل الشعري لدى جميع الشعراء وظلت المرأة معلماً بارزاً في القصيدة وصور الشعراء إقبالهم على المرأة وحبهم لها وهيامهم بها، وبكل ما يتحمل بها من معان وربوع، وذكروا لواعج أشواقهم المحرقة لها وسعيهم المتواصل في كسب  ودها والفوز بقربها وأظهروا حاجتهم لها([10]).

ويكون إحسان الشاعر بمعنى الحياة في المرأة من حيث رمز شعري يحمل الكثير من مشاعره الخفية وإحساسه الواعي وغير الواعي فهي مصدر الحياة بالنسبة لهم ويعبر عنها في صورته الشعرية التي تجسد علاقته بالمرأة وإقباله عليها فهي بالنسبة للشاعر رمز الحياة.

لم تكن المرأة تتجاوز الدلالة التاريخية كمحبوبة يعشقها الشاعر في الواقع إلى الدلالة الرامزة إلى الحياة فالمرأة من حيث الأم تنبع منها الحياة وتظل ترويها وتحافظ عليها، ولاشك في أن النشاط الخيالي الذي يربط بين المرأة والماء دليل حيوي على ما تمثله المرأة في وجدان الشاعر من رمز الحياة؛ لأن الماء أقوى عناصر الحياة، فالرقيات يشبه المرأة بأنها غدير وهو ماء المطر ويصور عمرو بن ربيعة محبوبته الممنوعه منه بالعطشان الممنوع من الماء، ويقول الأخطل أن فم المرأة منبع للحياة والارتواء من الظمأ.

وتجد الشعراء يربطون المرأة بالسحابة فالسحابة مصدر من مصادر الحياة والماء؛ لأنها تلد الماء أو المطر كما تلد المرأة البنين والبنات. ومما يلاحظ أن الشعراء يحرصون على التعلل بأطياف الأحبة ومحاولة  التعويض مما يوجهونه من صور اليأس والحرمان، حينما يجدون أنفسهم يعيشون بعض تجارب الموت في الحياة حين يكونون بعدين عن أحبتهم، فالطيف لا يزور إلا في الليل، وإذا تحدثنا عن الليل فهو رمز الوحشة، وما يحوي الشاعر أن يهيأ له من الخوف والظن والوهم فالليل هو وقت التطلع إلى طيف الحبيبة؛ لأنه في وقت المواجهة مع المهموم كما يقول قيس بن الملموح:

        أقضى نهاري في الحديث وبالمنى                ويجمعني والهم بالليل جامع

والشاعر يخوض معركة من أجل إثبات الوجود والتمسك بالحياة الحافلة فهو يستحضر الشعور بالأعداء ويردد أنه يمارس الحياة بقوة للردع من الأعداء وكأن قدر الشاعر أنه لا يملك أن يستجاب له، أو أن يقبل عليه، ولا عجب فهي الحياة التي يحرص عليه، والشاعر يعبر عن هذه الحقيقة بهذا الادبار التي تمارسه المرأة وهي ترفضه لأنه كبر السن.

 

 

 

الحب في نظر ابن حزم الأندلسي :

هو أبو محمد بن علي بن أحمد بن سعيد بن حزم ، ولد في قرطبة سنة 994، وكان يلقب بالقرطبي نسبة إلى ميلاده، أو بالظاهري نسبة لمذهبه الظاهري، نشأ في أسرة تعد من الأسر الأستقراطية نظراً لعلاقة أبيه بالخليفة المنصور ، وفي أيامه الأولى تلقى تعليمه على أيدي حريم القصر ، ومن المناصب التي تولاها وزير أيام المستظهر ، وله من الكتب طوق الحمامة و الفصل في الأهواء والنحل([11]).

للحب علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي، فأولها إدمان النظر ، ينتقل بتنقل المحبوب وينزوي بانزوائه ويميل حيث مال، ومنها الإقبال بالحديث، والإسراع بالسير نحو المكان الذي يكون فيه ، والتعمد للجلوس بقربه. ومن علاماته أيضاً من أحب في النوم : وهو رؤية من يحب في منامه وقال شعراً :

يا ليت شعري من كانت وكيف سرت

             أطلعت الشمس كانت أم هي القمر

أظنه العقل أبداه تتدبره

              أو صورة الروح أبدتها لي الفكر

              أو صورة مثلت في النفس من أملي

              فقد تخيل في إدراكها البصر

من أحب بالوصف : ومن غريب أصول أصول العشق أن تقع المحبة بالوصف دون معاينة ، وهذا أمر يترقى منه إلى جميع الحب ، فتكون المراسلة والمكاتبة والهم والوجد والسهر على غير الإبصار .

من أحب من نظرة واحدة:

كثيراً ما يلتصق الحب بالقلب من نظرة واحدة وهو قسمان : 1- يعشق المرء فتاة لا يعلم عنها شيئاً ، 2- يعلق قلبه بفتاة معروفة الإسم والمكان والمنشأ .

من لا يحب إلا مع المطاولة :

من الناس من لا تصح محبته إلا مع طول النظر حيث يقول :

 

سأبعد عن دواعي الحب إني

رأيت الحزم من صفة الرشيد

رأيت الحب أوله التصدي

بعينك في أزاهير الخدود

من أحب صفة لم يستحسن بعدها غيرها مما يخالفها :

إذا أحب صفة في المحبوبة لن يستطيع أحد أن يغير رأيه حيث يقول :

يعبونها عندي بشقرة شعرها

فقلت لهم هذا الذي زانها عندي

يعيبون لون النور والتبر ضلة

لرأي جهول في الغرابة ممتد

وهل عاب لون النرجس الغض عائب

ولون النجوم الزاهرات على البعد

التعريض بالقول :

إنشاء شعر ، أو مثل أو طرح لغز ، أو تسليط كلام ، فلا يكون إلا بعد المحبة حيث يقول :

غزال قد حكى بدر التمام

كشمس تجلت من غمام

الإشارة بالعين :

الإشارة بمؤخر العين الواحدة نهي عن الأمر ، وتفتيرها إعلام بالقبول إدامة نظرها دليل على التوجع والأسف ، وكسر نظرها آية الفرح .

الإشارة إلى إطباقها دليل على التهديد ، وقلب الحدقة إلى جهة ما ثم صرفها بسرعة تنبيه على مشار إليه .

الإشارة الخفية بمؤخر العينيين كلتاهما سؤال ، وقلب الحدقة من وسط العين إلى الموق بسرعة شاهد المنع ، وترعيد الحدقتين من وسط العينيين نهي عام .

المراسلة :

تبادل الكتب بين المحبوبين وهذه إشارة بينهما حيث يقول :

جواب أتاني عن كتاب بعثته

فسكن مهتاجاً وهيج ساكناً

السفير:

حينما يدخل الحب والإستئناس بين محبين ويدخلون شخص بينهما كالمراسل حيث يقول :

تخيرها نوح فما خاب ظنه

لديها وجاءت نحوه بالبشائر

طي السر :

الكتمان باللسان ، وجحود المحب إن سئل ، والتصنع بإظهار الصبر .

الإذاعة :

أن يريد صاحب هذا الفعل أن يدخل دائرة المحبين ، لكنه ينشر الأخبار ، فهو لا يعرف كتمان السر

الطاعة :

طاعة المحب لمحبوبه وفي ذلك يقول :

ليس الجبيب مماثلاً ومكافياً

فيكون صبرك ذلة إذ تصبر

تفاحة وقعت فآلم وقعها

هل قطعها منك انتصاراً يذكر

المخالفة :

أن يصر المحب على أمر معين ولا يسمع لمحبوبته .

العاذل :

له أقسام : عاذل يتحفظ بينه وبين ومحبوبته ، عاذل زاجر يزجر من كل شيء .

المساعد من الإخوان :

الصديق المخلص ، طيب الأخلاق ، مكتوم السر ، صحيح الحدس .

الرقيب :

له أقسام : 1- الذي يجلس في مكان بالقرب من محبين لكنه من غير عمد .

2- الذي يجلس بالقرب من محبين بعمد ويكشف سرهما .

الوشي :

واش يريد القطع بين المتحابين فقط .

واش يسعى للقطع بين المحبين لينفرد بالمحبوب .

الوصل :

الجياة المجدة ، والعيش السني ، والسرور الدائم ورحمة من الله عظيمة . ومن معاني الوصل المواعيد ومنها الوعد بزيارة المحب لمحبوبه وأالثاني انتظار الوعد من المحب أن يزور محبوبه .

الهجر :

حينما يبتعد الحبيب عن محبه غير مقبل بالحديث معه ، فتراه ما بين منحرف ومقبل وما بين السكون والنطق .

الوفاء :

أن يفي الإنسان لمن يفي له ، وهذا ضرب لازم وحق واجب على المحب والمحبوب ، فالوفاء على المحب أوجب منه على المحبوب ؛ لأن المحب هو البادي باللصوق والتعرض لعقد الأذمة والقاصد لتأكيد المودة ، والمقيد نفسه بزمام المحبة التي قد وثقها بأوثق عقال حيث يقول :

ولي قول جميل الصبر يتبعه

وصرح الدمع ما تخفيه أضلعه

الغدر :

أن يكون للمحب سفير إلى محبوبه يستريح إليه بأسراره فيسمى حتى يقلبه إلى نفسه ويستأثر به دونه ويقول :

قليل وفاء من يهوى يجل

وعظم وفاء من يهوى بقل

ويقول أيضاً :

أقمت سفيراً قاصداً في مطالبي

وثقت به جهلاً فضرب بيننا

البين :

له أقسام :

1-      عدم رؤية المحب لمدة .

2-      منع من اللقاء وتحظير على المحبوب أن يراه محبه .

3-      بين يتعمده المحب بعداً عن قول الوشاة ، وخوفاً أن يكون بقاؤه سبباً إلى منع اللقاء.

4-      بين يولده المحب للرحيل .

القنوع :

أن يسر الإنسان ويرضى ببعض آلات محبوبه ، وللشعراء فن من القنوع أرادوا فيه إظهار غرضهم وإببانة اقتدارهم على المعاني الغامضة .

الضنى :

الأعراض الواقعة من المحبة حيث يقول :

يقول لي الطبيب بغير علم

تداو فأنت يا هذا عليل

ودائي ليس يدريه سوائي

ورب قادر ملك جليل

أأكتمه ويكشفه شهيق

يلازمني وإطراق طويل

السلو :

سلو طبيعي وهو النسيان ، سلو تطبعي وهو قهر النفس والمسمى بالتصبر .

 

 

 

 

الخاتمة

الحمد لله له الشكر وله الحمد وله الثناء الحسن ، وفي النهاية وبعد تحليل الباحث بذور الرمزية في الشعر العربي القديم حيث تناول مواضيع متعددة ابتدأها بالأساطير وأجمل ما ختم به الحب ، فالحب لا يوزع بالتساوي لا قانون يحكمه بل هو يحكم كل شيء وإذا سكن الفؤاد بدا في العينيين .

وقد تعرف الشاعر على أشياء لم يكن يعلمها ولا حتى توقع أن تمثل رمزاً ، فالأساطير قصص وحكايات شكلت رمزاً في عصر من العصور ، حتى الخمر والنار والشمس والسيف والبرق والنجم والحيونات لها رموز متعددة،  عبر بها الشعراء عن معانيهم الخفية التي يخفونها ، فالحب له دلالات كثيرة لا يدركها إلى من غاص في هذا الحب وتعمق فيه.

وفي ختام ما قيل من الكلام كان هدف الكاتب توضيح العديد من النقاط الغامضة التي تعد محفز له طوال الوقت، من أجل تقديم عمل مفيد ونافع ، ويتأمل الباحث من القراء والنقاد والكتاب أن يغفروا له تجاه أي تقصير قد حدث دون قصد .

 

 

 

المراجع والمصادر

1.      تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب – محمد المزرباني – المكتبة الأزهرية.

2.      كتاب الحيوان – الجزء الأول – أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ – الطبعة الثانية - 1965.

3.      الإحساس بالحياة في رمز المرأة في الشعر الأموي – الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون – محمد بن حسين الزير – 1986.

4.      رمز الخمر في الشعر العربي القديم – مجلة عيون المقالات – محمد أحمد بريري - 1986.

5.      رمز الذئب في نماذج من الشعر العربي القديم – الجامعة الأردنية – عمادة البحث العلمي – ياسين خليل عايش -  2001.

6.      طوق الحمامة – ابن حزم – مكتبة النافذة – الطبعة الأولى – 2006.

7.      حضور رمز المرأة في المعلقات السبع – النادي الأدبي الثقافي بجدة – الطيب بن جامعة - 2009.

8.      الأسطورة والرمز في الشعر القديم – المؤسسة العربية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية – عثمان خالد محمد الطاهات – 2014.

9.      سيميائية الرمز في الشعر العربي القديم – دار اليمامة للبحث والنشر والتوزيع – ابن جيلاني معاشه – 2018.

10.  رمزية النار في الشعر العباسي – التراث العربي – اتحاد الكتاب العرب – ريما الدباب – 2020.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


([1]) سيميائية الرمز في الشعر العربي القديم – دار اليمامة للبحث والنشر والتوزيع – ابن جيلاني معاشه – 2018.

([2]) الأسطورة والرمز في الشعر القديم – المؤسسة العربية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية – عثمان خالد محمد الطاهات – 2014.

([3]) رمز الخمر في الشعر العربي القديم – مجلة عيون المقالات – محمد أحمد بريري - 1986.

([4]) رمزية النار في الشعر العباسي – التراث العربي – اتحاد الكتاب العرب – ريما الدباب – 2020.

([5]) مرجع سابق.

([6]) كتاب الحيوان – الجزء الأول – أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ – الطبعة الثانية - 1965.

([7]) تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب – محمد المزرباني – المكتبة الأزهرية.

([8]) رمز الذئب في نماذج من الشعر العربي القديم – الجامعة الأردنية – عمادة البحث العلمي – ياسين خليل عايش - 2001.

([9]) حضور رمز المرأة في المعلقات السبع – النادي الأدبي الثقافي بجدة – الطيب بن جامعة - 2009.

 (10)الإحساس بالحياة في رمز المرأة في الشعر الأموي – الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون – محمد بن حسين الزير – 1986.

 (11)طوق الحمامة – ابن حزم – مكتبة النافذة – الطبعة الأولى – 2006.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles