تاريخ الأندلس قبل الفتح العربي

وظلت تابعة لهم حتى تسلمها منهم العرب . والقوط : الذين كانوا آخر حكام الأندلس قبل العرب هم قبائل بربرية ، غلبت الدولة الرومانية على أملاكها حين صارت إلى الضعف الذي جره عليها الترف ، والاستسلام للدنيا ولما كان القوط في أول نهضتهم بدوا أشداء ذوى أخلاق متينة لم تضعضعها الحضارة ، نفثوا في  أهل الأندلس روح الشجاعة والاستمساك ، وأعادوا إليهم بعض فضائلهم التي كانت ميزة الأمة الرومانية في قديم عهدها ، ولكنهم هم أنفسهم مالبثوا أن تورطوا في المدنية ، ومسهم طائفها ، فانتهوا بعد حكم ثلاثة قرون إلى ما كانوا قد وجدوا عليه البلاد من فساد في الحكم ، وتفرقة شائنة بين طبقات المجتمع

 

كلمة « أندلس » معربة بالشين أوالسين عن « واندال » ، وهو اسم السكان الذين دخل عليهم العرب البلاد ، وأجلوهم عن الأمصار ، فاعتصموا بالجبال ، يتهزون الفرصة من ضعف العرب لاسترداد بلادهم . ومن المحقق عند علماء الشعوب ، أن أهل هذه البلاد كانوا في فجر التاريخ جنسين ، ها : الجنس السامي الذي نزع من غرب آسية ، فأقام على ضفتي دجلة والفرات ، وفينيقية وفلسطين ، ومصر ، و بلاد المغرب ؛ والجنس الآخر : هو الأبيض الذي صار إليها من طريق جبل البرانس ( البرنات ) . فلم يكن الواندال أول من عمرهذه البلاد ، فإنها أهلت بغيرهم منذ بعيد ، وقد عرفها الأغريق قبل الميلاد بنحو ۵۰۰ سنة ، وحكموها وكتبوا عنها ، وسموها إيبريا ( أبارية ) ، ثم آل إلى الرومان ملك أسبانيا ( هسبانيا ) كما سموها ، وظلت تابعة لهم حتى عهد قسطنطين سنة 409 من الميلاد ، فانتزعها منهم الواندال ( القوط ) وظلت تابعة لهم حتى تسلمها منهم العرب . والقوط : الذين كانوا آخر حكام الأندلس قبل العرب هم قبائل بربرية ، غلبت الدولة الرومانية على أملاكها حين صارت إلى الضعف الذي جره عليها الترف ، والاستسلام للدنيا ولما كان القوط في أول نهضتهم بدوا أشداء ذوى أخلاق متينة لم تضعضعها الحضارة ، نفثوا في  أهل الأندلس روح الشجاعة والاستمساك ، وأعادوا إليهم بعض فضائلهم التي كانت ميزة الأمة الرومانية في قديم عهدها ، ولكنهم هم أنفسهم مالبثوا أن تورطوا في المدنية ، ومسهم طائفها ، فانتهوا بعد حكم ثلاثة قرون إلى ما كانوا قد وجدوا عليه البلاد من فساد في الحكم ، وتفرقة شائنة بين طبقات المجتمع، حتى صارت الطبقة الدنيا ( طبقة العمال والزراع ) إلى أقبح ما كانت عليه على أيام الرومان وكذلك وصل ظلهم إلى الطبقة المتوسطة فردوها من أملاكها ، في سبيل الحصول على الضرائب التي حرصوا على جمعها مرهقين الأمة في سبيلها وكان هذا المصير تمهيدا حسنا لسيرورة البلاد إلى حكم العرب ، بأيسر محاولة كما سنبينه .

 

مقتطف من كتاب : الأدب العربي وتاريخه- الصادر بتاريخ 1938- للأستاذ محمود مصطفي .

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author