جزيرة الدمى المسكونة

جزيرة الدمى المسكونة       

في المكسيك وجنوب العاصمة مكسيكو سيتي تنتشر مجموعة من البحيرات التي لعبت دوراً حيوياً في نشوءِ أعظمِ الحضارات في وادي المكسيك مثلَ حضارةِ التولتيك والأزتيك ،وكانوا يستخدمون الأطواف الزراعية وعندما يبلى قاعها تغرقُ لوحدها في قاعِ البُحيرة فيصنعون طوفاً جديداً، مر الزمان وتكسدت الأطواف فوق بعضها البعض وظهرت مئاتُ الجُزرِ الصناعية في البحيرة وتشكلت بينها آلاف الأنهر والقنواتِ الضيقة المتقاطعة فأصبحت تُشبه مدينةَ البندقية الإيطالية، واعتبرت سلة غذاء ِِ إمبراطوريةِ الأزتيك لكنها أُهملت لما جاء المستعمرون الإسبان حاملين معهم طرقاً زراعيةً جديدة، فتحولت تلك الجزر تدريجياً إلى أماكن للسكنِ والسياحةِ واحتفظ القليلُ منها فقط بطابعها الزراعي .

قبل عقدٍ من الزمن شرعت الحكومة المكسيكية بحملة ٍٍ كبيرة لإِزالة نباتِ زنبق الماء لأنه يشكل عائقاً أمام المِلاحة في البحيرة ، فاكتشف العمال بالصدفة جزيرةً صغيرةً معزولةً وسط البحيرة أثارت الرعب في نفوسهم لما رأوه من مناظر مخيفة لمئاتِ الدمى المصلوبة على جذوع الأشجار.

في عشريناتِ القرن الماضي وفي صباحٍ ربيعيٍ كان هناك زورقٌ صغير ينسابُ بهدوءٍ على صفحة المياه الراكدة بالقرب من ضفاف جزيرةِ الدُمى،يقلُ أسرة ًً صغيرةً رجلٌ وزوجته وابنتهم الصغيرة التي كانت تلهو بدميتها الشقراءِ الجميلة ِِ وهي جالسةٌ في مؤخرة الزورق بينما يستمتعُ الأبوانِ بمشاهدةِ الطبيعةِ الخلابة، انحنت الطفلةُ محاولةً التقاط زنبقةٍ جميلة كانت تطفو على سطحِ الماء لكنها فقدت ِِ التوازن وسقطتْ في الماء ،سمع الوالدان صوتَ ارتطامها بالماء فصرخت الأُم وهرع الأب قافزاً بالماء محاولاً إنقاذها وبحث عنها هو والغواصون المحترفون عدة مراتٍ لكن دون جدوى ، إختفتِ الفتاةُ تماماً ولم يجدوا لها جثةَ تاركةً ورائها قلبين مكلومين ودميةً حزينة.

منذ ذاك الحين شاعت أُسطورةٌ مخيفة بين السكان المحليين تفيدُ بأن هناك فتاةً صغيرةً تتجولُ ليلاً بين الجُزرِ بحثاً عن دُميتها ، لم يكن في تلك الجزيرة سوى كوخٍ واحد يسكنهُ رجلٌ غريب ُُ الأطوار يُدعى «دون جوليان» كان قد هجر أسرته ويقال أنه قد رأى جثة الفتاة تطفو على سطحِ الماء وتحدق إليه بعينها ولكنه لما اقترب لم يجد سوى دميةٍ بثوبٍ أبيض تطفو على سطح الماء  ومنذ ذاك الوقت وخيالُها لم يفارقه فأخذ يجمع الدمى مهما كان حالها ويضعها على غصون الشجر .

 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
ديسمبر ٢١, ٢٠٢٠, ٢:١٣ ص - ريهام الخطيب
ديسمبر ١٦, ٢٠٢٠, ١:١٣ ص - ريهام الخطيب
ديسمبر ١٤, ٢٠٢٠, ٢:٢٨ ص - ريهام الخطيب
ديسمبر ٩, ٢٠٢٠, ١٢:٢٥ م - ريهام الخطيب
About Author