كهف مومياء النار في الفلبين

كهوف مومياء النار في الفلبين:

اشتهرت الحضارات القديمة بفن تحنيط الموتى الذي كان طقسا شعبيا رائجا يتقاسمه الملوك والناس العاديون على حد سواء، فالفراعنة أكبر الأمثلة على ذلك ، ومن الحضارات القديمة التي حنطت موتاها قبائل ايبالوا التي تعد من أقدم القبائل التي سكنت منطقة كابايان شمال الفلبين في جبال منعزلة ومدرجات أرز كان العمل فيها مهنة للسكان المحليين، تعد الفلبين من أكثر الأماكن السياحية غموضا وغرابة وجمالا ، فالفلبين غنية بالمناظر السياحية والطبيعية الخلابة وتتكون من نحو سبعة آلاف جزيرة طبيعية تجذب ملايين السياح ، وعلى محبي المغامرة والرعب قصد كهف المومياءات  على بعد 200ميلا من العاصمة الفلبينية مانيلا ، حيث توجد مومياء النار وقد سميت بذلك بسبب الشكل الذي وجدت عليه هذه المومياءات فأهل هذه القبائل محنطون مهرة توارثوا مهنة التحنيط .

كيف حنطت مومياءات النار؟

تعود بعض الجثث المحنطة في قدمها إلى 1200عام ، وقد أضفت طريقة التحنيط غير المألوفة مشهدا يثير الدهشة فيتم التحنيط باستخدام اللهب والنار فقبائل ايبالوا كانت تعمد لسقي الشخص المحتضر سائلا ملحيا خاصا بهم ، يعمل مفعوله على تجفيف أعضاء الجسم من الداخل وعند وفاة الشخص يضعون الجسد في هيئة الجلوس العادية على مصدر للحرارة ، ويتم تعريضه للهب حقيقي ودخان، وذلك لتجفيف الجسد من الداخل بكامله وقد تستمر تلك العملية مدة شهر، وهكذا حتى يمسي الجسد أشبه بالهيكل العظمي المكسو ببعض اللحم وقد فرغت جميع سوائله، وقد تستمر تلكتلك العملية عدة شهور، وللتأكد من مزيد من التجفيف يتم توجيه دخان التبغ في فم الجثة لتجف تماما أعضائها الداخلية.

وتخصص للجثث توابيت خاصة توضع فيها مع بعض الأعشاب الحافظة للجسد توضع فيها الجثة وترفع إلى الكهف المظلم بحرص شديد، ويعتقد أن عددا قليلا من شيوخ الايبالوا  يعرفون  مكان 80  كهفا ويذهبون إليها لإقامة الطقوس حتى يومنا هذا 

الخطر المحدق بكهوف مومياء النار:

وتعد الكهوف من الأماكن المهددة بخطر التلاشي نظرا لتعرضها للسرقة من قبل اللصوص مما دفع حكومة الفلبين لإتخاذ إجراءات صارمة لحماية وإخفاء هذه الميمواءات في أماكن سرية واسترجعت ما سرق منها ووضعت على مداخل الكهوف بوابات حديدية لمنع دخول اللصوص .

ومن أبرز عمليات السرقة سرقة مومياء الزعيم ( آبو أنو)  عام 1919 ، الموشومة بوشم مميز على الظهر  لكنها أعيدت عام 1984 للمتحف الوطني.

ويعد احتفاظ هذه الميمواءات لكامل هيبتها ليومنا هذا أمرا رائع لهواة المغامرات.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
فبراير ١٠, ٢٠٢١, ٦:٠١ ص - اسيل علي محمد الحضرمي
يناير ٢٦, ٢٠٢١, ٣:٣٧ ص - magdy rabee
ديسمبر ٣٠, ٢٠٢١, ٢:٣٤ ص - Slsabeel
About Author