مدينة الأشباح ( تشيرنوبيل -بريبيات):

تعد الشواطئ والغابات والأنهار العذبة والشلالات والقلاع والآثار والمتاحف الشعبية والتاريخية وجهات سياحة مألوفة ولاتثير التهكم والإستغراب لكن هناك نمط آخر من السياحة بات ينمو ويزدهر في أرجاء العالم يسمى السياحة السوداء أو الحزينة أو سياحة الظلام يتجه إليها من يثيرهم الفضول للتأمل والتعلم من الكوارث التي صنعتها أيدي البشر، كأماكن التعذيب والسجون والإبادة الجماعية والأماكن التي شيدت بهدف إستخدام علوم الذرة في نفع البشرية، لكن هفوات البشر وقلة خبرة البعض أدت لكوارث عظمى، وما نتناوله اليوم في مقالتنا هدفه أخذ العبرة والعظة والتعلم من أخطاء الماضي لما فيه خير الإنسان وكائنات الأرض قاطبة 

ومن تلك الكوارث ماحدث عام 1986 حيث انفجر المفاعل النووي في تشيروبيل نتيجة خطأ بشري وقلة خبرة، انفجر غامرا المدينة بإشعاع يزيد أربعمئة مرة عن ذاك الذي أطلقته قنبلة هيروشيما ، وقد حدث ذلك زمن الإتحاد السوفيتي

وبعد عرض مسلسل تشيرنوبيل الذي أنتجته شبكة HBC  التلفزيونية الأمريكية الذي يروي الأحداث التي تلت الإنفجار مباشرة وآثاره المأساوية زادت نسبة السياحة في هذه المدينة المحظورة عما كانت عليه أربعين بالمئة 

وأدى إنفجار المفاعل حينها إلى نقل 138شخصا إلى المستشفى توفي منهم 28 على الفور، وتلوث مايقارب 50 ألف فدان من الأرض، حيث إنطلقت مواد مشعةعلى إرتفاع 2كيلو متر في الغلاف الجوي وقذفت كميات كبيرة من الغبار النووي في الهواء وصلت حتى الدول الإسكندنافية

وتم إجلاء أكثر من 100ألف شخص من المنطقة وقيل للسكان المحليين أنهم سيعودون لبيوتهم قريبا لكنهم لم يعودوا أبدا !

وتم إنشاء نصف دائرة قطرها 18ميلا تعرف بإسم منطقة الإستبعاد ،وقتل أكثر من ألف من عمال الإنقاذ خلال عملهم لبناء هيكل خرساني الذي يعرف ب( ساركوفاج) حول حطام المفاعل، ويقوم السياح حاليا بالتقاط الصور التذكارية أمام ذاك الهيكل

لكن لايمكن التنقل للسياح بحرية في المنطقة المحظورة ، فيجب أولا التسجيل مع إحدى شركات السياحة الأوكرانية الموثوقة والمرور على عدد من الحواجز الأمنية وقبل مغادرة الموقع يتم فحص أجسادهم وملابسهم باستخدام أجهزة مسح للتأكد من عدم تلوثهم بمستوى مرتفع من المواد المشعة ومن أشهر المدن التي يسعى السياح لزيارتها بريبيات 

يتبع .......