حقيقة النسبة الزمنية لوجودنا إلى عمر الكون

ما بين المثلث العلمي لإشعاع الخلفية للكون، والنشاط الإشعاعي للعناصر، والفيزياء النظرية، نستطيع أن نحسب عمر اهم الأحداث في تاريخ البشرية نسبةً إلى عمر الكون.

فلو افترضنا أن عمر الكون ١٠٠ عام إلى اللحظة التي يكتب فيها هذا المقال، فسيكون عمر كوكب الأرض ٣٣ عاما، وسيكون آخر ظهور للديناصورات قبل ٦ أشهر.

لكن ماذا بالنسبة للأحداث فيما يخص تاريخ البشرية؟

إن ظهور اعمق حضارة  في تاريخ البشرية سيكون قبل ٣٩ دقيقة، وسيكون المسيح قد ولد قبل ٧ دقائق ونصف الدقيقة، وقبل خمس دقائق سيكون بعث النبي محمد.

وستكون الحرب العالمية الثانية انتهت قبل ١٧ ثانية، وقبل ٥ ثوان بدأت و انتهت حرب الخليج الثانية.

هذه الدقائق والثواني والتي تمثل اهم أحداث التاريخ البشري، ليست سوى جزء ضئيل جدا من ١٠٠ عام التي افترضناها فلسفيا هي عمر الكون!! فلكم أن تتخيلوا ضآلة تاريخنا نسبة إلى تاريخ وعمر هذا الكون الهائل مكانياً وزمانياً، وكما نعلم اثبتت دراسات إشعاع الخلفية للكون وباستخدام معادلات العالم هابل أن عمر الكون يقارب ال١٣ونصف مليار سنة.

لكن السؤال العاصف للذهن، هو ماذا لو أردنا أن نعرف نسبة دورة حياة البعوض نسبة إلى عمر الكون؟

الجواب : عندها لن نلجأ لحساب النسبة هذه بالثواني بل سنلجأ إلى ما يعرف فيزيائيا بالساعة الذرية للسيزيوم، حيث تمكن الفيزيائيون من حساب الثانية الواحدة والتي تساوي تقريبا ٩ مليار و ١٩٢ مليون ذبذبة كاملة من موجات إشعاع ذرة عنصر السيزيوم.

بمعنى آخر أن كل ٩ مليار و١٩٢ مليون ذبذبة لموجة شعاع السيزيوم تساوي ثانية واحدة.

وبإجراء الحسابات النسبية، سنجد أن نسبة عمر البعوض إلى عمر الكون الفرضي ما هو إلا ٢٦٨مليون ذبذبة من أصل ٩مليار ذبذبة كاملة، أي أن البعوض بحاجة إلى ٨ مليار و٧٣٢ مليون ذبذبة ليحجز له ثانية واحدة كجزء من ١٠٠ سنة من عمر الكون الفرضي. 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author