حقيقة لقاح كورونا

إن من أكثر ما يشغل مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة هو التحدث حول مطعوم فايروس كورونا وقد شاهدنا الناس منقسمين لفرقتين إحداهما تشجع عليه وتعتبره وسيلة الوقاية الوحيدة التي بين أيدينا حاليا والتي تحد من خطر الإصابة وتقي منها وأما الفرقة الأخرى فهي تحذر تحذيرا شديدا من أخذ اللقاح باعتباره جريمة مرتكبة في حق الإنسانية فهذه الفرقة من أنصار نظرية المؤامرة ونشر إشاعات التضليل.. فأين الحقيقة؟

قبل الحديث عن فايروس كورونا خصوصا لا بد لنا أن نذكر أولا أن هذه ليست المرة الأولى على مستوى العالم التي يتم فيها القضاء على الأوبئة والفايروسات والحد من انتشارها والوقاية منها عن طريق اللقاحات والمطاعيم وقد سبق أن نجحت العديد من اللقاحات مثل لقاح الحصبة والجذري والتهاب السحايا وشلل الأطفال وغيرها فما السبب في التردد الكبير وعدم الثقة والإشاعات المنتشرة حول لقاح كورونا بالذات؟
اليوم، وبعد مرور عام كامل على انتشار الجائحة وبعد التعايش المستمر مع الموت والمرض والفقر وقد شهدنا موت أناس في ريعان شبابهم من غير إصابتهم المسبقة بأمراض مزمنة أو مميته، نجد العديد مازالوا ينادون بالحظر الشامل الكلي أو الجزئي كحلا لمواجهة جائحة كورونا ويحذرون من المطاعيم واللقاحات باعتبارها مؤامرة! وقد جربنا خلال هذه السنة جميع أنواع الحظر وأثبتت هذه الفكرة فشلها فكل يوم نشهد تزايدا فظيعا في أعداد الإصابات والوفيات فلا بد أولا من رفع مستوى الوعي لدى الشعوب بضرورة أخذ الأوضاع الراهنة بجدية أكثر فمسؤولية ذلك تعد مسؤولية شخصية فردية، بإتخاذ الاجراءات الوقائية الموصى بها من تباعد ونظافة وتعقيم مستمر وارتداء للكمامة وكذلك الإسراع في أخذ المطعوم وعدم تصديق الإشاعات والأكاذيب المنتشرة حوله فمن ينشر مثل هذه الإشاعات لا يرتكز بذلك إلى نظرة علمية وبحث علمي بل هي مجرد أقاويل وخيالات بخلاف القائمين على القطاعات الصحية والكوادر الطبية الذين يستندون إلى علم ومعرفة صحيحة في ما يقولون أو يكتبون.

نشرت الوكالة الأوروبية للأدوية EMA بيانا صحفيا حسمت فيه الجدل المنتشر حول المطعم: لقاح أسترازينيكا آمن و فعال ولا توجد أدلة تربط بين تلقي اللقاح وحدوث جلطات دموية.

هل للقاح تأثيرات جانبية خطيرة كما يتداول مستخدمو مواقع التواصل إشاعات حول ذلك؟
ذكر الأطباء والعاملين على البحث في إيجاد الحل الجذري للقضاء على الجائحة أن للمطعوم تأثيرات خفيفة تظهر بعد الحصول على الجرعة الأولى أو الثانية وهي متمثلة بما يأتي:
(الصداع، ألم في المفاصل أو العضلات، التعب والإرهاق، احتمالية الإصابة بالحمى، القشعريرة والغثيان والتقيؤ، احمرار وتورم مكان الحقن) وهي تأثيرات شائعة تصيب الجميع عند أي حقنة أو سحب للدم أو غيرها.
ويخضع من أخذ المطعوم للمراقبة لمدة 15 دقيقة بعد أخذه حتى يتأكد الطبيب من أي ردة فعل مباشرة قد تحدث. كما وتحدث معظم الآثار الجانبية خلال الأيام الثلاثة الأولى من تلقي اللقاح، وتستمر عادة ليوم واحد أو يومين فقط.

وقالت المديرة التنفيذي لوكالة الأدوية الأوروبية: "إن فوائد اللقاح تفوق المخاطر". وعلى الرغم من أن جميع دول أوروبا والأمريكتين تقريبا قد شرعت بحملات التطعيم إلا أن عددا قليلا من الدول الأفريقية قد شرعت بالبدء بحملاتها ومازال الكثير منها لم يشرع به، علينا في ظل هذه الظروف أن نكون جسدا واحدا في مجابهة المخاطر وأن نزيد من انتشار الوعي ونحد من انتشار الجهل والخرافات والإشاعات التي لا طائل منها فكلما ازاداد الوعي ازادادت بذلك فرصة عودة الحياة إلى طبيعتها فعليك إن تكون يدا فاعلة في التغيير للأفضل للخلاص من هذا الوباء عافنا الله وإياكم منه.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
أبريل ١٨, ٢٠٢٣, ٣:٥١ م - Aya Mohammed
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٤ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٢٣ م - Abdallah
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Rasha
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٠ م - Areej Alfateh Salah Aldien
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٢ م - ملك حمدي
About Author

لا الدنيا أقبلت إليّ ولا الزمانُ أدبر