خطبة طارق بن زياد الشهيرة

تعتبر خطبة طارق بن زياد خطبة تاريخية لعبت دورا رئيسيا في الجنود على القتال .

فبعد أن حمد الله وأثنى عليه ، وذكر فضل الجهاد ، ورغب في الشهادة قال( أيها الناس ! أين المفر  و البحر من ورائكم ، والعدو أمامك ، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر ، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة ، أضيع من الأيتام في مأدبة اللثام . وقد استقبلكم عدوكم بجيشه ، وأسلحته وأقواله موفورة ، وأتم لا ور لكم إلا سيوفكم ، ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم ، وإن امتدت بكم الأيام على افتقار ، ولم تنجوا لكم أمرا ، ذهب ريحك ، وتعوضت القلوب ( ۷ )من رعبها منكم الجراءة عليكم ، فادفعوا عن أنفسكم ، خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية ) ، فقد ألقت به إليكم مدينه الحصينة و إن اتهاز الفرصة فيه شي إن سمحتم لأنكم بالموت ، و إنى لم أحدكم أما أنا ء بنوة ( 5 ) ، ولا لكم على خطة أرخص متاع فيها النفوس - أنبأ عنها بنفسي  واعلموا أنكم إن صبرهم على الأقلية ، استمتعهم بالأف ) الأل طويلا . فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي ، فيا حظكم فيه أو من حظى ) ، وقد بلغكم ما أنشأت هذه الجزيرة من الحور الحسان ، من بنات الروماني ، الرافلات في النهر والمرجان ، والحلل المنسوجة بالعقيان ) ، المقصورات في قصور الملوك ذوى التيجان ، وقد انتخبگم الوليد بن عبد الملك ، أمير المؤمنين من الأبطال غزبان ( ۱۰ ) ورضيم لملوك هذه الجزيرةأصهاراالخير الجزيل ، انبسطت نفوسهم ، وتحققت آمالهم ، وهبت رياح النصر عليهم . ولما تم الفتح للعرب ، ودخلت البلاد في أملاك الدولة الإسلامية ، صار الولاة يتعاقبون عليها من قبل خلفاء بني أمية ، والعباسيين بعدهم ، وربما كان والى إفريقية هو والى الأندلس ، يرسل إليها من قبله من ينوب عنه في حكمها.

المصدر:
مقتطف من كتاب الأدب العربي وتاريخه -الصادر بتاريخ 1938 - للأستاد محمود مصطفى.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author