رَقَمُ الصِّفرِ فِي الرياضِيَات

رغم الأهمية التي نراها اليوم للرقم صفر في علم الرياضيات والفيزياء والفلك والهندسة والبرمحة والخوارزميات وتصنيع الحواسيب إلا أن بعض الناس مازال يقلل من أهمية الصفر لأنه ببساطة هو الفراغ هو اللا شيء ، والصحيح هو أن لا شيء بدون الصفر (0) .

إن الصفر بحد ذاته هو إكتشاف واختراعه يعتبر جديد في علم الرياضايات بشكل عام ، حيث أن العلماء القدامى لم يستخدموا الصفر ، مما جعل حل بعض المعادلات واكتشاف العلوم شيء معقد و أشبه بالخيال  . 

وبقي هذا الأمر عصيبا حتى مجيء العالم الهندي براهما جويتا والعالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي مؤسس علم الجبر والذين بدورهم العلماء الأوروبيين أخذوا هذا العلم عنه  وبالتالي أزال علم الجبر  العقدة حيال اكتشاف العديد من أسرار هذا الكون العظيم .

إن أعظم العلماء في علم الرياضيات كانو من الهند ومن الإغريق اليونانية التي كانت تزدهر بالعلم وعصر الفلاسفة ومازالت جامعات الهند حتى اليوم أقوى الجامعات في العالم في تعليم الرياضيات وأسسه وكأنه إرث تاريخي بفضل علماءها وعلماء هذه الحضارات ، كان الإغريق يمتلكون أرقاما لم يكن بينها الرقم صفر بينما الهنود هم أول من كتب  هذا الرقم ولكن دون ان يستعملوه كم كان ذلك معقدا لدى العلماء بأن تؤمن بشيء غير موجود ولا تستطيع تمثيله ولا كيفية إستخدامه ولكن كما تعلملون ليس كل شيء يعرف بالمادة فأسمى الأشياء تعرف بالقيمة وهذا حديثنا قيمة الصفر .

إن أول اكتشاف للصفر كان من نصيب الحضارة السومرية التي تقع بين النهرين دجلة والفرات ووجد علماء الآثار نقوش حجرية تدل على هذا الرقم وكان زوج من الاوتاد منقوشة بينهم فراغ والفراغ كان إشارة للصفر ومع ذلك لم يستطيعو ايجاد قيمته الفعلية وذلك كان قبل أكثر من ٤٠٠٠ عام  ، وبعد ذلك أخذ البابليون عن السومرين نفس ماورد بالنقش ورمزو للعدد صفر بشكل فراغ مما جعل التفكير باستخدامه عملية صعبة ومستحيلة لأن المشكلة تكمن بالقيمة ليست بتمثيل الرقم وحسب ، حتى جاءت حضارة المايا التي سكنت المكسيك و في القرن الثالث بعد الميلاد شهد شعب المايا تقدما فكريا وحضاريا ويعتقد أنها أول حضارة استطاعت أن تستخدم الصفر فشكلت منه منازل الآحاد والعشرات إلى أن وصلوا إلى فئة مئات الملايين 

 ولكن وللأسف هذه المرة صراع الحضارت جعل هذا العلم والفكر يتشتت و يندثر بسبب الحضارات التي جاءت بعدها فهذه الحضارات لم تعرف ولم تنقل استخدام شعب المايا لقيمة الصفر ، ثم قامت حضارة اليونان ولأول مرة بالعالم بتمثيل الصفر وإعطاءة الرمز (O) ولكن ظل الصفر حتى هذه اللحظة عقدتا لأن قيمته الحقيقية ليست فقط كتابة الأرقام من صفر حتى اللا نهاية وحتى مجيء ذلك العالم الهندي براهما جوبتاالذي جعل الصفر مستقلا ورقما صحيحا يفصل بين خطي الأعداد الموجب والسالب و وضع قواعدا لجمع وطرح هذا الرقم المميز الذي أرهق الحضارات وعلماءها ليأتي بعده العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي ويطور الصفر وهو أول من ساوى المعادلات بالصفر وهنا ثورة علم الجبر الذي بفضل هذا العلم نعيش عصرنا الحالي عصر السرعة .

وقد رمز اليونانيين للصفر برمز (O) المأخوذ من الكلمة اليونانية (ouden) والتي تعني اللا شيء ، وقد رمز الخوارزمي للصفر بالرمز (0) تقريبا كما وصفه اليونانيين  لكنه بيضوي الشكل وأصل كلمة صفر مأخوذ من اللغة السنسكريتية بمعنى سونيا والتي تعني الفراغ ، ومن ترجمة الأوروبيون لكتب الخوارزمي وخاصة في إنكلترا و روما ففي اللغة الأيطالية الصفر يعني (zifiro ) وتنطق زيفرو وفي اللغة الإنجليزية (zero) .

ومن بعدها اصبح الصفر ذو قيمة فقد إستخدمه  ديكارت في مخطط الرسم البياني واستخدمه الخوارزمي في علم الجبر ليخترع لنا الخوارزميات التي بدونها لا يوجد هواتف ذكية ولا حواسيب وبالتالي لاشيء في هذا العالم لا يعتمد على هذا العلم العظيم وذلك يرجع لقيمة الرقم صفر والعالم إسحاق نيوتن الذي أكتشف بدوره الجاذبية ووضع قوانين إتزان الحركة والقوة التي تعلمنا أن الإتزان لا يتم إلا عند القيمة صفر وبالتالي فإن الأبراج والجسور والبنايات وحتى السفن والسيارات لا نستطيع انشاؤها بدون تحقق القيمة صفر ، فإذا أهملنا الصفر في هذه الحالات سنرجع لعصرنا الحجري وهناك الكثير من الأمثلة سنذكرها في مقال لوحدها .

ان الصفر هو العدد الوحيد الذي لا يقبل القسمة على نفسه ولا القسمة عليه بأي عدد كان وليس له عوامل ويلغي حالة الضرب انه الصفر ياسادة الرقم المستقل هو علامة الإتزان فهذا العالم بأسره لايستطيع الإستمرارية بدون حالة إتزان ، الإتزان ما بين (العقل والعاطفة ، الإفراط والتفريط ، القوة والعدالة  ، الغضب والهدوء  ، الحياة والموت )  .

الصفر الذي يبدو لاشيء وقيمته كل شيء ... 

اتمنى لكم قراءة شيقة ..دمتم بود . 

بِقَلَم مُحَمَّد العَزَّة 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles