"رهائن" بطولتنا !!

غريب حقا ما يقع في بطولتنا الاحترافية!! فما أن تخمد نار من الاحتجاجات حتى تندلع نيران أخرى من التشكيك والاتهام ضاربة نزاهة الرياضة والكرة المغربية في مقتل.

 

آخر حلقات مسلسل غرائب البطولة هو ما يحصل مع فريق شباب أطلس خنيفرة، الذي يصر مسؤولوه على استقبال خصومهم في ملاعب مجاورة لهم، فيما يشبه خدمة التوصيل، ضاربين شعارات تكافؤ الفرص واللعب النظيف عرض الحائط.

 

صحيح أن سلطات خنيفرة سبق أن رمت بالفريق في أحضان شباب المحمدية وهي ترفض استقبال النادي الزياني لخصومه بميدانه، وهي الخطوة التي طرحت وقتها أكثر من علامة استفهام، علما أن مدنا أخرى شكلت بؤرا حقيقية وعانت من شلل تام للمنظومة الصحية ولم يتم إقرار عدم اللعب بها. القرار  الذي رمى بالكرة في ميدان مسيري الفرق الممارسة في خنيفرة ولم يراع انتظارات وتطلعات مجموعة منها، وأبرزها دفاع حمرية الذي لم يحسم أمر صعوده للقسم الأول هواة إلا في نهاية الأسبوع الماضي، كان من الممكن تفاديه لما فيه صالح لهذه الأندية، في وقت كان من المفترض أن تكون السلطات المحلية والعمومية أكبر داعم وحاضن لأنديتها، عبر قرارات تضعها في محور الاهتمام وتجعلها فاعلة فيها.

 

لكن ارتماء مسؤولي "السياكا" لملاعب مجاورة لخصومهم لا يمكن تبريره بقرار السلطات السابق ولا القبول به، في ظل إمكانية الفريق الاستقبال بملاعب ومدن أقرب، وهو ما لم يتم ولو كان سيجنب اللاعبين والطاقم قطع كيلومترات أخرى  ومعها مصاريف إضافية كان من الممكن توفيرها، اللهم إذا كنا أمام لعبة كواليس لا يعرف تفاصيلها وخباياها إلا صناع القرار بخنيفرة.

 

كان من الأجدر بمسؤولي شباب أطلس خنيفرة أن يستقروا في اختيارهم على ملاعب قريبة للمدينة، في الوقت الذي تم منعهم من الاستقبال بميدانهم، ثم إكمال باقي اللقاءات بخنيفرة بعد التوصل بقرار إلغاء وانتهاء المنع، وهو الأمر الذي كان سيجنب مسؤولي الشباب كل هذا الهمز واللمز واللغط الدائر، خاصة وأن هذه المباريات "المنفية" أفرزت خروج الشباب بصفر نقطة، على افتراض أن حسن النية هو الأصل. 

 

كما لا بد من إعادة التذكير في وجوب إعادة النظر في طريقة تعامل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع الانتقادات وحجم التشكيك المتزايد في نزاهة البطولة، الشيء الذي لا يمكن أن يتم بسياسة "كم من حاجة قضيناها بتركها"، سيما وأن الأمر يتعلق بجهاز كروي خلق من أجل السهر على تجويد الممارسة بالبطولة وتخليقها وحماية وصون حقوق الممارسين، حتى لا تتحول المنافسات في البطولة الوطنية إلى مراكز نداء تتم فيها "الخدمات" بكبسة زر وتضيع معها مصالح أندية ذنبها فقط أنها دخلت في لعبة تباري رياضي لتجد نفسها رهينة منافسين نافذين يتحكمون في رياح النتائج كما يريدون.

 

بلال سكتي