الأب الذي يؤكد على أبنائه وجوب وضع الأشياء في مكانها ومراعاة عدم الفوضى ، مثلا عندما يكون الأب في البقالة مع أبنائه فيأخذ سلعة ثم يغير رأيه فلا يشتريها فإذا به يعيدها إلى غير مكانها أو يجد مالا في الطريق فيحتفظ به بدلا من أن يبحث عن صاحبه أو يكون في مطعم من المطاعم فيخطئ من يحاسبه فيأخذ أقل من الحساب فيعلق (( هذه مشكلته وليست مشكلتي )) ، يؤجل أعماله حتى اللحظة الأخيره بينما يطالبهم دائما ألا يؤجلوا عمل اليوم إلى الغد، هذا الأب بالطبع يمثل في الواقع جزءا من مشكلة أبنائه التربوية وليست جزءا من حلها .
إن الأبناء في كل تلك الأحوال يستغربون ما يرونه من تصدع بين الأقوال والأفعال في سلوكيات أبيهم ويقفون في البداية موقف الحائر المتردد العاجز عن فهم مواقفه أو تأويلها ولكنهم مع مرور الزمن يدركون أنه ليس على النرء أن يحمل كل ما يقال على محمل الجد وان التطابق من الأقوال والأفعال غير موجود غالبا ومن خلال الصراع الدائر في نفوسهم بين ما يقال وما يفعل تتشكل داخلهم مجموعه كبيره من المشاعر السلبية المزعجة التي تضعف في النهاية من صلابة شخصياتهم ونقاء نفوسهم.
بل إننا لا نبالغ إن قلنا أن كل مشكلة تربوية للأبناء هي في حقيقتها مشكلة أبوين قد يشكون من تصرفات أبنائهم ويصفونهم بأنهم (( لا يقدرون الآخرين....لا مبالين....غير منتبهين....)) يكون السبب الحقيقي أن الزوج أو الزوجه يتصرف كل منهم بنفس الطريقة مثلا ينزعج الرجل من عدم قدرة زوجته على القيام بإصلاح الأعطال البسيطه في المنزل فيصرخ في ابنته عندما تتصرف بنفس الطريقة وهو في الحقيقة غاضب من زوجته أو تشعر الزوجه أن زوجها يهمل ترتيب ما يحدثه من فوضى فتصرخ في أولادها (( هلا نظفتم هذه الفوضى التي أحدثتموها يا أولاد)) في الحقيقة تصرخ في زوجها كي يساعدها قليلا في أعمال المنزل . وتصل الأمور إلى قمة الخطأ التربوي حين يصبح تصرف الطفل أسلوبا خفيا للوم أحد الزوجين للآخر.
فعلاً.. المشكلة دي موجودة في بعض الأسر.. والوالدين بدل ما يبقوا سند لأطفالهم بيكونوا جبهة مضادة لهم.. يمكن معظم الناس عندها سلوكيات خاطئة، لكن المشكلة في هذه الحالة إن الأب والأم بيعملوا الغلط وعند عيالهم لو عملوه بيعاقبوهم فبتكون هنا المشكلة النفسية أكبر.
You must be logged in to post a comment.