أعراض المرض
الرهاب الاجتماعي هو اعتلال نفسي تراكمي يصيب في الغالب الاشخاص ذوي الاحساس المرهف ومن يتسمون عموما بالخجل المفرط وقد تكون له أسباب اجتماعية أخرى كأن ينشأ الطفل في بيئة أسرية منغلقة يغيب فيها الحوار والمشاركة بين أفراده ويغلب عليها الجو الرتيب ووجود حواجز نفسية بين رب الأسرة وأفراد أسرته تتطور مع الزمن إلى انغلاق تام يتحول في الأخير إلى رهاب اجتماعي وخوف مفرط وقلق وميل إلى الانطواء واعتزال التجمعات البشرية في المناسبات وغيرها.
شخصيا عانيت من هذا المرض قرابة الخمسة عشر عاما وكنت أجهل تماما ماهيته ولم أكن أعرف حتى أن له مسمى وأنه مرض معروف ومشهور وكنت أتعامل معه بصمت ولا أدري ما أصابني فقد كنت أخاف بشكل غير منطقي ولا أقوى حتى على مقابلة شخص في الشارع والوقوف للحديث معه لدقائق وإن حدث ذلك مصادفة فسرعان ما تسري أعراض المرض في كل جسدي بدءا بتسارع نبض القلب والرجفان والتعرق والخوف من الإغماء وفقدان الوعي وكنت دائما أحاول جاهدا الابتعاد عن الناس والبقاء في البيت واختلاق الاعذار لذلك فهو المكان الوحيد الذي كنت أشعر فيه بالراحة، ولكن مع مرور الوقت كانت الحالة تزداد سوءا حتى وصلت إلى مرحلة متقدمة من الخوف والقلق الدائم والتفكير السلبي جعلتني اعتزل تماما المناسبات الاجتماعية حتى أني توقفت عن أداء صلاة الجماعة في المسجد وتحاشيت مقابلة الناس أو الحديث معهم.
التشخيص
بدأت رحلتي العلاجية المعرفية بالغوص في بطون الكتب ومواقع الانترنت التي كان لها أثر كبير في تعريفي بالمرض وأعراضه وهذه المعرفة ساهمت بشكل كبير في تخفيف حدته لأن الجهل بالمرض هو بحد ذاته مرض.
العلاج
خلاصة بحثي الطويل عن علاج سلوكي معرفي للمرض بعيدا عن العيادات النفسية والعقاقير الطبية تتلخص فيما يلي:
1) التعايش مع أعراض المرض وتقبلها وعدم مقاومتها.
2) مواجهة الناس وحضور المناسبات الاجتماعية وهذا الأمر كفيل بكسر حاجز الخوف إلى الابد.
3) إقناع الذات بإن كل ما تعانيه هي مجرد أوهام ينتجها العقل الباطن محاولا حمايتك مما يعتبره خطر يهدد حياتك والدليل على ذلك ظهور الأعراض الجسدية في كل مناسبة اجتماعية من تسارع لنبض القلب والرجفان والتعرق وغيرها.
توصية:
قد يكون من الصعب جدا مواجهة الناس وحضور المناسبات الاجتماعية في المراحل الأولى للعلاج لذلك أنصحك بهذه التقنية في كل مرة تواجه فيها الناس أو تحضر مناسبة اجتماعية وهي تتلخص فيما يلي.
- عند بدء ظهور الاعراض الجسدية للمرض ما عليك إلا الترحيب بها.
- مطالبة عقلك الباطن بإحضار المزيد من الأعراض وخوض حوار داخلي معه على سبيل المثال: أهذا كل ما تستطيع فعله أريد زيادة أكبر في نبض القلب, أين التعرق؟ أين الخفقان.
- قم بتوبيخ عقلك الباطن على تقصيره في رفع أعراض المرض إلى الدرجة القصوى.
- بهذه الطريقة فقط ستنجح في قطع شريان الخوف المغذي لمخاوف العقل الباطن وستبدأ الأعراض بالاختفاء تدريجيا تحت وطأة التوبيخ والمطالبة المتكررة له بإحضار المزيد وعجزه عن ذلك وستشعر بارتياح شديد وغريب لم تعهده من قبل.
- قم بتكرار هذا الأمر في كل مواجهة.
- تحل بالشجاعة ولا تلتفت إلى الوراء.
You must be logged in to post a comment.