ما هي فرضية الأكوان المتوازية
نظرية الأكوان المتوازية أو كما يطلق عليها الأكوان المتعددة (Multiverse) هي نظرية علمية وضعت أساساً على مجموعة من النظريات الداعمة لها ، وتتحدث عن وجود عدة أكوان افتراضية مشكلةً الوجود بأكمله من ضمنه الكون الذي نعيش فيه. أما الكون (Universe)فإن العالم الفيزيائي ألبرت آينشتاين يعّرفه بأنه: "كل كتلة أو طاقة أو زمان أو مكان" ، وهو مجمل الزمكان الذي نعيش فيه.
الفرضيات الداعمة لفرضية الأكوان المتوازية
- ظهرت فكرة الأكوان المتوازية عام ١٩٥٤م عندما حاول الفيزيائي هيو إيفرت تفسير الرياضيات الاساسية في نظرية الكم التي تتحدث عن مبدأ عدم التحديد (Uncertainty Principle) ولتفسير فكرة أن المادة الكمية تتصرف بشكل غير منضبط، وبإكثر من احتمال ، ومن هنا ولحل فكرة تعدد احتمالات وقوع الحوادث الكمية عند القيام بالتجارب ،افترض الفيزيائي إيفرت أن الشخص ذاته موجود في كون آخر موازٍ يشبه كوننا والتجربة تحدث في الوقت نفسه حيث أن كل كون منهم سوف يمثل نتيجة محتملة للقياس ،وأن عدد الأكوان المتوازية تكون بعدد الاحتمالات التي تنشأ لحظة عمليات القياس المتتالية ، حيث افترض أنه عند القياس يحصل تفرع حقيقي في الكون بمعنى أن الكون سوف ينقسم لعدد يلبي عدد احتمالات الرصد.
- فيما بعد وفي سبعينيات القرن العشرين ، ظهرت نظرية الأوتار الفائقة (String Theory) وكانت أكثر انسجاماً وتوافقاً من نظرية إيفرت ، حيث أنها افترضت أن المستوى الكمي ليس المستوى الأصغر ، بل هناك كتل بنائية تمثل اللبنات الأساسية للمادة تسمى أوتاراً وهي عبارة عن خطوط من الطاقة التي تهتز ، وتذبذب هذه الأوتار يمثل نوع وسلوك المادة سواء كانت إلكترونيات أو كواركات أو ذرات أو غيرها .هذه النظرية لا تصلح لتكون صحيحة إلّا في كون ذو عشرة أبعاد مكانية وبعد زماني واحد ومن هنا نقول أن هذه الأبعاد يمكنها ان تشكل أكواناً عديدة .
- في ثمانينيات القرن العشرين، وضعت فرضية من قبل عالم الفيزياء ستيفن هوكينغ والفيزيائي جيمس هارتل مفادها أن الانفجار العظيم خلّف وراءه أكوان متوازية بعضها يشبه كوننا والآخر يختلف ، توصف انها كالفقاعات جانب بعضها البعض ، ونظراً أن التمدد الكوني مستمر بالتضخم فذلك سوف يخلف عدد كبير غير متناه من الأكوان وكوننا يمثل فقاعة صغيرة في هذا الفضاء المليء بالفقاعات.
نقد الفرضية :
هذه الفرضية هي مجرد حلول رياضية لم تؤيد بالمشاهدات حتى الآن . تعرضت الفرضية للانتقاد وذلك لإن الفرضيات الداعمة لها هي مجرد فرضيات ذهنية وتصوّرات غيبية لا دليل تجريبي عليها إلّا بدافع تفسير فرضية الصدفة، فهي وجدت لمحاولة إزالة مشكلة عدم الاحتمالية من جانب انصار فرضية الصدفة ، لكن هذا التعدد للمصادر المحتملة ستجعل السلوك العقلاني مستحيل . إن العدد اللانهائي من الأشياء المحددة يعتبر مستحيل واقعياً وهذا ينفي وجود عدد لا محدود من الأكوان المحدودة. لكن هذه الفرضية تكتسب قوتها يوما بعد يوم ولا نعلم الى اي مدى ستصل ! لكن المستقبل كفيل بإثباتها أو نفيها .
You must be logged in to post a comment.