فلا صلى ولا صام
أنت العود وابنك الظل .. فكيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟ ! أنت قدوة لأبنائك فلو أن أحدا من أبنائك
صلى وصام لأمر كان يطلبه فلما انقضى ذلك الأمر لا صلى لا صام .. فعندما تتقرب إلي الله في وقت الضيق فهذا شيء جيد ، ولكن أن تبتعد عنه بعد قضاء حاجتك فهـــــذا يدل علي أنــك شخص تسعي إلي مصلحتك شخص انتهازي .. منــــــــــــــافق ، وأن تقربك من الله لم يكن إلا لكي يقضي لك مصلحتك أو يحقق لك ما تريد .
فكذلك من نراهم يصلون أو يصومـــــــــون في رمضان ، فإذا ما انقضى رمضان لا صلى ولا صام ، لأنه يصلى والغرض من صــــــــــــلاته وصيامه أنه يرائي الناس .. فيا إخواني نحن نحتاج أن نعلق أبناءنا بالله بمثل هذه العبارات : الفوز برضا الله، أو الفوز بمحبته ، أو الفوز بجنته ومغفرته ، أو أن الله يفرح برجوع وتوبة عبده إليه ..لنربي فيهم نفوساً تعبد الله بنُبلٍ، لا نفوساً تشترط على ربها عز وجل جزاء دنيويا وإلا ضلت الطريق ..
فلا تجعلوا شهر رمضان مدرسة يتعلم فيها أبناؤكم النفاق والرياء فيصلون ..يراؤون بصلاتهم الناس ويصومون ليقال أنه صائم ، ولكن اجعلوا رمضان مدرسة يتعلمون فيها التقوى والمراقبة والخشية لله سبحانه وتعالى .
إن كل شيء يهون إلا التهاون في الصلاة فهو مخيف ومحزن للغاية فإن تسيير وتيسير أمورهم لا تتم إلّا بالمحافظة على الصلاة، فإن الصلاة أمان وحصن من المنكرات وبوّابة الرزق، وأن التفريط في الصلاة عند الله عظيمّ ، وأنّه لا يفلح من لا يُصلّي ولن يقُم له أمرٍ من أُمور الدنيا ولا الآخرة.." وهو بهذا على خطر كبير ..
أما أنتم أيها الآباء .. فلا تكونوا قدوة سيئة لأبنائكم في ترك الصلاة .. فتبوؤا بأثقالكم وأثقالا مع أثقالكم ؛ لأنكم أنتم السبب الرئيسي لترك أبنائكم الصلاة ، حيث وجدوا القدوة السيئة أمامهم ، ولكن إذا وجدت الفرع مثمرا فاعلم أن الجذر أصيل ، فأنت الجذر والأصل الثابت الراسخ على طاعة الله ؛ لهذا لابد أن تكون الفروع " أبناؤك " مثمرة يانعة . فكيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟ . فكيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟! .
وإلى لقاء ..
You must be logged in to post a comment.