فن الأزياء

نبذة عن فن الزي

على مدار الأربعمائة عام الماضية، كان الفنانون والأكاديميون يسألون "أكون أو لا أكون" (شكسبير، 1599)، لكن ماذا لو تحول السؤال إلى "هل أرتدي لكي أكون؟" ويتساءل مصممو الأزياء المسرحية "هل نلبس أم لا؟" وعلماء النفس يتساءلون في نفوسهم "كيف يتم تحديد هوية الشخص أو شخصيته؟" ..فالزي أو الأزياء (اسم) نمط كامل من الملابس، بما في ذلك جميع الألبسة والإكسسوارات وما إلى ذلك من الأقمشة والتطريزات والحياكات المتفننة وغيرها، التي يتم ارتداؤها في وقت واحد أو في مناسبة محدّدة، كما هو الحال في بلد من البلدان أو زمن من الأزمان؛ مثل لباس الزي الوطني أو القومي أو العالمي. لذا يشير الزي إلى أسلوب اللباس الخاص بأمة أو فئة أو لعصرٍ ما (موضة العصر). في كثير من الحالات، قد يساهم في امتلاء العالم الفني المرئي الذي ينفرد به إنتاج مسرحي أو سينمائي معين. وقد تكون الأزياء مخصصة للمسرح أو السينما أو العروض الموسيقية على سبيل المثال لا الحصر.

إنّ تصميم الأزياء هو الجانب الأكثر شخصية في التصميم. إذ يجب على مصمم الأزياء أن يصمم ملابس لشخصيات تعكس من ناحية الأفكار والأهداف المعينة في أي مجال كان خصوصًا في مجال المسرح والإنتاج الفني، فمن ناحية أخرى يجب أن تبدو وكأن الشخصية اختارت الملابس بالطريقة نفسها التي تختارها لك كل يوم. كما يتمثّل دور مصمم الأزياء في إنشاء ملابس وأزياء الشخصيات وتحقيق التوازن بين المشاهد مع الملمس واللون، وما إلى ذلك. حيث إنّ مصمم الأزياء يعمل جنبًا إلى جنب مع المخرج، ومصمم المناظر الطبيعية، ومصمم الإضاءة، ومصمم الصوت، والموظفين المبدعين الآخرين.

إنّ أوّل ما يقوم به مصمم الأزياء هو التخيّل والرسم على صفحته البيضاء، ثمّ يجرّبها بنفسه على تلك الأجسام المعينة، فإذا كان التصميم رائعًا؛ يقوم باستعراض أعماله لمن ينتظرون منه أزياءً فنيّة يقدّمونها في مجالات أعمالهم المختلفة. 

 

كيف تصمّم زيًّا في مخيلتك؟

يجب على الفنان أن يكون مخيلته غنية بالخيالات والإيحاءات التي تمتاز بالجمال والألوان التي تساعده على الرسم وهو يتخيّل انحناءات وأشكال الشيء الذي هو ييريد أن يرسمه على ورقته البيضاء، فمن خلال هذه الخيالات التي يراها الفنان في ذهنه ما هو إلّا تعبير داخلي يمكن أن يجرّده في تصوراته العقلية، ثمّ يسترسل ذلك مع حواسه الخمس لكي يتحسّس بذلك الشعور الباطني، ولكي يُحفز قدراته الخيالية في التخيّل ما عليه غير القهوة اللذيذة والغرفة الهادئة المرتّبة والموسيقا الرقيقة والشذية التي تفوح منها الألحان والأنغام العطرة الجميلة التي تُذهب العقل نحو التصوّر الفني والإبداعي. بما في ذلك؛ يجب على الفنان أن يظلّ في استمرار دائم لمشاهدة الألواح والرسومات الفنية ذات الذوق الرفيع من كل الأجناس الفنية والجمالية، التي تجعل من المشاهدين أنْ يُحرّكوا مشاعرهم الخافية في جوف وجدانهم وأحاسيسهم المرهفة لكي يرتقوا إلى المراحل المتقدمة في الجماليات أو"aesthetic" والحسيّات.

بعدما قام الفنان بالتخييل والإحساس العميق بجماليات التصورات التي يراها؛ ينبغي أن يملك موهبة في النظر إلى أدق التفاصيل والخيوط التي لا يراها كثيرٌ من الناس، لذا يجب عليه التمرّن على النظر وإعادة النظر في الأشياء والأمور، فلا يتعجّل في الملاحظة وعليه أن يُتقن صفة الصبر على كل موضوع أو مسألة تتعلّق في ذلك الأمر. 

ولا يتم هذا الأمر كي تصمّم في المخيّلة إلّا إذا أسقطنا الضوء الآن على الأيادي التي تمتاز بالخفة والرشاقة من أجل تحريكها في الهواء الطلق. وذلك؛ عدّة تمرينات قبل أن نرسم الخيال على الصفحة البيضاء ويتمّ ميلادها الجليّ.

نقل الخيال إلى حيز الصفحة البيضاء

إنّ الخيال لا وجود له إلّا إذا نقله الفنان إلى صفحته البيضاء الفارغة، ولنقل ذلك؛ يجب أن يُمسك قلمه المبدع بإحكام، ويُحرّك يده بمثالية بالغة، بحيث إذا أخطأ خطوة من حركاته؛ فسيشوّه شيئًا من خيالاته، وحينها يجب أن يستخدم الممحاة ليعيد الكرة من جديد ويحاول عدّة محاولات ولا يُهزم من أول محاولة له. فكثيرٌ من الفنانين الأجلاء والعظماء كانوا في بداية تعلّمهم متهورين وبسيطين بدرجات متفاوتة.

وإذا استطاع الفنان في تجاوز كل تلك المراحل المتقدمة والمتعالية في التخييل والرسم بشيئًا من المثالية؛ فيمكن القول بأنّه أصبح يمتلك المهارات الفنية التي تجعله يحيك الأزياء ويخيطها وقد يلبسها بمهارة بالغة في مخيلته وفي واقعه الذي يعيش فيه، فيرى أشكالًا وأنواعًا كثيرة من ملابس الناس على هيئة التخييلات ذات التفاصيل والأضواء الباهرة. 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments
Madina Abdisamatova - سبتمبر ٢٥, ٢٠٢٠, ٧:٤٥ ص - Add Reply

👗👒🕶👠🎨🧑🏻‍🎨💍

You must be logged in to post a comment.

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author