قصيدة « في القدس »
تميم البرغوثي
الباحث: أحمد حسام خالد عبد
المقدمة
الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي من قصائده في القدس الذي يدافع عن قضيته وعن قضية كل عربي موجود في هذا العالم بنص شعري تعجز الكلمات عن وصفه.
وقد قام الباحث بتحليلها وفق المنهج الأسلوبي.
للعنوان تاريخ – للعنوان مجد – للعنون إسراج ومعراج – بنظر الكاتب وفق الشاعر في اختيار العنوان أيما توفيق في القدس مهد الحضارات – فالقدس مسرى الأنبياء – فالقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ففي رأي الكاتب أن العنوان له أثر كبير في جذب القارئ لقراءة النص.
أول ما يبدأ به الشاعر المرور على أرض الإسراء والمعراج ولكن لا يسمح له بالدخول بسبب الاستيطان الغاصب ومما يلاحظ اختلاف معنى كلمة رد فنحن كما نعلم معنى كلمة رد أي لبى النداء أما في هذه فمعناها الطرد ولاحظنا الجناس في (دار، الدار ).
وينتقل الشاعر إلى مساءلة نفسه ربما كان هذا من فضل الله علينا أن لا نزورها فماذا يوجد في القدس؟
لم يلبث أن سأل حتى أجاب عن السؤال وإذا به يناقض نفسه فيقول عنها : أن العين لاتستطيع تحمل كل هذا الجمال العمراني وإذا به يشبهها بالحبيب الذي لا يكترث باللقاء ولا يسأل إن سألوا عنه أم لا، وإذا به ينتقل أو يتوجه نحو سؤال وجواب في نفس الوقت وإذا به يسأل عن رؤية قدس التاريخ فمن يراها يغرم بها وما لبث أن تحدث عن القدس بشكل سطحي حتى دخل إلى القدس عن طريق العائلات اليهودية التي تملكت في القدس وأصبحوا يعلموا أولادهم أن القدس لهم عن طريق التوراة التي حرفوها .
ومما يزيد من وقاحة هذا الجيش الغاصب لم شمل اليهود من شتى أقطار العالم وتوطينهم في أرض مقدسة وحيلهم على حائط المبكى وقتل من يقترب منهم، أما السياح الأجانب لا يرون ولا يبصرون جمالية القدس ويلتقطون لبعضهم صوراً في المدينة في الساحات مع السكان. ويكرر الشاعر كلمة القدس حيث ذكر صلاة المسلمين على الإسفلت، أما الجند فدب الرعب والخوف فيهم ويكرر لفظة القدس حيث لا يرى فيها سوى العربي فهي من حقه فهو يؤكد على أن القدس ليست للفلسطينيين وحدهم بل هي لكل العرب ومما يثير الإندهاش جعل التاريخ يبتسم ويتحدث عن الواقع المأساوي الذي يعيشونه في القدس وأنها بحاجة لمن يدافع عنها فهي المتبقية للعرب، ويطلب من كاتب التاريخ التمهل وتسجيل أن هذه المدينة لها دهران: دهر أجنبي منظم يفعل كل شيء وفق خطة مدروسة ودهر أو شعب لا يسمع لهم صوت، ورغم كل هذا تاريخها ومجدها وكل شيء يشهد لها، ومما يعطي جمالاً تشبيه الهلال الذي في السماء بالجنين.
أما الشاعر فيرسم لنا بفرشاته الجميلة ملامح القدس وكأننا أمام رسام لم يرى أجمل من القدس وإذا بهذا الرسام يشبه لوحته الجميلة بمرآة تعكس له كل أشكال الجمال في القدس، فكل شيء يدافع عنها وفيها التعايش بين المسلمين والنصارى وإذا بهذا الرسام يختلف مع الصباح في رش الألوان حتى إذا طال الخلاف تقاسما ، أما الصبح فهو رمز الحرية التي ننتظرها ولم ينته من ذكر ما في القدس حتى إذا وصل إلى كيف بيعت لليهود.
في القدس رائحة بخان الزيت ببابل والهند إذا سمعتها ستفهم لغتها، وينتقل إلى تصوير كيف يطلقون الغاز المسيل للدموع، فهي مدينة المعجزات رغم تتابع النكبات إلا أن هناك براءة في الجو بواسطة الحمام الذي يعيش بين دولتين فشعب يدافع عن وطنه واحتلال غاصب ليس له أدنى حق في الأرض.
ففي القدس شعوب كثيرة مرت عليها كل طبقات المجتمع وكل الأديان وإذا به ينادي لإعادة كتابة تاريخ المدينة.
وفي الختام يبتعد عن أرض الإسراء والمعراج وأنه لا يوجد في القدس سوى العربي الذي له كل الحق متجاهلاً نَور أوروبا.
ومما لاحظه الباحث أن الشاعر يبدأ بالمرور على القدس حيث يتم الإعتراف بالإحتلال وينهي قصيدته بتجاهل الإحتلال إذ لا يرى في القدس سوى العربي، ظاهرة التكرار لكلمة القدس ، كثرة المحسنات البديعية ، كثرة التشبيهات كثرة الصور الفنية، الإستعارة والتشخيص
وأدوات النداء وأدوات الاستفهام والتعجب والنهي ، صدق العاطفة و تناسق الموسيقى ، الرمز حيث السيارة الصفراء التي تعني سيارة الأجرة ، المبالغة في التصوير.
الخاتمة:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات الحمد لله الذي لا تضيع ودائعه الحمدلله ملئ السماوات والأرض وما بينهما ، وأفضل ما يختم به الباحث لا تبكِ عينك أيها العربي وأعلم أنه في القدس من في القدس لكن لا أرى في القدس إلا أنت ، لن يرى الباحث ولا الشاعر دولة تدعى إسرائيل.
You must be logged in to post a comment.