القتل الرحيم أو قتل الرحمة هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى القيام بعملية إنهاء لحياة شخص مريض تخليصًا له من الألم والمعاناة خاصة إذا كان يعاني من مرض يسبب له الألم الشديد وهو أيضا غير قابل للشفاء.
إن أول دولة أجازت قانونيا القتل الرحيم هي هولندا وكان ذلك في عام 2001 ومن ثم أعلنت بلجيكا إجازته في السنة التابعة لها أي في عام 2002 ، ولكن موضوع قتل الرحمة هذا يعتبر موضوع شائك جدا ولا يوجد اتفاق دولي على شرعيته وإجازته حيث هناك فريق يجيزه ويدافع عن أحقية وجوده وفريق يجرّمه في أي حال أو ظرف كان.
يقسم القتل الرحيم إلى ثلاثة أنواع اعتمادا على موقف المريض ورأيه في ذلك:
1) أما النوع الأول فهو ما يسمى (القتل الرحيم الطوعي)
• هناك من يسميه بالانتحار بمساعدة الطبيب حيث يجري هذا النوع من القتل بموافقة من المريض نفسه ورغبة منه في إنهاء حياته للتخلص من المعاناة والألم الذي يعيشه.
2) والنوع الثاني يسمى (القتل الرحيم غير الطوعي)
• وأما هذا النوع من القتل فيكون عندما يكون المريض غير مؤهل لإعطاء رأيه سواء بالموافقة أو الرفض كأن يكون المريض مجنونا أو أن يكون طفلا صغيرا.
3) والثالث ما يسمى (القتل الرحيم القسري)
• وهذا النوع يجري من دون موافقة من المريض مع قدرته على اتخاذ القرار فهو يجري ضد إرادته ولهذا السبب يطلق عليه قتل قسري أي جبري أو (قهري).
إن الطرق المستخدمة في القتل الرحيم لدى الدول التي تقر بشرعيته قانونا متعددة مثل أن يعطي الطبيب الجرعات الزائدة من الأدوية القاتلة لإنهاء حياة المرضى أو أن يقطع عنه كل السبل المؤدية للنجاة كأن يزيل عنه أجهزة دعم الحياة استعجالا لموته وذلك يكثر في المرضى الذين هم في حالات غيبوبة طويلة ولا أمل من شفائهم.
• سنستعرض هنا بعض الآراء حول هذه القضية ما بين مؤيد ومعارض:
- وافق برلمان لوكسمبورج على تقنين القتل الرحيم في مارس 2009 وسيكون للمرضى الميؤوس من شفائهم خيار طلب الإجراء بعد الحصول على موافقة طبيبين ولجنة من الخبراء.
- ويقول ممدوح عزالدين المختص في علم الاجتماع في تصريح لـ”العرب”: "إن الموت الرحيم بمثابة الخلاص من العذاب وطلب للراحة وهي ظاهرة محدودة في المكان باعتبار أنها لا تحظى باهتمام عدة دول".
- وتقول ليلى جبور: "تنفيذ الموت الرحيم هو تدخل الانسان في مشيئة الله، فالرب وهب الحياة والرب سيأخذها".
باختصار فإن ظاهرة مثل هذه الظاهرة تجيزها الدوافع الإنسانية ويرفضها الدين تحت أي ظرف فكما قال الدكتور سعد بن عبدالله السبر: "أعظم ما يحاسب عليه الإنسان هو الصلاة ودماء الناس فقتل النفس من أعظم الأمور سواء كان مريضا أو صحيحا فكله محرم".
فالموت فعل من أفعال الله فهو الذي وهب الحياة لمخلوقاته وهو الذي يأخذها ولا يجوز للإنسان التدخل في مثل هذا القرار سواء في حق نفسه أو حق غيره فهو تدخل في إرادة الخالق جل جلاله.
واعتبر الباحث الإسلامي بجامعة الأزهر الدكتور عبد المعطي بيومي أن هذا النوع من القتل يدل على ضعف الإيمان بالله تعالى فقد يمن الله بالشفاء على المريض رغم انقطاع كل أسباب النجاة كما وأن الموت قد يخطف حياة المريض رغم ثقة الأطباء بنجاح العلاج فالله وحده واهب الحياة وهو وحده نازعها.
You must be logged in to post a comment.