قل ولا تقل

قل: السفر إحدى وسائل المتعة.          

لا تقل: السفر أحد وسائل المتعة.

لماذا؟: لأن (أحد) مضاف، وهو لا يعود على السفر، بل يعود على المضاف إليه (وسائل)، ومفردها وسيلة، والوسيلة مؤنثة، فيؤنث معها المضاف، فيصير (إحدى) وليس (أحد)، نقول: السفر واحدة من وسائل المتعة، أو السفر وسيلة من وسائل المتعة، ففي كل الأحوال يأتي الخبر مؤنثاً (واحدة، وسيلة)، قال تعالى: ﴿إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ [الأنفال:7]، وقال تعالى: ﴿إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ [التوبة:52]، وقال تعالى: ﴿إِحْدَى ابْنَتَيَّ [القصص:27]، فكل ما ورد بعد (إحدى)، في هذه الآيات الكريمة جاء مؤنثاً، أما إذا جاء لفظ (أحد) مضافاً، يكون المضاف إليه مذكراً، قال تعالى: ﴿يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ [البقرة:96]، وقال تعالى: ﴿وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ [المنافقون:10].

قل: لدي أصِيص للزهر.      

لا تقل: لدي إصِّيص للزهر.   

لماذا؟: لأن إصِّيص (بتشديد الصاد)، لم يرد ذكرها في معاجم وقواميس العربية، أما أصِيص (بكسر الصاد)، فهو الوعاء الذي يزرع فيه الزهور ونباتات الزينة، ويكون في الغالب من الفخار، والجمع أصائص وأصص.   

قل: هذا عقد من ألماس.     

لا تقل: هذا عقد من ماس.  

لماذا؟: لأن ماس (غير مهموز)، هو الرجل الذي لا يستمع إلى النصيحة، ولا يلتفت إلى موعظة أحد، يقال: رجل ماس، وما أمساه، أما ألماس (مهموز)، فهو حجر شفاف، شديد اللمعان، ذو ألوان، وهو أعظم الحجارة النفيسة قيمة، وأشدها صلابة، يؤثر في جميع الحجارة، ولا يؤثر فيه حجر، يستعمل للحلية والزينة، فالهمزة واللام في (ألماس) أصيلتان.     

قل: هذا مجتمع بُدائي.    

لا تقل: هذا مجتمع بِدائي.    

لماذا؟: لأن بِدائي (بكسر الباء)، ليست دقيقة من الناحية اللغوية، أما بُدائي فتشير إلى (ما أو من) هو في الطور الأول من أطوار النشوء، مثل الإنسان الأول مثلاً، أو المجتمعات غير المتحضرة، وتنسب بُدائي إلى كلمة بُداءة، والبُدائية في علم الاجتماع، هي الطور الأول من أطوار النشأة.     

قل: قطعتُ تذكِرة للسفر.     

لا تقل: قطعتُ تذكَرة للسفر.

لماذا؟: لأن تذكَرة (بفتح الكاف)، لم يرد ذكرها في معاجم وقواميس العربية، أما تذكِرة (بكسر الكاف)، فهي الوريقة أو البطاقة الصغيرة، التي يثبت فيها قيمة أو أجر الركوب، في القطارات والحافلات والطائرات، والجمع تذاكر، وتذكِرة تعني أيضاً كل ما يدعوا إلى الذكر والعبرة، قال تعالى: ﴿نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ [الواقعة:73].

قل: كانت ترتدي جواهر نفيسة.       

لا تقل: كانت ترتدي مجوهرات نفيسة.

لماذا؟: لأن (مجوهرات)، لم يرد ذكرها في معاجم وقواميس العربية، أما (جواهر) فهي الدرر الثمينة، أو كل ما غلا ثمنه، وعلت قيمته، والمفرد (جوهرة)، فكما أن القباقيبي منسوب إلى القباقيب، فإن (الجواهري) منسوب إلى (الجواهر)، وقد اتفقت المعاجم والقواميس العربية على (جوهر)، و(جوهرة)، و(جواهر)، ويجوز أن نقول أيضاً المصوغات، لا المجوهرات، لأن القائم بها هو الصائغ، لا المجوهر.

قل: أعطيك أجرك حسَب عملك.        

لا تقل: أعطيك الأجر حسْب عملك.      

لماذا؟: لأن حسْب (بسكون السين)، هو اسم فعل ماضٍ بمعنى كفى، يقال: حسْبك هذا، أي: كفاك هذا، أما حسَب (بفتح السين) فهو قدر العمل أو الشيء، يقال: الأجر على حسَب ذلك، أي: على قدره، والحسَب أيضاً ما يحسبه الإنسان من نسبه وعشيرته ومفاخر آبائه، يقال: حسَبه دينه.

قل: أخذتُ حَفنة من الطعام.    

لا تقل: أخذتُ حِفنة من الطعام.

لماذا؟: لأن حِفنة (بكسر الحاء) هي على وزن فِعلة، وهو وزن اسم الهيئة، أي: هيئة أو شكل الملء، أما حَفنة (بفتح الحاء) فهي ملء الكفين من الطعام، أو أخذك الشيء براحة كفك، والأصابع مضمومة، وقد حفَن له بيده حَفنة، ويظهر من وزنها الصرفي ومعناها، أنها اسم مرة، أي: أنها تشير إلى المرة من ملء الكفين بالطعام.  

قل: له خَصِيصة تميزة.  

لا تقل: له خِصِّصة تميزه.

لماذا؟: لأن خصِّيصة (بكسر الخاء وتشديد الصاد الأولى مع الكسر)، هي مؤنث خِصِّيص، والخِصِّيص هو الأخص من الخاص، أما خَصِيصة (بفتح الخاء وكسر الصاد الأولى دون تشديد)، فهي الصفة التي تميز الشخص أو الشيء، والجمع خصائص.      

قل: للمسك رائحة ذكية.  

لا تقل: للمسك رائحة زكية.   

لماذا؟: لأن (زكي)، تعني المبارك فيه، وذا الفضل، والخير النامي، والطاهر، والنقي، والصالح، يقال: رجل زكي، ورجال أزكياء، أما (ذكي) فتعني الفطن، وذو الرائحة الطيبة، يقال: رجل ذكي، وقلب ذكي، وقوم أذكياء، ومسك ذكي أذفر، ويشار أيضاً بهذه الصفة إلى الدماء، يقال: دماء الشهداء الذكية.    

قل: نظرتُ إليه شزْراً.   

لا تقل: نظرتُ إليه شزَراً.

لماذا؟: لأن الشزَر (بفتح الزاي)، هو حالة العين نفسها، عندما تنظر شزْراً، فهي عين شزْراء، أي: فيها شزَر، كما نقول عين حوراء، أي: فيها حور، وعين رمداء، أي: فيها رمد. أما الشزْر (بسكون الزاي)، فهو مصدر الفعل شزَر، ومعناه النظر بمؤخر العين، في غضب، أو بغض، أو إعراض، أو عداء، وتشازَر القوم، أي: نظر بعضهم إلى بعض شزْراً، والشزْر من المشازَرة، وهي المعاداه.  

قل: صِحافة.    

لا تقل: صَحافة.    

لماذا؟:لأن صَحافة (بفتح الصاد)، لم يرد ذكرها في معاجم وقواميس العربية، أما صِحافة (بكسر الصاد)، فهي من مصدر ثلاثي، من الجذر (صَحَف)، فتكون على وزن فِعَالة، مثل صِنَاعة، وزِرَاعة، ونِجَارة، وتِجَارة، والصِّحافة هي مهنة جمع الآراء والأخبار، ونشرها في المجلات والصحف.  

المراجع                        

  • معجم الأخطاء الشائعة، محمد العدناني، مكتبة لبنان ناشرون، لبنان، 2008.  
  • قل ولا تقل، مصطفى جواد، دار المدى للثقافة والنشر، سورية، 2001.  

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author