قل ولا تقل

قل: هذا مستشفى كبير.

لا تقل: هذه مستشفى كبيرة.

لماذا؟: لأن لفظ مستشفى مذكر، مشتق على صيغة اسم المكان، إذ هو مكان الاستشفاء، تمت صياغته على وزن اسم المفعول، لأنه من فعل سداسي هو استشفى، وعلى الرغم من أن، جميع الناس يقولون (المستشفى العام)، ولا أحد منهم يقول (المستشفى العامة)، إلا أن خطأ تأنيث المستشفى، شائع شيوعاً كبيراً، بين المثقفين، وغير المثقفين.        

قل: هذه كفي.

لا تقل: هذا كفي.

لماذا؟: لأن لفظة كف مؤنثة، ولا تذكر، جاء في معجم تاج العروس: "الكف: اليد، سميت لأنها تكف عن صاحبها، أو يكف بها، ما آذاه، أو غير ذلك، أو منها إلى الكوع، هي مؤنثة، وتذكيرها غلط غير معروف"، وجاء في كتاب المحكم والمحيط الأعظم: "الكف: اليد، أنثى"، وجاء في معجم المصباح المنير: "الكف من الإنسان وغيره، أنثى"، وجاء في المعجم الوسيط: "الكف: الراحة، مع الأصابع، مؤنث"، قال ابن الأنباري: "وزعم من لا يوثق به، أن الكف مذكر، ولا يعرف تذكيرها، من يوثق بعلمه".            

قل: هذه كأس مملوءة.

لا تقل: هذا كأس مملوء.

لماذا؟: لأن لفظة كأس مؤنثة، نقول: هذه كأس، ولا نقول: هذا كأس، قال تعالى: ﴿يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ [الصافات:45]، وقال تعالى: ﴿يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ [الطور:23]، وجاء في معجم مختار الصحاح، ومعجم تاج العروس: "الكأس: مؤنثة"، وجاء في المعجم الوسيط: "الكأس: القدح ما دام فيه الخمر، وهي مؤنثة".              

قل: للأسد أربع أقدام.  

لا تقل: للأسد أربعة أقدام.

لماذا؟: لأن لفظة قدم مؤنثة، وهي ما يطأ الأرض، من رجل الإنسان، نقول: للرجلين أربع أقدام، لأن العدد في هذه الحالة، يخالف المعدود، تذكيراً وتأنيثاً، وجاء في المعجم الوسيط: "القدم ما يطأ الأرض، من رجل الإنسان، وفوقها الساق، وبينهما المفصل، المسمى الرسغ، أنثى"، أما لفظ قدم المذكر، فهو وحدة قياس الطول المعروفة، التي هي ثلث الياردة، حسب تعريف المعجم الوسيط، نقول: الطول عشرة أقدام، وجاء في معجم تاج العروس: "الميل أربعة آلاف خطوة، كل خطوة ثلاثة أقدام"، وجاء في لسان العرب: "ويذكر أن الظل فيهما، عند الاعتدال في آذار، وأيلول، ثلاثة أقدام، وبعض قدم".              

قل: انتظرتُ عشْر دقائق، وإحدى عشْرة ثانية.

لا تقل: انتظرتُ عشَر دقائق، وإحدى عشَرة ثانية.   

لماذا؟: لأن لفظي عشْر وعشْرة (بتسكين الشين)، يأتيان مع المعدود المؤنث، قال تعالى: ﴿اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً [البقرة:60]، وقال تعالى: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:2]، وقال تعالى: ﴿بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ [هود:13]، والشين هنا ساكنة، لأن المعدود مؤنث، أما بالنسبة إلى لفظي، عشَر وعشَرة (بفتح الشين)، فيأتيان مع المعدود المذكر، قال تعالى: ﴿تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ [البقرة:196]، وقال تعالى: ﴿اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً [المائدة:12]، وقال تعالى: ﴿أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً [يوسف:4]، والشين هنا مفتوحة، لأن المعدود مذكر، وجاء في معجم الوسيط: "العشْر: مؤنث العشَرة، في غير التركيب"، يقال: عشْر نسوة، وعشَرة رجال، وجاء في معجم كتاب العين: "عشْر نسوة، وإحدى عشْرة امرأة، وعشَرة رجال، وأحد عشَر رجلاً، وثلاثة عشَر رجلاً"، وجاء في معجم المصباح المنير: "والعشَرة، (بالهاء)، عدد للمذكر، يقال: عشَرة رجال، وعشَرة أيام، والعشْر (بغير هاء)، عدد للمؤنث، يقال: "عشْر نسوة، وعشْر ليال، عشَر: بفتح الشين (بالتاء، ودونها) للمذكر، وعشْر بتسكين الشين (بالتاء، ودونها) للمؤنث".

قل: هذه ريح شديدة.

لا تقل: هذا ريح شديد.

لماذا؟: لأن لفظة ريح مؤنثة، ذكرت معاجم اللغة العربية، أن لفظة ريح، وكل ما يعنيها، مؤنثة، إلا إعصار، فلا يكون إلا مذكراً، جاء في معجم المصباح المنير: "وقال ابن الأنباري: الريح مؤنثة، لا علامة فيها، وكذلك سائر اسمائها، إلا الإعصار، فإنه مذكر"، وجاء في المعجم الوسيط: "الريح: الهواء إذا تحرك، والرائحة، مؤنث"، والجدير بالذكر، أن أسماء الريح المقصودة، في مقامنا هذا، هي: الشمال، والجنوب، والسموم، والحرور، والدبور، والصبا، والصرصر، والنكباء، والعقيم، والنعامى، وهي ريح الجنوب، والجربياء، وهي ريح الشمال، حتى ريح بمعنى رائحة، تأتي مؤنثة، تقول: شممتُ منه ريحاً طيبة.          

قل: هذا رأس كبير.    

لا تقل: هذه رأس كبيرة.

لماذا؟: لأن لفظ رأس مذكر، يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى: "العرب لا يؤنثون الرأس، ولا يرئسون الأنثى"، وجاء في معجم تاج العروس: "الرأس: م، أي: معروف، وأجمعوا على أنه مذكر"، وكثيرون من الكاتبين والمتكلمين بالفصحى، نجدهم يؤنثون ويذكرون، كلمة رأس، على السواء، وهذا خطأ شائع، والصواب أن لفظ الرأس مذكر فقط، ولا يؤنث إطلاقاً.           

قل: هذه جحيم.

لا تقل: هذا جحيم.

لماذا؟: لأن لفظة جحيم مؤنثة، جاء في كتاب المحكم والمحيط الأعظم: "إذ قال ابن سيده: والجحيم: النار الشديدة التأجج، وقال الزجاج: الجحيم كل نار، بعضها فوق بعض، وهي مؤنثة، كجميع أسماء النار"، وجاء في معجم مقاييس اللغة: "وبه سميت الجحيم جحيماً"، نلاحظ أن المعجم، قال: سميت، ولم يقل: سمي، قال تعالى: ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ [الشعراء:91]، وقال تعالى: ﴿فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:39]، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ [التكوير:12]، فالشواهد القرآنية، تدل على أن، لفظة جحيم مؤنثة.              

قل: هذا بطن كبير.      

لا تقل: هذه بطن كبيرة.    

لماذا؟: لأن لفظ بطن مذكر، ولا يجوز تأنيثه، جاء في معجم مختار الصحاح: "البطن: ضد الظهر، وهو مذكر"، وجاء في معجم المصباح المنير: "البطن: خلاف الظهر، وهو مذكر، والجمع: بطون وأبطن"، قال رسول الله ﷺ: "استحيوا من اللهِ تعالى حقَّ الحياءِ، من اسْتحيا من اللهِ حقَّ الحياءِ، فلْيحفظِ الرأسَ وما وعى، ولْيحفظِ البطنَ وما حوى، ولْيذكرِ الموتَ والبِلا، ومن أراد الآخرةَ، ترك زينةَ الحياةِ الدنيا، فمن فعل ذلك، فقد استحيا من اللهِ حق الحياءِ" [صحيح الجامع]، فلم يقل ﷺ: والبطن وما حوت، وإلا لاعتبر لفظاً مؤنثاً.

المراجع                                                                    

  • معجم الأخطاء الشائعة، محمد العدناني، مكتبة لبنان ناشرون، لبنان، 2008. 
  • قل ولا تقل، مصطفى جواد، دار المدى للثقافة والنشر، سورية، 2001.      

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author