استطاع (ايراتوسينيس) في حوالي عام (235) قبل الميلاد من قياس أبعاد الأرض لأول مرة في مصر، وكان ذلك بقياس محيط الأرض أولا، حيث أنه كان من المعروف لديه في ذلك الوقت أن الشمس تكون أعلى ما يمكن في ظهيرة يوم الانقلاب الشمسي الصيفي والذي يقع توقيته في تقاومينا الحديثة بتاريخ (21/6)، ولهذا فلو وضعت عصا رأسيا على الأرض فانه لن يتكون لها أي ظل وهذا ما فعله تحديدا في مدينة (أسوان) وستكون العصا تمثل عمودا مستقيما رأسيا على سطح الأرض، ولو قمنا بأخذ امتداد أسفل هذه العصا فإنه لا بد ان يمر بمركز الكرة الأرضية، وما قام به هو مراقبة اشعة ضوء الشمس عند دخولها لبئر وانعكاسها لأعلى وهي تمثل أيضا عمودا رأسيا على سطح الارض، وفي اليوم التالي عند الظهيرة قام (ايراتوسينيس) بقياس ظل لعمود رأسي في مدينة الإسكندرية (800 كم شمال مدينة أسوان) و وجد أن هذا الظل يساوي (1/50) ارتفاع العمود، وهذا يقابل زاوية مقدارها (7.1) درجة بين أشعة الشمس والعمود الرأسي، وبما أن (7.1) درجة تعادل (7.1/360) أو حوالي (1/50) من الدائرة، استنتج (ايراتوسينيس) أن البعد بين مدينتي الإسكندرية وأسوان يجب أن يكون (1/50) من طول محيط الأرض، بذلك يصبح طول محيط الأرض يعادل (50) ضعفا للمسافة بين تلك المدينتين، وتم من قبل مسّاحين قياس هذه المسافة بين المدينتين (والتي هي مستوية) لتكون تقريبا (5000 ستيديا) والتي تكافئ (800) كم، لذا حسب (ايراتوسينيس) محيط الأرض على أنه:
50×5000 ستيديا = 250000 ستيديا
وهذا رقم قريب جدا للقيمة المقاسة حاليا لمحيط الأرض.
ويمكن أن نحصل على نفس النتيجة تماما عن طريق مقارنة طول ظل العمود الى طول العمود، حيث يظهر المنطق الهندسي بالتقريب أن النسبة بين (طول العمود / طول الظل) هي نفس النسبة بين (نصف قطر الكرة الأرضية / المسافة بين أسوان والاسكندرية)، فكما أن طول العمود هو (8) أضعاف طول ظله فيجب أن يكون نصف قطر الكرة الأرضية (8) أضعاف المسافة بين الإسكندرية وأسوان.
وبما أن محيط الدائرة هو (2 π) مضروبا في نصف قطر الدائرة (نق) أي :( طول المحيط = 2 π نق)، فإن نصف قطر الأرض سيكون مقداره هو مقدار طول محيط الأرض مقسوما على (2 π)، وفي الوحدات المستخدمة حاليا نصف قطر الأرض هو (6370) كم وطول محيطها (40000) كم
معلومات قيمة جزاك الله خيرا
You must be logged in to post a comment.