اقترح (أرسطرخس) أن الأرض تدور حول محورها مرة باليوم وقد يكون أول من اقترح ذلك، وهو الذي فسّر حركة النجوم كل يوم، كما أنه افترض أن الأرض تتحرك حول الشمس في مدار محدد مرة كل سنة وأن الكواكب الأخرى تقوم بحركة مشابهة لكنه لم يكن متأكدا من مركزية الشمس لعدة أسباب أبرزها عدم تساوي الفصول الموسمية الارضية، واستطاع (أرسطرخس) حساب قطر القمر وبُعده عن الأرض بشكل دقيق جدا وتم قبول هذه القياسات بعد سبع عشرة قرنا من اجرائها، قارن (أرسطرخس) بين مقاس القمر بالنسبة لمقاس الأرض من خلال مشاهدة خسوف القمر، ووجد أن عرض ظل الأرض عند القمر يبلغ (2.5) مرة ضعف قطر القمر، قد يشير هذا الى أن قطر القمر هو 2.5 مرة اصغر من قطر الأرض، ولكن بسبب ضخامة حجم الشمس فان ظل الأرض يتناقص تدريجيا كما يشاهد أثناء كسوف الشمس، وفي هذا الوقت تقطع الأرض ظل القمر، ويتناقص ظل القمر تدريجيا الى ان يصل الى نقطة تقريبا عند سطح الأرض مما يدل على أن التناقص التدريجي لظل القمر عند هذه المسافة هو (1) قطر قمري.
لذا فإنه اثناء خسوف القمر يجب على ظل الأرض والذي يغطي نفس المسافة ان يتناقص تدريجيا بمقدر (1) قطر قمري، واذا ما أخذ التناقص التدريجي لأشعة الشمس بالاعتبار، فيجب أن يكون قطر الأرض (2.5+1) ضعف قطر القمر، بهذه الطريقة وضح (أرسطرخس) أن قطر القمر هو (1/3.5) من قطر الأرض، وكان من المعروف في ذلك العصر وبعد عدة تجارب كان أبرزها قياس (ايراتوسينيس) لنصف قطر الأرض والذي قاسه بأنه (40000) ستيديا أي ما يعادل تقريبا (6400) كم، لذا فانه وفقا لحسابات (ارسطرخس) سيكون قطر القمر يساوي (6400×2 / 3.5) ويساوي (3657) كم، والمقدار المقبول حاليا لقطر القمر هو (3640) كم أي بحدود (5%) من القيمة المحسوبة من قبل (ارسطرخس).
You must be logged in to post a comment.