كيف تصبح غنيا ؟!
إن كثيرا من الناس يبحثون ويفكرون ويحاولون ويسلكون كل طريق ويطرقون كل الأبواب ويلجؤون كل ملجأ لكي يكونوا أثرياء، ولكنهم يقعون في بئر الفقر العميق الذي لا يستطيعون الخروج منه أبد الدهر ، فيظلون طوال حياتهم في غياباته يتجرعون مرارة الفقر والعوز والحاجة ؛ وذلك لأنهم يتمسكون بهذه العادات والأفكار العشوائية التي تخلو من التنظيم ومنها ..
أولا : الإسراف وإنفاق الأموال فيما لا فائدة فيه أو في شراء ما لا نحتاج إليه متبعين القاعدة السوداء وأسلوب الغوغاء " اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب " وهذه قاعدة المبذرين الذين هم إخوان الشياطين .. فالقاعدة الذهبية هي التوسط في الإنفاق وعدم التبذير بشراء الضروريات .. فمن اشترى ما لا يحتاج إليه باع ما يحتاج.
ثانيا : عدم ادخار جزء من دخولهم والذي يجب أن يكون 10% كما يقرر ذلك كثير من أهل الاقتصاد إن هؤلاء الناس أنفسهم – من كثرة الإسراف - سرعان ما يقعون في بئر أخر وهو عدم توفير أو عدم ادخار ولو جزء ضئيل من دخلهم يحميهم من أحداث الزمن والطوارئ والمفاجئات .. والذي يمكن أن ينطبق عليه المثل الشعبي " القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود " فيضطرون إلى اللجوء إلى الاقتراض لسد احتياجاتهم المفاجئة - مما يزيد من فقرهم وأعبائهم المالية .. وهذا يعني ضرورة توفير ما نسبته 10% من الراتب الشهري أو الدخل الشهري، وادخار هذا المبلغ بحيث لا يستخدمه مطلقًا في النفقات الاعتيادية .
ثالثا : عدم التحكم في النفقات ، فإن هؤلاء الذين لا يتحكمون في نفقاتهم لا يبالون ماذا انفقوا ؟ أو فيم ؟ أنفقوا أو كيف ينفقون ؟ وإنما تتحقق لديهم مقولة " ما شيين بالبركة " أي دون حساب للنفقات الضرورية أو غيرها ، فلا يتمكنون من تحقيق القاعدة " القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود " . الادخار .. الادخار هو الحل وتنظيم الإنفاق..
رابعا : عدم التفكير الاقتصادي فإن هؤلاء يقعون – أيضا – في التركيز على السعر -عند شراء أي سلعة – وليس على القيمة بمعنى أن الفقير يشتري قميص ب 50 جنيه يستهلك بعد شهرين في حين أن الغني يشتري فميص ب 150 جنيه يظل معه مدة تزيد عن عامين ، وهذا يقلل من نفقات الملبس لديه .. أي ما يسمى في عرف الاقتصاديين البسطاء سلع تشاركك العمر..
خامسا : شراء السلع المستعملة أو الرخيصة فيلجأ من يلازمهم الفقر إلى شراء السلع القديمة المستعملة الهالكة كمثال السيارة والتي يظل يهدر الأموال الطائلة على إصلاحها مرارا وتكرارا حتى ينفق على إصلاحها ما قيمته سيارة حديثة .. ولا يلتفت إلى المثل القائل " أنا لست ثريا فأشترى القديم أو الرخيص .. أو كما يقولون " الغالي تمنه فيه " .
سادسا : عدم استثمار أموالهم فيما يزيدها وينميها – حيث يلجأ البعض إلى الادخار فحسب – دون استثمار ما يكسبه فيما يزيد من ثروته وينميها ، فلا تعتمد في تكوين الثروة على الادخار من راتبك الثابت وحدة ولكن يجب استثمار جزء آخر لزيادة مدخراتك ، بمعنى ألا تعتمد على الوظيفة و الدخل الثابت في تكوين الثروة دون اللجوء إلى العمل الحر فكما يقولون : أن الوظيفة تضمن لك عدم الفقر ولكن لا تضمن لك الغنى .
سابعا : الرضا بالوضع المالي الحالي وعدم التفكير في زيادة وتعدد الدخل بالطرق المشروعة والميل للكسل والراحة والرضا بالوضع المالي الحالي مؤمن بــ " على أد لحافك مد رجليك " فلا يطمحون أبدا إلى تطوير أو تحسين أحوالهم المالية بحجج واهيه من مثل أحوال البلاد .. أو فقر الوالدين .. أو الأزمات الاقتصادية العالمية .. أو كرونا .. ويختلقون الأعذار والحجج الواهية التي يجعلونها الشماعة التي يعلقون عليها كسلهم ،أضف إلى ذلك أن هؤلاء الذين يصرون على الفقر - بما كسبت أيديهم - هم أكثر الناس قتلا للوقت فالوقت هو الحياة والوقت يعني الفلوس والمال ، فتجدهم إما يتسكعون في الشوارع .. أو على الكافيهات أو على مواقع التواصل الاجتماعي ، دون محاولة الاستفادة من أوقاتهم أو استثمارها ، استثمارها في القراءة أو التعلم المستمر لإتقان مهنة أو حرفة لتطوير وتنمية الذات، أو ممارسة أعمالهم والتفاني في رعاية مشاريعهم الخاصة ، وخاصة الأعمال الحرة وعلى رأسها التجارة .. وعدم إهدار الوقت بالانشغال بالآخرين وتجنب الهزات والمشاكل التي تطرأ عليك من كثرة التعاملات الفارغة مع الآخرين .
وأخيرا أنصحك بأشياء هامة لن يقدمها لك إلا من يحبك وذلك لتطوير ذاتك والنجاح في حياتك على كل المستويات وخاصة المالية والاقتصادية وهي :
1- الثقة بالله وحسن الظن به ، وأداء فرائضه أولا بأول وتسخير كل ما حققته في طاعته .
2- التفاؤل والأمل وعدم اليأس ، فاليأس سوء ظن بالله ،واذا لم ننظر الى الحياة بنظرة ايجابية مليئة بالتفاؤل والأمل لن نحقق أي شيء جميل فيها...
3- الجد والاجتهاد والصبر والمثابرة وحسن التخطيط والاستمرار والإصرار وقوة العزيمة .
4- الرضا بما قسم الله – أيضا – وعدم الجزع أو اليأس .
5- القراءة ثم القراءة كثيرا في مجال التخصص لتطور نفسك .
6- تدوين وتقييد وتسجيل الأفكار التي تعلمتها .
7- التركيز في عملك وإتقانه ، وعدم الانشغال بأي شيء غيره مهما كان .
8- الرغبة والهدف ، ضع لنفسك هدفا عظيما لكسب المال ، واجعل هذا الهدف عظيما ذو همة ونية طيبة صالحة وستجد التوفيق من الله ، الذي ييسر لك كل الأمور والطرق ؛ لأن نيتك هي ارضاء الله .. تجعل المال نعمة وليس نقمة فحذار أن تتطلع للغنى وتجعل المال نقمة عليك ..
شكرا .. وإلى لقاء.. بقلم أ / عبد الشافي أحمد عبد الرحمن
You must be logged in to post a comment.