كيف ساعدت التجارب من الأوبئة السابقة البلدان الناجحة في مكافحة فيروس كورونا؟

فاجأ فيروس Covid-19 العالم، لكن إرث الإيبولا وفيروس كورونا والسارس يعني أن العديد من الدول لديها أنظمة للتخفيف من حدة الوباء، سنتناول فى هذا المقال ما تعلمته هونغ كونغ والمملكة العربية السعودية وكيف أحدثوا فرقًا فى مواجهة الوباء.

هونغ كونغ:

يبدو أن استجابة شرق آسيا لـ Covid-19 كانت استثنائية حتى الآن، وهذا نتيجة للعديد من الدروس المستفادة والابتكارات المستمدة من تجربة هذه الدول الممتدة لعقود من الزمن مع تفشي مسببات أمراض الجهاز التنفسي الجديدة والقابلة للانتقال مباشرة، وتضم هذه التجارب جائحة الإنفلونزا الآسيوية عام 1957، و "هونج كونج" عام 1968، وأنفلونزا A (H5N1) التي انتقلت من الطيور إلى البشر في عام 1997، و A (H7N9) في عام 2013 حول دلتا نهر اليانغتسي، و لقد ترك وباء السارس في الفترة ما بين 2002 و2003 أكثر العلامات التي لا تمحى.

لقد عززت البصمات الاجتماعية التي خلفتها هذه الجائحات بشكل تراكمي من التزام الناس، والتدابير الاجتماعية التي ثبت أنها حاسمة للغاية في السيطرة على فيروس كورونا، فبعد السارس تبنت حكومة هونغ كونغ هيكل قيادة متدرج ومحدد بوضوح للاستعداد والاستجابة لتفشي المرض في المستقبل، ودمجت جميع وظائف الحماية الصحية في إطار وكالة مركزية جديدة تجمع بين المجتمعات العلمية ومجتمعات صنع السياسات في الوقت الفعلي، وتم تبني قيود حدودية أكثر صرامة من أي وقت مضى، وتحسنت ترتيبات الحجر الصحي لكل من المرضى المحليين والأجانب، إلى حد أن وول ستريت جورنال وجدت أنها الأفضل في العالم.

المملكة العربية السعودية:

أدى تفشي فيروس كورونا في عام 2012 إلى مئات الوفيات وانتشر في 27 دولة، مما تسبب في مخاوف عالمية من تفشي جائحة محتمل، وأثار ظهوره في المملكة العربية السعودية تغييرات تحولية في نظام الرعاية الصحية في البلاد، وثبت أن هذا أمر بالغ الأهمية في إطلاق استجابة سريعة لـ covid-19، وأبرز تفشي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أن التأخير في تحديد الحالات والفرز غير المناسب في أقسام الطوارئ كانا من المخاطر الرئيسية لتفشي فيروس كورونا المستجد في المستشفيات.

وقد أطلقت وزارة الصحة السعودية برنامجًا بحثيًا متعدد الأبعاد لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية نتج عنه تجارب سريرية مهمة في العلاجات وتطوير اللقاحات، وبالتعاون مع جامعة أكسفورد تم تطوير لقاح MERS على أساس ناقل من فيروسات الشمبانزي الغدية (ChAdOx1) واختباره على البشر الأصحاء في تجارب المرحلة الأولى في المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، وتبين أنه جيد التحمل دون أي أحداث سلبية خطيرة، ومن المقرر إجراء تجربة المرحلة الثانية بالتعاون مع جامعة أكسفورد بتمويل من تحالف (ابتكارات التأهب للأوبئة)، ودعمت التجارب التطوير السريع للقاح ChAdOx1 ضد covid-19، مع تسخير أوجه التشابه الجينية بين MERS-CoV و SARS-CoV-2.

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
أبريل ١٨, ٢٠٢٣, ٣:٥١ م - Aya Mohammed
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٤ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٢٣ م - Abdallah
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Rasha
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٠ م - Areej Alfateh Salah Aldien
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٢ م - ملك حمدي
About Author