كيف نشأ الموت الأسود باوروبا

انتشر الطاعون بشكل كبير فى أوروبا، هذا المرض المميت، وكان يطلق عليه ( الموت الأسود) وانتشر هذا المرض عن طريق قافلة من 12 سفينة جاءت من البندقية حتى وصلت الى ميناء ميسينيا، وغالبا جاءت هذه السفينة من البحر الاسود، إلا أن هذه السفينة كان على ظهرها رجال يصارعون الموت.
 
فكانت عدوى هذا المرض المروع تنتشر بطريقة سريعة جدا بين الناس لمجرد المرور من جانب الشخص الحامل لعدوى هذا المرض الأسود، لذلك اتخذت السلطات إجراءها فأمرت بمغادرة هذه السفن لميناء مسينا، إلا أن السلطات اتخذت هذا الإجراء فى وقت متأخر حيث أصبح المرض متفشيا فى جميع أنحاء البلاد بشكل مروع للغاية، حتى أن هذا المرض لم يقف انتشاره على أهل مسينا فقط وإنما بخروج أهل مسينا الى البلاد الأخرى انتشر هذا المرض فى جميع انحاء صقلية، ومن ثم زحف هذا المرض المميت الى الأراضي الإيطالية وفرنسا أيضا. وحديثا قامت منظمة الصحة فى الولايات المتحدة بعمل إحصائيات لهذا المرض.
 
فتبين أن هذا النوع من المرض ( الطاعون) إنما هو نتيجة لبكتيريا عصوية متواجدة فى دم نوع معين من البراغيث، ويلتصق هذا النوع من البراغيث بالفئران، وعند انسداد معدة هذا النوع من البراغيث أثناء تواجده على الفئران يقوم بالتقيؤ فى موضع اللدغ، وعند موت هذه الفئران تقوم هذه البكتيريا المميتة بالبحث عن فريسة أخرى تتغذى عليها، فتقوم بالالتصاق بالانسان، إذا لم تكن الفئران موجودة، وهذا المرض يأخذ ثلاثة أشكال: فهناك( الطاعون الرئوي- والطاعون الذى يصيب الغدد اللمفاوية- والطاعون المؤدى الى تسمم الدم).
 
 وبالطبع مع عدم النظافة فى البلاد كانت الفئران تنتشر وتزيد أعدادها بشكل كبير فى البلاد، ومن ثم ينتشر مرض الطاعون بشكل كبير، هذا بالإضافة الى عدم الجدوى من الحلول الطبية حينها، فكانت مظاهر الحياة مختلفة فى أوروبا؛ حيث كانت أبواب المنازل مفتوحة بشكل دائم بدون أن يجترئ أحدهم على الدخول الى هذه البيوت المفتوحة خوفا من أن تصيبه العدوى فيموت، حتى أن البحر كانت السفن تحمل بحارتها موتى، طافية على سطح الماء، وتم الافراج عن السجناء وجلب الفلاحين من الجبال العادية كي يتم دفن الموتى فى المقابر العامة، إلا أن الحكومة كانت تعطيهم نظير مالى، وانتقل هذا المرض المروع الى الشمال لحلول فصل الشتاء الذى يحارب البكتيريا بسقيعه القارص.
 
إلا أن المرض عاد أدراجه من جديد بحلول فصل الصيف الذى يرحب كل الترحيب بالبكتيريا، مما ساعد على انتشار المرض الى جميع أنحاء أوروبا حتى أنه وصل الى انجلترا وروسيا واسكندنافيا، وبعدها جاء طاعون لندن الذى يصيب الغدد اللمفاوية، فنصف او ثلث سكان أوروبا قد ماتوا بسبب هذا المرض الأسود الذى يسمى الطاعون.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author