تقع مخيمات عرسال في بلدة عرسال في لبنان التي تبعد عن بعلبك حوالي 38 كيلومترا وتبعد عن بيروت حوالي 122 كيلومترا وتضم المخيمات آلاف اللاجئين السوريين الذين يستيقظون كل يوم على نفس المأساة التي تتكرر دون توقف كل فصل شتاء
لا تدفئة ، لا مقومات للحياة ولا نهاية لتلك المعاناة
برد قارس ودرجات حرارة تحت الصفر، أجساد ترتجف من شدته وخيام تتطاير وتتهاوى على أصحابها كلما تساقطت الأمطار والثلوج ، نقص في المساعدات الغذائية ، أطفال يعانون المرض وأهالي ضاق بهم ذرعا وهم ينتظرون الإغاثة !
آلام من قلب الحدث
روت لنا ه .أ - لاجئة سورية في لبنان منذ 7 سنوات ومن سكان مخيم عرسال - تفاصيل حياتها مع زوجها وأطفالها الثلاثة بالمخيم قائلة : بصراحة لا أعرف من أين أبدأ ، نحن لا نعمل ، نمتلك كرت التغذية الذي نعيش بما يأتينا منه والذي يكفينا فقط حتى منتصف الشهر وأغلب اللاجئين مثلنا إما لديهم كرت تغذية أو يعيشون على المساعدات من الأمم المتحدة وهناك أشخاص آخرين لا يمتلكون شيئا ولا يحصلون على أية مساعدات مالية ، كما أن الجو شديد البرودة ليلا ومواد التدفئة تصلنا أحيانا وأحيانا أخرى لا .
وتضيف : أحلم بأن يتصلوا بي من الأمم المتحدة ويخبروني أنني أستطيع السفر مع زوجي وأبنائي .
ه .أ مريضة سرطان خضعت لعملية استئصال الثدي ويفترض أن تجري الفحوصات اللازمة كل 6 أشهر لكنها توقفت عن ذلك منذ عام 2010 نظرا لانعدام الإمكانيات .
وأضافت ه . أ أيضا : أتمنى لو أن هناك مركزا صحيا يوفر لي ذلك مجانا فأنا لا أستطيع دفع تكلفة التحاليل والفحوصات وأتمنى أن يكون هناك أي مساعدة لي لأكون مطمئنة فقط أن المرض لم يعد إلى الظهور مرة أخرى .
كما يصف أ. ب - وهو أب لأربعة أبناء ولاجئ في لبنان منذ 7 سنوات أيضا - الوضع في المخيم قائلا : كنت أعمل لكنني توقفت عن العمل منذ مدة طويلة والآن أنا لا أعمل فالحصول على العمل هنا ليس سهلا و أعيش مع زوجتي وأبنائي على ما نحصل عليه من كرت التغذية رغم أنه لا يكفي لذلك عملت من قبل أنا وزوجتي في صناعة الحلويات وبيعها لكننا لم نكمل المشروع نظرا لعدم تمكننا من توفير أسعار المواد اللازمة لذلك .
وأضاف : أنا مريض بداء السكري والعلاج هنا مجاني لمرضى السكري لكن ذلك لا ينطبق على جميع الأمراض ، سألناه إن كان هناك تأمين صحي للاجئين فأجاب : ليس هناك أي شيء من هذا القبيل ، نحن هنا نعيش أوضاعا صعبة جدا .
مساعدات شبه متوقفة
يتحمل لاجئو عرسال ما لا يحتمل من ظروف قاسية ، فحتى الإغاثات التي ينتظرونها كل فترة قلت فما عادت تصل كما كانت نظرا للأوضاع الاقتصادية الحالية في لبنان وانتشار فيروس كورونا ولعل هذا ما زاد الوضع سوءا وجعل الأمور تؤول بهم نحو الأسوأ ، ويطالب سكان المخيم بأشياء بسيطة كما يعتبرها الكثيرون لكنها بالنسبة لهم كبيرة فهم لا يملكون حتى أبسط مقومات الحياة ، منتظرين ومتأملين أن تتحسن الأوضاع يوما ما ويعودوا إلى بلادهم التي لم ولن ينسوها .
فمتى ستنتهي تلك المعاناة !
ومتى ستعود الابتسامة إلى وجوه أولئك اللاجئين ويعودوا إلى وطنهم !
متى ستتوقف لعبة المصالح على حساب حياتهم !
ومتى سيشعر هذا العالم بمعاناتهم فيستيقظ من سباته لنجدتهم !
حقوق الصورة محفوظة ل (يوسف الطالب )
You must be logged in to post a comment.