لعنة بيلا غوتمن

 

لعنة بيلا غوتمن 

 

لو سألتك هل تؤمن بالحظ في كرة القدم ؟ فستجيب بإمكانيه حدوثه في الكثير من الأحيان لكن لو سألتك عن امكانية حدوث لعنات في كرة القدم فستعتبرها ضربا من الخيال ومن المستحيل حتى وجوده، لكن في هذا المقال صديقي سأعرض عليك قصة قد تعد من غرائب كرة القدم وشيء يصعب تصديقه في عالم الساحرة المستديرة ،القصة تدور عن فريق بنفيكا البرتغالي  ولعنة بيلا غوتمن التي اصابت هذا الفريق وأدت إلى خسارته لجميع النهائيات التي لعبها بعد استقالته فمن يكون بيلا غوتمن و ما سبب هذه اللعنة .

بيلا غوتمن لاعب ومدرب مجري من مواليد 27 يناير 1899 في بودابست في هنغاريا بدأ مسيرته التدريبية في هنغاريا وبعد تحقيقه لنجاحات في بلاده سلطت عليه الاضواء كونه مدرب صاحب فكر هجومي بحت وفريد وهذا ما جعل العملاق الايطالي اي سي ميلان بتعينه على رأس العارضة الفنية للنادي سنة 1956، تغير اداء فريق ميلان واصبح من افضل الفرق التي تطبق الفكر الهجومي و الذي ادى به إلى تصدر الدوري الايطالي ليفاجئ من قبل ادارة النادي بقرار إقالته بدون سبب مقنع وهذا ما سبب له اضطرابات نفسية حيث قال «أقالوني رغم أنني لم أكن مجرمًا أو شاذًّا جنسيًا، وداعًا.»

بعد تلك الحادثة انتقل غوتمن لتدريب ساو باولو البرازيلي ليحقق معه بطولة الدوري في عام 1958 بأداء مميز، وهذا ما انعكس على منتخب البرازيل الذي توج بلقب كاس العالم ذلك العام ونسب الفوز ببطولة العالم لغوتمن الذي ابتكر تشكيلة 4 2 4 في ساو باولو والتي لعب بها منتخب البرازيل وتوج بها .

بعد كل هذه النجاحات تلقى غوتمن عروض  أوروبية من اجل التدريب  فكانت فرصة ليعود غوتمن الى أوروبا وذلك من بوابة بورتو البرتغالي فاز ببطولة الدوري بعد ما كان متخلف با5 نقاط كاملة عن المتصدر بنفيكا اضافة الى كأس البرتغال ، سرعان ما أدى ذلك بإدارة فريق بنفيكا ان تفعل المستحيل من اجل التعاقد مع هذا المدرب العبقري وقد كان ذلك سنة 1959 وليته لم يحدث، مع بداية مشواره التدريبي مع بنفيكا استغنى عن عشرين لاعبا من الفريق واصفا اياهم بالعاجزين وسبب يعود لنيله اللقب ضدهم اثناء تدريب بورتو ، اعتبر قرار جريئا من غوتمن لكن عبقرية هذا الرجل حالت دون ذلك  كانت نتائجه عظيمة جدا ،حيث فاز ببطولتي دوري مُتتاليتين 1960 و 1961 وكأسين لدوري أبطال أوروبا في 1961 و1962 وإنهاء سيطرة ريال مدريد على بطولة دوري الابطال التي دامت خمس سنوات متتالية في نهائي 1962 بخمسة أهداف مُقابل ثلاثة بقيادة الأسطورة إيزيبيو.

مدرب مثل هذا يستحق ان يبنى له تمثال تقديرا للإنجازات الجبارة التي حققها مع فريق بنفيكا وهذا مالم يحدث حيث ذهب لإدارة الفريق لكي يطلب منهم زيادة في الراتب وبعض المميزات وهذا ما قابلته ادارة الفريق بالرفض ، وهذا ما صدم بيلا غوتمن كثيرا واثر به و تذكر غدر فريق ميلان به ، ليخرج في إعلام ليعبر عن غضبه واستيائه من ادارة الفريق واعلان استقالته حيث قال «لهم لن تحرزو لقبا الا بعد مئة عام.»

بعد اعلان استقالته تم تعين مدرب جديد واستمر بنفيكا بتقديم العروض القوية الى ان وصل إلى نهائي الابطال ضد فريق ميلان 1963 حيث خسر النهائي بهدفين لهدف ، اعتبرها الجميع خسارة عادية ولو ان هناك بعض الشكوك التي راودت بعض الجماهير وخاصة ادارة نادي بنفيكا  من كلام غوتمن ، الا ان هذه الشكوك تأكدت عندما وصل بنفيكا لنهائي الابطال امام عملاق ايطالي اخر وهو انتر ميلان حيث خسر النهائي وكان سنة 1965.

ويتكرر السيناريو مُجددًا بالخسارة أمام مانشستر يونايتد في نهائي نُسخة 1968، ثُم الخسارة من أندرلخت في نهائي الدوري الأوروبي عام 1983 . وهذا ما اكد لجماهير بنفيكا بوجود لعنة في الفريق تطارده وتعصف به في كل نهائي ، هذا الامر جعل اسطورة النادي  إيزيبيو قبل النهائي دوري الابطال سنة 1990  في فيينا بالذهاب لقبر بيلا غوتمن ليدعو ويصلي وطلب المغفرة من غوتمن لكي ينالوا اللقب  ولكن بلا فائدة، حيث فاز الميلان بفضل فرانك ريكارد في الدقيقة 68 ليُنهي آمال نسور بنفيكا.

ليختفي بريق بنفيكا ويغيب عن الساحات الاوروبية الى ان تم التعاقد مع المدرب البرازيلي جيسوس سنة 2012 – 2013 من أجل كسر اللعنة وقد قادهم إلى النهائي أمام تشيلسي سنة 2013 وتم بناء تمثال لبيلا غوتمن كنوع من تميمة حظ و حسن طالع ولكن مع كل هذا خسر بنفيكا لقب الدوري الاوروبي اما تشيلسي ،كما خسره كذلك في السنة لاحقة أمام فريق إشبيلية سنة 2014 لتتواصل لعنة مدرب من وجهت نظرا الكثيرين كان يستحق الكثير و الكثيرفي عهده .

 

في الاخير سواء صدقت او لم تصدق لعنة بيلا غوتمن فإن كلماته ما زالت تتحقق إلى يومنا هذا ، ولكن سبب كل هذه الهزائم لفريق بنفيكا يراها الكثرين تعود للجانب النفسي وذلك من وقع كلمات غوتمن التي ألقاها وأصبحت تراود جميع لاعبي بنفيكا خصوصا في النهائيات و شكلت لهم هزيمة معنوية و نفسية قبل خوض أي نهائي يلعبونه، ومن المعروف في كرة القدم ان جانب المعنوي و الذهني له أثره الكبير في نتائج أي فريق. 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author

بشير طالب جامعي تخصص علم اجتماع تنظيم وعمل