لغة الضاد

سميت اللغة العربية بلغة الضاد وقد أخذت أهميتها بالدرجة الأولى من كونها اللغة التي أنزل الله تعالى بها القرآن الكريم على نبيه محمد عليه أتم الصلاة والتسليم وقد سميت بهذا الاسم لأنها اللغة الوحيدة التي تحتوي على صوت الضاد الذي يميز العرب عن غيرهم وهو حرف صعب النطق على غير العرب وحتى مع تعلم اللغة العربية إلا أن المتعلمون لها يواجهون أيضا صعوبة في نطقه.

عرفت اللغة العربية بأنها لغة الفصاحة كما وأنها تعتبر اللغة الرسمية في كل البلدان العربية كما أنها واحدة من اللغات الست الرسمية في الأمم المتحدة.

تحتوي اللغة العربية على ثمانية وعشرين حرفا وتكتب بالأبجدية ولها العديد من العلوم المرتبطة بها مثل علم النحو وعلم الصرف وعلم البلاغة والمعاني والبديع والأصوات والمعاجم وغيرها وقد ارتفعت مكانتها عندما بلغ الإسلام ذروة انتشاره وأصبحت اللغة الرسمية في مختلف المناطق وأثرت كذلك على غيرها من اللغات.

تتميز بقدرتها على استيعاب عدد لا متناهي من التراكيب والألفاظ وبتماهيها مع مختلف العلوم كالطب والهندسة والصيدلة والجبر والفل والأدب وغيرها، وهي أقدم اللغات التي لا زالت تحتفظ بسلامة تراكيبها وخصائصها وكذلك قوتها ولا نغفل عن الذكر بأن ما يقارب 350 مليون شخص حول العالم يتحدثون العربية وهي أيضا تحتل المرتبة الرابعة من بين أكثر اللغات انتشارا.

هناك ما يعرف بالازدواجية اللغوية أو الثنائية اللغوية وهو مفهوم يطلق على اللغة التي يتم التحدث بها باستخدام أكثر من لهجة حيث تختلف اللهجات من شعب إلى آخر أو من منطقة إلى أخرى حسب الطريقة التي يتفاعل بها أبناء المنطقة وكذلك فإن اللغة العربية تتمتع بهذه الميزة الازدواجية فاللغة الرسمية تسمى بالفصحى والشعبية تسمى بالعامية وبعض العلماء يرون بأن الازدواجية شيء عادي أما بعضهم الآخر فيرى أنها مصيبة في حق اللغة وقد يؤدي ذلك إلى إضعافها واندثارها بتزايد الأمر وانتشاره كذلك فإن حديث الناس باللغة الفصحى يصبح ركيكا وفهمهم لها ضعيفا وتعلم الأطفال في مدارسهم للغة غير التي يتحدثون بها يوميا يعد أمر صعب نسبيا بالنسبة لهم وقد يؤثر على تطور تعليمه من جهة أخرى وهذا من شأنه أن يعرقل انتشار اللغة العربية.

من الأمور التي تعرقل انتشار اللغة العربية في عصرنا الحاضر هو اعتماد اللغة الانجليزية كلغة أولية في مجال التعلم والعمل وهذا تبعا لكون الولايات المتحدة الأمريكية هي أقوى دولة في العالم وبذلك فرضت لغتها وثقافتها على الجميع فأصبح للناس يقبلون أكثر على تعلم اللغة الانجليزية ويعتمدونها في تأسيس أطفالهم منذ الصغر مهملين بذاك اللغة العربية التي تعتبر أكبر مستودع لسلامة الفكر والتعبير وكذلك الفهم والإيجاز والتبيين وقد قيل قديما: إن المثقفين العرب الذين لم يتقنوا لغتهم ليسوا ناقصي ثقافة فحسب، بل في رجولتهم نقص كبير ومهين أيضاً.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author

لا الدنيا أقبلت إليّ ولا الزمانُ أدبر