القدح والكأس
القدح تكون مملوءة، وغير مملوءة، أما الكأس فلا تكون إلا مملوءة، مثل الفرق بين المائدة والخوان، فالمائدة لا تسمى مائدة، إلا إذا كان عليها طعام وشراب، وإلا فهي ليست مائدة، هي خوان.
الفيء والظل
الفيء لا يكون إلا في النهار، والفيء يعني: الرجوع، وهو ما فاء من جانب إلى جانب، أي: رجع، ويقال: الفيء التبع، لأنه يتبع الشمس، أما الظل فيكون في الليل والنهار، وإذا ارتفعت الشمس، إلى موضع المقال، من ساق الشجرة، قيل: قد عقل الظل.
القرب والدنو
القرب عام، نقول: قلوبنا تتقارب، ولا نقول: قلوبنا تتدانى، ونقول: قريب بقلبه، ولا نقول: دان بقلبه، إلا على بعد، أما الدنو فلا يكون، إلا في المسافة بين شيئين، نقول: داره دانية، ونقول: مزاره دان.
المس واللمس
المس يكون باليد، أو بالحجر، وغير ذلك، ولا يقتضي أن يكون، المس باليد فقط، قال تعالى: ﴿مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء﴾ [البقرة:214]، وقال تعالى: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ﴾ [الأنعام:17]، ولم يقل يلمسك بضر، أو يلمسك بخير، أما اللمس فيكون باليد خصوصاً، وذلك من أجل معرفة، الخشونة من اللين، والبرودة من الحرارة.
الخلط واللبس
الخلط يستعمل في العرض والجسم، نقول: خلطت الأمرين ولبستهما، ونقول: خلطت النوعين من المتاع، ولا يقال لبستهما، أما اللبس فيستعمل في العرض، مثل الحق والباطل، وما يجري مجراهما، نقول: في الكلام لبس، وحد اللبس هو منع النفس، من إدراك المعنى، بما هو كالستر له، وأصل الكلمة الستر.
الكوكب والنجم
الكوكب اسم للكبير من النجوم، وكوكب كل شيء: معظمه، نقول: الكواكب هي الثوابت، ونقول: فيه كوكب من ذهب، أو فضة، لأنه ثابت لا يزول، أما النجم فهو عام، في صغيرها وكبيرها، وهو الذي يطلع منها ويغرب، ولهذا السبب سمي المنجم بذلك، لأنه ينظر فيما يطلع منها.
الإخماد والإطفاء
الإخماد يستعمل في الكثير، يقال: أخمدت النار، ويقال: خمدت نيران الظلم، ويقال: خمدت نيران الفتنة، والخمود يكون بالقهر والغلبة، أما الإطفاء فيستعمل في الكثير والقليل، يقال: أطفأت السراج، ولا يقال: أخمدت السراج، ويقال: أطفأت النار، ويستعار الطفي، في غير ذكر النار أيضاً، يقال: طفئ غضبه، ولا يقال: خمد غضبه، قال رسول الله ﷺ: "إنّ الصدقَةَ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وتَدْفَعُ مِيتَة السُّوءِ" [رواه الترمذي وحسنه]، والإطفاء يكون بالرفق والمداراة.
الصراط والطريق
الصراط هو الطريق السهل، وهو من الذل، خلاف الصعوبة، وليس من الذل، خلاف العز، أما الطريق فلا يقتضي السهولة البتة، وهناك لفظ السبيل أيضاً، وهو اسم يقع، على ما يقع عليه الطريق، وعلى ما لا يقع عليه الطريق، نقول: طريق الله، ونقول: سبيل الله، ونقول: سبيلك أن تفعل كذا وكذا، ولا نقول: طريقك أن تفعل كذا وكذا، ويراد به سبيل ما يقصده، فيضاف إلى القاصد، ويراد به القصد.
الخالص والمحض
الخالص هو المختار من الجملة، ولهذا سمي الذهب النقي خالصاً، لأنه لا غش فيه، أما المحض فهو الذي يكون على وجهه، لم يخالطه شيء، يقال: لبن محض، أي: لم يخالطه ماء.
الإزالة والتنحية
الإزالة تكون إلى ست جهات، أما التنحية فتكون إلى جانب اليمين، أو الشمال، أو الأمام، أو الخلف، ولا يقال لما صعد به أو سفل به: نحي، لأن أصل التنحية، تحصيل الشيء في جانب، ونحو الشيء: جانبه.
النزول والهبوط
النزول لا يعقبه إقامة، يقال: نزل وإن لم يستقر، أما الهبوط فهو نزول يعقبه إقامة، يقال: هبطنا مكان كذا، أي: نزلناه بقصد الإقامة فيه، قال تعالى: ﴿اهْبِطُواْ مِصْراً﴾ [البقرة:61]، وقال تعالى: ﴿قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً﴾ [البقرة:38]، أي: انزلوا الأرض، للإقامة فيها، ولا يقال: هبط الأرض، إلا إذا استقر فيها.
الآخِر والآخَر
الآخِر (بكسر الخاء)، تأتي بمعنى كل شيء، ليس له ثالث، وما فوق ذلك، يقال: الأول، ويقال: الآخِر، ويقال: ربيع الأول، ويقال: ربيع الآخِر، أما الآخَر (بفتح الخاء)، فتأتي بمعنى: ثان، وكل شيء يمكن أن يكون له ثالث، وما فوق ذلك، ويقال للمؤنث: أخرى.
السفر والكتاب
السفر هو الكتاب الكبير، قال أبو إسحاق الزجاج: الأسفار الكتب الكبار، وقال بعض أهل اللغة: السفر الكتاب الذي يتضمن، علوم الديانات بخاصة، والسفر هو الواضح، الكاشف للمعاني، يقال: أسفر الصبح، إذا أضاء، ويقال: سفرت المرأة نقابها، إذا ألقته، فانكشف وجهها، وسفرتُ البيت كنسته، أي: أزلتُ التراب عنه، وانكشفت أرضه، ويقال: سفرت الريح التراب، أو السحاب، أي: قشعته، فانكشفت السماء.
الورى والناس
الورى هم الأحياء من الناس، دون الأموات، وأصل اللفظ، من ورى الزند يرى، إذا أظهر النار، فسمي الورى ورى، لظهوره على وجه الأرض، أما الناس فهم الأحياء والأموات، يقال: الناس الماضون، ولا يقال: الورى الماضون.
السنة والعام
السنة هي جمع شهور، ولفظ السنة لا يشير إلى الوقت، يقال في التاريخ: سنة مائة، وسنة خمسين، ولا يقال: عام مائة، وعام خمسين، إذ ليس وقتاً لشيء، أما العام فهو جمع أيام، ويشير لفظ العام إلى الوقت، كونه وقتاً لشيء، يقال: عام الزنج، عن أيام الزنج، ويقال: عام الفيل، ولا يقال: سنة الفيل، وعلى الرغم من ذلك، فإن العام هو السنة، والسنة هي العام، وإن اقتضى كل واحد منهما، ما لا يقتضيه الآخر، مثل أن الجمع هو الكل، والكل هو الجمع، وإن كان الجمع هو الإحاطة بالأجزاء، والكل هو الإحاطة بالأبعاض.
الغم والهم
الهم هو الفكر، في إزالة المكروه، أو الكرب، واجتلاب المحبوب، وليس هو من الغم في شيء، نقول: يا فلان اهتم في حاجتي، ولا نقول: يا فلان اغتم بها، أما الغم فهو معنى يفيد انقباض القلب، بسبب وقوع ضرر قد حصل، أو توقع ضرر قد يحصل، من باب التوهم، وسمي الحزن هماً، لأنه تطول مدته، حتى يذيب البدن، يقال: إنهمَّ الشحم، إذا ذاب، ويقال: همَّه، إذا أذابه.
الفرح والسرور
الفرح يكون بما ليس فيه نفع، ولا لذة، مثل فرح الصغير باللعب، أو اللهو، أو العدو، أو السباحة، وغير ذلك مما يتعبه ويؤذيه، نقول: الصبيان يفرحون بالسباحة، ولا نقول: الصبيان يسرون بالسباحة، ونقيض الفرح هو الغم، أما السرور فيكون بما فيه نفع، أو لذة، على الحقيقة، فالسرور يكون بالفوائد، وما يجري مجراها من الملاذ، ونقيض السرور هو الحزن.
المراجع
- الفروق اللغوية، أبو هلال العسكري، تحقيق وتعليق: محمد إبراهيم سليم، دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع، مصر، 2010.
- دقائق الفروق اللغوية في البيان القرآني، محمد ياس خضر الدوري، دار الكتب العلمية، لبنان، 2006.
You must be logged in to post a comment.