ما الفرق بين؟

اللمز والهمز   

اللمز أجهر من الهمز، قال تعالى: ﴿وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ [التوبة:58]، أي: يطعن عليك، أما الهمز فهو أن يهمز فلان بقول قبيح، من حيث لا يدري أو يسمع، أو يدفعه إلى أمر قبيح، أي: يغريه به، قال تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ [المؤمنون:97]، همزات وليس لمزات، لأن مكايد الشيطان، وأساليب إضلاله لبني آدم أمر خفي.     

الخطأ واللحن          

الخطأ هو على عكس ما يقصد، وقد يكون في الفعل والقول معاً، يقال: أخطأ فلان في فعله، أما اللحن هو مخالفة الإعراب، ولا يكون اللحن إلا في القول فقط، يقال: لحن فلان في كلامه، ولا يقال: لحن فلان في فعله، ولحن القول هو معنى القول وما دل عليه الكلام، قال تعالى: ﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾ [محمد:30]، واللحن أيضاً هو اللغة، يقال: تحدث فلان بلحن اليمن، واللحَن (بفتح الحاء) هو الفطنة، قال رسول الله ﷺ: "إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ" [متفق عليه].

السر والنجوى       

السر هو إخفاء شيء ما في النفس البشرية، يقال: سري عند فلان، تقصد ما يستره في نفسه، ولا يقال: نجواي عند فلان، وقد يكون السر مجازاً في غير المعاني، يقال: فعل فلان هذا سراً، وقد أسر الأمر، أما النجوى فهي اسم للكلام الخفي، الذي تناجي به صديقك، فأصل كلمة النجوى هو الرفعة، ومنه النجوة من الأرض، وقد سمي تكليم الله تعالى لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام مناجاة، لأنه كلام تم إخفاؤه عن غيره، فلا تكون النجوى إلا كلاماً.      

القراءة والتلاوة   

القراءة تكون للكلمة الواحدة فقط، يقال: قرأ فلان اسمه، ولا يقال: تلا فلان اسمه، لأن التلاوة لا تكون إلا لكلمتين فصاعداً، وهذا هو الأصل في التلاوة، اتباع الشيء الشيء، يقال: تلاه إذا تبعه ولحقه، فتكون التلاوة في الكلمات التي يتبع بعضها بعضاً، إذ لا تصح التلاوة في الكلمة الواحدة.

نعم وبلى     

نعم لا تكون للإستفهام بلا إنكار، قال تعالى: ﴿فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ [الأعراف:44]، وكذلك جواب الخبر، إذا قال فلان: قد فعلت ذلك، قلت: نعم لعمري قد فعلته، فلا يجوز القول نعم في جواب الجحود، لأنه إذا قال فلان: مالك علي شيء، فلو قلت: نعم، كان قد صدقك، كأنه قال: نعم ليس لي عليك شيء، وإذا قال فلان: بلى، فقد رفض كلام صاحبه وخطأه، أي: بلى لي عليك شيء، ولا تكون بلى إلا جواباً، قال تعالى: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى﴾ [الأعراف:172]، وقال تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى [الزمر:71].  

البديهة والروية    

البديهة أول النظر، وهي ما يكون من غير فكر، يقال لفلان إذا وصف بسرعة الإصابة والسداد في الرأي: بديهته كروية غيره، أما الروية آخر النظر، وهي طول التفكير في الشيء، والاستقصاء في الرأي والإشباع في تأمله، يقال: روَّأت في الأمر (بتشديد الواو)، وفعَّلت (بتشديد العين) يقصد بها المبالغة والتكثير، وقد أهملت الهمزة في كلمة الروية لكثرة استخدامها.  

العلم والمعرفة   

العلم لا يفيد تمييز المعلوم من غيره، أما المعرفة فهي أخص من العلم، وبما أنها علم بعين الشيء مفصلاً عما سواه، بالتالي تفيد المعرفة تمييز المعلوم من غيره، حيث أن كل معرفة علم، ولكن ليس كل علم معرفة، والفرق بين العلم والمعرفة يتضح في سياق جملة غير مبهمة، فإذا قلت: علمت زيداً، فذكرته باسمه، وكان المخاطب يعرفه لم تفده، وإذا قلت: علمت زيداً قائماً فقد أفدت المخاطب، لأنك جئت بالدلالة على أنك علمت زيداً على صفة فيه، وإذا قلت: عرفت زيداً أفدت المخاطب أيضاً، لأنك علمته متميزاً من غيره، والدليل أنك استخدمت (عرفت) لا (علمت).     

الاستماع والسمع      

الاستماع هو استفادة المسموع، بالإصغاء إليه بهدف الفهم، وأما السمع فيكون اسماً للمسموع، يقال لما سمعته من الكلام: هو سماعي، ويقال للغناء أو الإنشاد سماع، ويأتي بمعنى السمع أيضاً، حيث يجوز القول: سمعت سمعاً، أو سمعت سماعاً، والتسمع هو طلب السمع، كما أن التعلم هو طلب العلم.

الشك والظن       

الشك هو استواء طرفي التجويز، أو اجتماع شيئين في الضمير، وهو وقوف بين نقيضين، من غير ترجيح أحدهما على الآخر، فالشاك على إحدى الصفتين، لا يمتلك أمارة ولا دليلاً، وأصل الشك في العربية الفصحى، من قولك: شككت الشيء، إذا قمت بجمعه وأدخلته في شيء ما، أما الظن فهو رجحان أحد طرفي التجويز، ويمثل قوة المعنى في النفس البشرية، إلا أن هذه القوة لم تبلغ حال الثقة المؤكدة الثابتة.

الضُّعف والضَّعف      

الضُّعف (بتشديد الضاد المضمومة) والضَّعف (بتشديد الضاد المفتوحة) يكون في الجسد، قال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ [الروم:54]، ويجوز أن نقول: في جسم فلان ضُعف وضَعف (بـضم الضاد وفتحها)، أما الضَّعف (بتشديد الضاد المفتوحة) فيكون في الرأي والعقل، إضافة إلى الجسد، يقال: في رأي فلان ضَعف (بفتح الضاد)، ولا يقال: في رأي فلان ضُعف (بضم الضاد).  

الاختراع والابتداع  

الاختراع هو إيجاد شيء ما، عن غير سبب يتوصل به إليه، وأصله في العربية الفصحى السهولة واللين، أما الابتداع فهو إيجاد شيء ما، لم يسبق إلى مثله، يقال: أبد ع فلان إذا أتى بالشيء العجيب، وأبدعه الله تعالى فهو بديع ومبدع، قال تعالى: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ [البقرة:117]، والبدعة في الدين لفظ مأخوذ من هذا أيضاً، وهو قول ما لم يعرف قبله، قال تعالى: ﴿قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ [الأحقاف:9].

الميل والميد     

الميل يكون في جانب واحد، أما الميد فهو أن يميل الشيء يمنة ويسرة، قال تعالى: ﴿وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ﴾ [النحل:15]، أي: تضطرب من الجانبين، قال الشاعر:  

حبتهم ميـــالة تميد   ملاءة الحسن لها جديد

يقصد أنها تميل متثنية يمنة ويسرة، وذلك لرشاقتها ولين قوامها.

الجور والظلم       

الجور عكس الاستقامة، وهو العدول عن الحق، يقال: جار فلان عن الطريق، إذا عدل عنه، ويقال: جار الوالي في حكمه، إذا فارق الاستقامة، والجور نقيض العدل (العدول بالفعل إلى الحق)، أما الظلم فهو نقصان الحق، وضرر لا يعقب عوضاً، والظلم نقيض الإنصاف (إعطاء الحق على التمام).

المراجع             

  • دقائق الفروق اللغوية في البيان القرآني، محمد ياس خضر الدوري، دار الكتب العلمية، لبنان، 2006.
  • الفروق اللغوية، أبو هلال العسكري، تحقيق وتعليق محمد إبراهيم سليم، دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع، مصر، 2010.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author